الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 09:19 م - آخر تحديث: 09:16 م (16: 06) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
أخبار
المؤتمر نت - إذاً فقد رحل شاعر "الحب والبن" بالفعل إلى بارئه ولم يكن خبر وفاته خطأً مطبعياً على واجهات وسائل الإعلام كما تمنيناه

المؤتمرنت- جميل الجعدبي -
اليمن يودِِّع ذاكرته الثقافية وقارئ حضاراته مطهر الإرياني
اليمن يودِِّع ذاكرته الثقافية وقارئ حضاراته مطهر الإرياني
إذاً فقد رحل شاعر "الحب والبن" بالفعل إلى بارئه ولم يكن خبر وفاته خطأً مطبعياً على واجهات وسائل الإعلام كما تمنيناه

اليوم الخميس 11 فبراير 2016م تدافع " شباب الريف من كل بندر" إلى العاصمة صنعاء لتشييع جثمان (معُنى بحب أهيف بديع الجمال) قضى عمره كله (اعد الايام والساعات واحسب ثواني ) مترحلا في انحاء الارض اليمنية (يحرس أمل شعب فوق القمة العالية)

اليوم.. وفي لحظة تاريخية فارقة باتت اليمن فيها قضية مُعقدة ونقشاً حميرياً مطموراًبغبار (موسم طاعون) الفوضى يلتقي "أحفاد سبأ" من مختلف التوجهات السياسية والمشارب الثقافية والفكرية لتشييع جثمان فقيد اليمن العلامة والمؤرخ وخبير الآثار واللهجات الشاعر/ مطهر بن علي الإرياني في موكب جنائزي مهيب تقدمه أعضاء في مجلس النواب والشورى وأكاديميين وعلماء وسفراء ودبلوماسيين وشخصيات اجتماعية وحشد جماهيري شعبي سار بجثمان الفقيد ملفوفاً بعلم اليمن إلى مثواه الأخير بمقبرة الرحمة بعد الصلاة عليه بجامع التوحيد.


اليوم عاد جسد مطهر الإرياني المسكون بحب الأرض والمتبتل بترابها إلى (عُشه)،كـ ( سندس أخضر مطرز بالعقيق اليماني ) قرر الاعتكاف في محراب الأرض وممارسة مناسك عشقه لها حد الوله والعبادة، كما وصفه الكاتب الصحفي القدير الاستاذ عبدالباري طاهر

ومثلما كان قلبه هايم بـ(وادي بنا وأبين ووادي زبيد) لم يعد جسده الطاهر اليوم "أسير الغربة القاسية" فقد " خطر غصن القنا، وطاب اللقاء " بـ "الوان من فن هذا الشعب من عهد حمير" لتقديم العزاء ومواساة بعضهم بعضاً برحيل قارئ المسند الحميري وموسوعة اللهجات والعادات والتقاليد المعرفية، وقاموس مواسم الزراعة والأمطار .

اليوم وفي صالة السرايا للأفراح والمناسبات حيث يقام عزاء فقيد الوطن الدكتور مطهر الإرياني بمدينة حدة بالعاصمة صنعاء، تستكمل عناصر "ملحمة الريف" بـ "جينا نحييكم" و"مغناة سبأ" وتتلى مشاهد رائعة "البالة" بمشاركة واسعة للنخب الأدبية والثقافية والفكرية والسياسية وممثلين عن الاتحادات العمالية والزراعية والنقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني، أكاديميين وعسكريين وفلاحين وعمال مصانع ورجال أعمال وشخصيات اجتماعية، لوحة فلكلورية يمنية متنوعة بتنوع تضاريس "الأرض الطيبة" كما خبرها وعشقها فقيدنا الراحل وخاض ببسالة طوال حياته الإبداعية معارك ترويض مدرجاتها ومقاومة أعشابها الضارة بالمحاصيل في "موسم الحصاد".

في صالة العزاء هذه تبدوا اليمن كما لو أنها تكتشف من جديد، أو أنها يمن ثان وليس اليمن الذي نعرفه في ساحات الصراع السياسي وحروب الاقتتال على السلطة والثروة، يمن تُعصر الارواح لاجله لايمن يُعصر لاجل الارواح .

لم تكن قصائد فقيدنا الراحل مطهر الإرياني بتنوعها الأدبي (مووايل، حميني ، دان ،زوامل، أهازيج، فصحى، عامية... الخ) صوراً حية لأدق تفاصيل حياة الإنسان اليمني في الريف والحضر وتقاسيم وجدان شعبي وشجن إنساني يُعلي من شأن قيم العمل والجمال والحب والحياة وقيم الوطنية والذود عن الكرامة.. لكنها أيضاً تنبأت بالمخاوف المستقبلية و"شر الدسائس" ولذلك كتب وصيته قبل سنوات(قولى لهم عاد الخطر مايزال ) في رائعة (القافلة) حاثا على رص الصفوف وتوحيد المتارس(هيا شباب اتكاتفوا للنزال ، وانسوا خلافات المجالس ) ، وابتهل بـ"الله يكفينا البرد والعواصف" قبل سنوات من يومنا هذا الذي يشيع فيه جثمان الفقيد تحت أزيز طيران عواصف العدوان..!! وتبدوا فيه أشجار البن في قمم جبال مناخة ورازح ويافع وبني مطر ذابلة الأوراق مصفرة الأغصان مخنوقة الجذوع بعوادم المقذوفات الصاروخية ومخلفات قنابل العدوان وحلفائه.
فصبراً أشجار البن ورحمة الله تغشاك يا أستاذ مطهر بن علي الإرياني .. (إنا لله وإنا إليه راجعون)








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "أخبار"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024