السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 12:09 ص - آخر تحديث: 04:17 ص (17: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
أخبار

باقترابها من خبرة ما سيكون

د/احمد محمد الاصبحي (نقلا عن الميثاق)مقال -
الحكومة الجديدة يمكن لها تقديم انموذجا متميزا لإدارة المستقبل


تؤدي الحكومة الجديدة بعد تشكيلها اليمين الدستورية أمام فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، إيذانا بالشروع في تحمل هذه السلطة التنفيذية مهام ومسئوليات وأعباء مرحلة جديدة، حافلة بالكثير من الطموحات التي حملها شعار البرنامج الانتخابي للمؤتمر الشعبي العام: "من أجل تعزيز التنمية والديمقراطية وبناء الدولة الحديثة:
وإسناد المسئوليات التنفيذية القيادية إلى حكومات جديدة سنة درجت عليها حكمة الرئيس القائد في سياق اهتماماته بتعميق مبدأ المشاركة في صنع القرار، واستمرارية احتفاظ السلطة التنفيذية بالحيوية الدائمة والعطاء المتجدد، والتغيير نحو الأفضل.
وإذ تتجه المباركة والتهنئة للأخ/ عبد القادر باجمال بالثقة التي أولاه إياها الأخ الرئيس القائد برئاسة الحكومة الجديدة فبالقدر ذاته يسجل الشكر والتقدير للحكومة السابقة.
ولمناسبة تولي الاخوة رئيس وأعضاء الحكومة الجديدة سلطاتهم التنفيذية، نقدم إليهم هذه الكلمات- وبتواضع جم وقبل أن يباشروا مهامهم ومسئولياتهم اليومية بفكرة إدارية عامة، تتصل بآلية تنفيذ البرنامج الحكومي، لعلها إذا ما حظيت بالقبول أن تسهم في اختزال الجهد والوقت، وفي توفير الإمكانات المادية والبشرية وتميز أداء المرحلة الجديدة وتؤسس لإدارة المستقبل.
أما الفكرة الإدارية هذه فهي تغليب خبرة ما سيكون على خبرة ما كان فخبرة ما سيكون تعني الاعتماد على الخبرة التي تستحضر المستقبل عن معرفة وعلم وتنبؤ، ومقدرة.. ومعرفة تحديات المستقبل تجعلنا قادرين على التنبؤ بها، وهذا التنبؤ يعطينا القدرة على تغيير مجرى الأحداث وتسييرها تسييرا سليما للوصول إلى الأهداف المنشودة.
وخبرة ما سيكون هي تلك القدرات والمواهب التي تعمل على تسريع وتيرة النباء والنمو وتأخذ بزمام المبادرات والابتكارات وتتعامل بكفاءة عالية وفكر وقاد مع تكنولوجيا المعلومات فنحن نعيش عصر المعلوماتية والتقدم العلمي والتقاني بإيقاعاته المتسارعة تسارعا مذهلا ولم يعد في ظل الثورة المعلوماتية موضع في العالم محجوبا عن الأنظار.
والثورة المعلوماتية ليست مجرد كم هائل من المعلومات المتدفقة أنهار من المعارف تجري في شتى بقاع المعمورة فحسب، بل تمنح بقوة اندفاعها أسلحة الحرية، والتغيير والتثوير، وتلفت المجتمعات إلى الأخذ ببدائل عدة.. وإن الإدارة الراقية هي تلك التي تعي هذه الحقيقة العصرية، وتعجل ببناء الآلة البشرية الحيوية التي تضمن بتأهيلها الدفع بقوة العمل والإنجازات التي تحقق للمواطن تقدما يؤمن له حريته ويحفظ له كرامته، ويصون حقوقه ويلبي متطلبات معيشته، ويحرره من الاغتراب.
إن عمل القيادات الإدارية العليا في السلطة التنفيذية تبدو في غاية البساطة، وفي غاية الصعوبة في آن معاً.. وكلما توجهت هذه القيادات نحو اكتشاف القدرات الجيدة،والمواهب والمهارات وعلمت على توظيف واستقطاب أفضل من تجد من العالمين الأكفاء , وتحفيزهم على الإنجاز بطريقتهم الخاصة فإنها ستضمن تقدما ملحوظا في الأداء الإداري وتفاعلا كبيرا ومؤثرا قويا في تحقيق النهوض والبناء التنموي.. ويمكن بهؤلاء أن تجعل القيادة الإدارية من نظامها المؤسسي مهما بدا لها من جوانب القصور فيه، نظاما يعمل بصورة جيدة, وهي إن تركت الأمور تسير على رتابتها دون تطوير, فلا شك أن من ألف الرتابة, واستمرأها يمكن أن يدمر أفضل الأنظمة ويجهض أقوى القوانين.
وخبراء العالم الثالث في الغالب, هم خبراء ما كان.. أما الذين قرروا أن ينهضوا بشعوبهم وأممهم, ويمتلكوا أسباب العلم والثقافة والقوة, واكتسبوا أن يطلق عليهم بلداناً متقدمة, فهم الذين اعتمدوا في بناء مؤسساتهم الإنتاجية والخدمية والسياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعسكرية والإدارية على خبراء ما سيكون واستحضر الكثيرون منهم شعار" فكر عالميا, ونفذ وطنيا" وشعار " إبداع بلا حدود"
لقد أضحت التكنولوجيا والإدارة التنفيذية العليا في عالمنا المعاصر شرطين متلازمين لايمكن استغناء أي منهما عن الآخر لمن قرر التسابق مع عجلة التطور ولا يتأتى ذلك بغير الدفاع بخبراء ما سيكون إلى الواجهة.
إن خبرة ما سيكون لا تلغي الحاجة إلى خبراء ماكان بقدر ما تلبي استجابة لتحديدات المستقبل ولعل البعض يستصعب مثل هذه الفكرة, فالناس ميالون بطبعهم إلى ما ألفوه أكثر من تكليف أنفسهم في ابتكار طرائق جديدة, ولو أن وقتا من التأمل والتدبر تقتطعه القيادات الإدارية العليا في السلطة التنفيذية لدراسة مثل هذه الفكرة لربما شكل ذلك اقترابا منها فيما تضمنته الخطة الخمسية الثانية من عمليات الإصلاح الشامل , وعلى الأخص ما يتعلق بالجانب الإداري المشتمل على تطوير أساليب اختيار القيادات الإدارية وفق معايير و أسس موضوعية وتحديد أسس ومعايير التعيين والترفيع والترقية ومنح الحوافز, وفرض العقود والاهتمام بجوانب التأهيل التدريب وتصويب الانحرافات, ومراجعة سياسات التوظيف, وغيرها مما قد تتطلبه عمليات التحديث الإداري إلى خبراء ما سيكون
وفي ظلال التأمل والتدبر تطرح الفكرة نفسها في النقاط التالية:
أولا: اقتناع القيادات الإدارية العليا بأهمية هذه الفكرة في تقريب المستقبل وما نريد أن تكون عليه, وتكون عليه الأجيال القادمة من تطور وتقدم ورخاء
بحسبها إحدى أبرز عوامل التحديث المؤسسي التي تمكننا من أن نجعل طموحاتنا حقيقة, وأن نبني فوق افضل ما تحقق. ولنا في قيادتنا السياسية المتمثلة بالأخ الرئيس علي عبدالله صالح خير مثال وقدوة في تحقيق ماكان يعد من قبيل الأحلام والآمال البعيدة, فقد استطاع بعلو همته, وسعة أفقه, ونفاذ رأيه, وعمق حكمته, وشدة صبره ومصابرته, واقتناعه بضرورة تقريب المستقبل الواعد, أن يحقق حلم الوحدة, وحلم الديمقراطية, و إقرار " الميثاق الوطني" وقيام المؤتمر الشعبي العام ,ورعاية التعددية السياسية والحزبية وتنمية المجتمع المدني واكتشاف واستخراج واستثمار الثروة النفطية وبناء سد مأرب الجديد, وترسيم الحدود مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية, وسلطنة عمان, ودولة ارتيريا.. وغيرها مما كان يبدو معضلة مزمنة أو في حكم الحلم والخيال
ثانيا: تقوم فكرة خبراء ما سيكون على التخطيط للانتقال بمفهوم الإدارة العامة النمطية من مؤسسة تدار بواسطة البيروقراط إلى مؤسسة تدار بواسطة الرواد, ويتم ذلك من خلال الأخذ بقيم الإدارة الحديثة كالتمكين من إعطاء فرص أكبر للمسئولية الفردية من خلال هيكل إدارى متكامل, والتركيز على النتائج وتشجيع المبادرات وتطوير إجراءات وتسريع دورة اتخاذ القرار من خلال المنظومة كلها, وتأمين رد سريع وفعال, ويعتمد ذلك على اكتشاف المواهب والقدرات المبدعة والمجددة والخلاقة, وعلى بث روح الثقة بين العامين في المؤسسة, والعمل كفريق مع شعور كل منهم بالقيمة الذاتية, وبالمشاركة الفاعلة, وحصول من يسهم في نجاح المؤسسة أفرادا وفرقا على التكريم المناسب.
ومثل هذه القيم تندرج تحت مشروع الإصلاح البشري لإدارات الدولة, و إمدادها بالكفاءات والمؤهلات العلمية, والمعدة سلفا على فقه
الإدارة الحديثة.. ولعل في عقد الدورات الإدارية داخل كل مؤسسة ما يرفع من سوية العمل الإداري وتحديثه في اتجاه خبرة ما سيكون،فإن النمطية المكتبية كثيرا ما تكون سببا قاتلا للإبداع وخانقا لمن يتميز بالقدرة على العطاء والإنتاج حين يتمرس المتقاعسون خلف شعار احترام الأقدمية والتدرج الوظيفي دونما القيام بأي جهد متميز.
إن بث القيم الجديدة التي عليها نظام الإدارة في العالم المتقدم, وتدريب العاملين عليها يوفر لغة مشتركة لفهم المستقبل.
ثالثا: تعتمد فكرة خبراء ما سيكون على رسم السياسات المستقبلية بحسب طبيعة عمل كل مؤسسة.. فالسياسات المستقبلة للمؤسسة التربوية والتعليمية تدخل في حسابها التأثير الذي يمكن أن يحدثه التغيير في مجتمع المستقبل من واقع ما يواجهه أطفال اليوم الذي يجلسون على مقاعد الدراسة, وهم بطبيعة الحال ليسوا منتجين مسئولين عن مجتمع اليوم, ولا عن مجتمع الأمس , ولكنهم سيكونون مسئولين فعالين مخططين ومنفذين لعالم الغد, ويتضح ذلك للمعلمين والمربين عندما يتأملون علمية التغيير التي اكتسحت العالم بسرعة فائقة العقود الأخيرة من القرن العشرين وما نحن بصدده اليوم.
رابعا: إن خبرة ما سيكون تقرأ إشكالات المستقبل, وتتنبأ مقدما بالأزمات وحالات التوتر والصراع, وما يترتب عليها من ميل نحو الهياج الاجتماعي الذي قد تستثمره قوي تدميرية متربصة, عند التعرض للأزمات.. ولا تتوقف خبرة ما سيكون عند حد التنبؤات بل تخطط بعقلية استباقيه وقائية, فتحول أسباب, إرهاصات تلك التوقعات إلى عوامل بناء، فحملة المؤهلات العلمية و أهل الكفاءات والمهارات الفنية والمعرفية الذي يتحولون عند إهمالهم إلى جزء من هياج اجتماعي, يصبحون عناصر فعالية تسودها الطمأنينة إذا ما تتم استيعابها, والتعامل معها بما ينسجم وطبيعة مؤهلاتها.
خامسا: إن المعرفة التكنولوجية تعد إحدى تعبيرات خبرة ما سيكون بما توفره من تطبيقات عملية للمكتشفات العلمية, وتدفق المعلومات المذهل والتي أضحت متاحة أمام الجميع.
ويمثل الحاسوب أحد مصادرها بصورة مطردة بكل ما يحتاجه عالم الغد, ويشكل تعميم استخدام الحاسوب في أعمال المؤسسات كافة حلا لكثير من معضلات الإنتاج, وإتاحة فرص عمل, واستحداث وظائف جديدة لهذه الآلة, فضلا عن استخداماته العديدة في اقتصاد التعليم , وفي الطب والهندسة , وعقد دورات للتعليم بطرق حديثة وأتمتة الخدمات و إدارة الأعمال واقتصاد الزراعة, وترشيد استهلاك المياه, واستخدام الري المنظم بواسطة الحاسبوب إلى إنتاج الأغذية في أصغر المساحات, وبأجود أنواعها, إضافة إلى شبكة الانترنت التي تجعل العالم بين يدي مستخدمها..
سادسا: وخبرة ما سيكون تقتضي التركيز على مصادر الإبداع التي تبدأ في المدارس والجامعات, والعمل على تكييف مناهجها ودراساتها وأبحاثها طبقا لمطالب المستقبل واتفاقا مع عالم الغد, كما يكتشف الموهوبون, والمبدعون في المؤسسات المختلفة, والذين إذا مكنوا من الوظائف والأعمال بحرية كافية, فإنهم يبدعون في ما يوكل إليهم, ويكتشفون حلولا جديدة للأفكار والمشكلات , ويقدمون أعمالا هي من نتاج المستقبل.
سابعا: إن خبرة ما سيكون تتقرر بامتلاك أدوات المستقبل وعلى الأخص التكنولوجيا والمعلوماتية, وتقدير قوة العقل البشري في تفجير كوامن الخير, واستشراف آفاق المستقبل الطموح، فلا شيء في طبيعة الإنسان يعوقه عن بلوغ مجتمع الطموح طالما كان في مركز التكريم وتحقيق الذات.
ويمكن للحكومة الجديدة باقترابها من فكرة خبرة ما سيكون أن تقدم نموذجا سياسيا ديمقراطيا متميزا لإدارة المستقبل وتحقيق غد واعد بمزيد الخير والرخاْء











أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "أخبار"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024