اليمن: 300 قتيل خلال شهر وعلي صالح يتهم الحوثي بالعمالة

فيصل مكرم الحياة 2004/07/19

باتت القوات الحكومية اليمنية على بعد نحو كيلومترين من آخر معاقل المتمردين بزعامة حسين بدر الدين الحوثي, في منطقة جبال مران بمحافظة صعدة (شمال صنعاء).

وقالت مصادر عسكرية وقبلية في المنطقة لـ"الحياة" ان القوات الحكومية عثرت داخل كهوف على اكثر من تسعين جثة تعود لأتباع الحوثي ممن قضوا بالقصف البري والجوي خلال الايام الثلاثة الاخيرة. وسقط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين معظمهم من الحوثيين في اعنف المواجهات عند سفح جبل الحكمي احد اهم تحصينات المتمردين منذ اكثر من شهر.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر عسكرية امس ان حصيلة شهر من المواجهات بلغت حوالى ثلاثمئة قتيل, في حين اتهم الرئيس علي صالح الحوثي بـ"العمالة الاجنبية".

وأكدت المصادر ان المعارك الاخيرة تسبّبت في نزوح مئات من عائلات القرى في سلسلة جبال منطقة مران ووديانها, باتجاه مناطق مديرية ساقين المجاورة, مشيرة الى ان القوات الحكومية سارعت الى اغاثة النازحين بإيوائهم وتقديم المستلزمات الغذائية والطبية, بانتظار اعادتهم الى قراهم.

وأعربت عن اعتقادها بأن الحوثي يختبئ في التحصينات الاخيرة التي يدافع عنها انصاره بشراسة في قمم جبل مران, في حين تسعى القوات الحكومية الى اعتقالهم وزعيمهم من اجل احالتهم على القضاء.

واضافت ان هذه القوات احكمت السيطرة على وادي الغوط الى الشمال والشمال الغربي من جبال مران, وقطع طرق الامدادات التي كان الحوثي يحصل عليها من اتباعه عبر ممرات الوادي, ما شدد الخناق على حركة التمرد.

الى ذلك, اتهم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح, الحوثي بالعمالة لجهات استخباراتية اجنبية, بهدف الاضرار بالتنمية والاستثمار في اليمن وإحداث "شرخ في الوحدة الوطنية". واكد امام حشد من رجال الدولة والقيادات السياسية والحزبية, لمناسبة ذكرى انتخابه رئيساً في 17 تموز (يوليو) 1978, وفي حضور اول مجلس للشعب انتخبه واعضاء اول حكومتين شكلهما قبل 25 سنة, ان الحوثي يواصل "اعمال التخريب والتمرد واثارة الفتنة المذهبية والطائفية في صعده, وهذه ليست تعبيراً عن عناد سياسي, فهو ليس منافساً لي. انا انسان وهبت نفسي لهذا الوطن وقلت بالحرية والديموقراطية قولاً وعملاً, في اطار النظام الجمهوري, لكن ما يقوم به (الحوثي) عمل تخريبي, والمؤشرات تتضح وسنعلنها لعامة الناس, ان هذا عمل استخباراتي اجنبي, هكذا هي العمالة وهكذا تدخل الاستخبارات الاجنبية الى الشعوب".

ونبّه الى ان ما يفعله الحوثي هو "جزء من العمالة الاجنبية, وليس فكراً او مذهبية (...), هو عنصرية من اجل النيل من الوطن واستقراره وأمنه". ووصف احداث صعده بأنها "فقاقيع من افعال اشخاص لا يحترمون انتماءهم الى الوطن, لكن امامهم القانون, ومواجهة صعبة مع قوات الامن والجيش حتى تسقط مؤامراتهم على الوطن".