![]() |
بعد ثمانية أشهر من العدوان.. ملامح واضحة لكارثة صحية في اليمن (تقرير) بات الاعلان وشيكاً عن كارثة صحية تجتاح اليمن وذلك بعيد مرور قرابة سبعة أشهر من الحصار والعدوان السعودي تخللها العديد من التحذيرات ونداءات الاستغاثة من القطاع الصحي الذي يشهد تراجعاً مروعاً بحسب اعترافات رسمية. مخاوف الامس حول انهيار القطاع الصحي أضحت ملموسة في الوقت الذي تنفد فيه الادوية والمستلزمات الطبية كما تعيش المرافق الصحية حالة من الشلل الكلي أو الجزئي إما بتأثير القصف أو الحصار، في الوقت الذي تتداعى فيه الأوساط الصحية للحديث عن كارثة صحية واضحة المعالم وانهيار كامل للقطاع الصحي في اليمن . مؤخراً اطلقت عدد من المنظمات والاتحادات والنقابات العاملة في المجال الصحي ومصنعي الادوية والمحاليل المخبرية والمستلزمات الطبية في اليمن نداء استغاثة جديد لإنقاذ عاجل بسبب "التدهور الحاد للوضع الصحي ".. وقالت -في مؤتمر صحفي عقد الاسبوع الماضي في العاصمة صنعاء بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان: "إن الوضع الصحي في اليمن اصبح كارثياً ويعاني من انهيار كامل حيث اضحى اليوم ظاهراً أمام مرأى ومسمع من العالم.. وفيما تتوقف الكثير من المرافق الصحية عن العمل ، تعاني اخرى من شلل شبه كلي ويقتصر عملها على بعض اقسامها بحسب روايات رسمية .. وكانت وزارة الصحة وعدد من المستشفيات وبنوك الدم وعدد من المرافق الصحية في اليمن قد وجهت العديد من الاستغاثات إلى المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لتقديم الاغاثة اللازمة لإنقاذ حياة المرضى وضحايا العدوان والمواجهات الدائرة .. وتلوح الأوساط الصحية إلى نفاد المخزون الدوائي للبلد وانعدام في معظم الادوية الحيوية المنقذة للحياة وأدوية التخدير والإنعاش ومستلزمات العمليات التي لا تستطيع غرف العمليات والطوارئ العمل بدونها ، وانعدام كامل للمحاليل المخبرية اللازمة لبنوك الدم لضمان سلامة نقل الدم ومشتقاته.. مراقبون يتحدثون عن مخاطر كبيرة تترصد حياة عشرات الالاف من المواطنين من مختلف الفئات والأعمار وسط توقعات شبه رسمية ان يصبح السوق المحلي والقطاع الصحي اليمني في الأيام القليلة القادمة عاجزاً كلياً عن تقديم خدماته الانسانية وغير قادر على تشغيل غرف العمليات والعنايات المركزة وحاضنات الاطفال الخدج أو توفير احتياجات المواطن من الادوية والمستلزمات الطبية الضرورية.. انعكاس ذلك على المواطن اليمني اضحى ملحوظاً حيث يشتكي عدد من المواطنين من غياب العديد من الاصناف الدوائية وعدم تمكنهم من اجراء بعض الفحوصات بسبب عدم توفر المحاليل لدى بعض المختبرات الطبية. وفي حين تشتد المواجهات في العديد من المناطق يستعصي على الكثيرين من المرضى الحصول على مشفى للحصول على الخدمات الطبية اللازمة. وزارة الصحة اليمنية -وفي سابقة غير معهودة تطرقت في نداء استغاثة وجهته مؤخراً- إلى نفاد الأدوية لدى القطاع العام وبدء نفادها لدى القطاع التجاري والخاص، منوهة الى لجوء المرضى الى العلاجات منتهية الصلاحية لاستخدامها كبديل عن الصنف المطلوب.. كما تحدثت عن تحديات جمة تواجه القطاع الصحي وعن تدهور متسارع للخدمات الصحية خلال الفترة القصيرة الماضية وارجعت السبب الى الحصار والعدوان . ولم تستثني الصحة في ندائها الموجه الى شركاء التنمية الصحية والجهات المانحة والمنظمات الدولية أي من الادوية لكنها أشارت الى الادوية والمحاليل الاكثر الحاحاً لتوفيرها خصوصاً ما يتعلق بمرضى السرطان والفشل الكلوي وفيروس الكبد وداء السكري . وأبدت خشيتها من كارثة صحية وشيكة تعرض عشرات الالاف من المرضى للموت، مشيرة إلى حوالي 4 الف مريض معتمدين على الغسيل الكلوي في المرافق الصحية الحكومية والمحتاجين لجلستي غسيل في الاسبوع ونوهت الى توقف العديد من مراكز الغسيل لعدم توافر المحاليل .. وتقول الوزارة ان هناك 25 الف من مرضى السرطان اضافة الى 2050 حالة من زارعي الكبد والكلى والاعضاء مهددون بنكسة صحية .. ولم يشر النداء الى الوضع الوبائي في البلد والذي يحرز قفزات كبيرة في نسبة المصابين بالعديد من الاوبئة كحمى الضنك والملاريا والتي تقدر بالآلاف بحسب مصادر صحفية . وفي حين تتفاوت الخشية والتحذيرات على الصعيدين المحلي والدولي تبدوا معالم الكارثة الصحية أكثر وضوحاً بعيد سبعة اشهر من الحصار والعدوان والمواجهات. |