اليمن تعتزم تنفيذ ثاني اكبر السدود في التاريخ اليمني مطلع العام 2005 م أنهت إحدى الشركات الأجنبية المكلفة إعداد دراسة جدوى فنية واقتصادية لإنشاء ثاني أكبر السدود المائية في اليمن بسعة (45) مليون م3 وتكلفة إجمالية تبلغ (14,116) بليون ريال بما يساوي (76,3) مليون دولار ،يبدأ تنفيذه مطلع العام القادم 2005م. وقال المهندس مصطفى العبسي مدير عام وحدة تشييد السدود الكبيرة بإدارة الري والمنشآت المائية التابعة لوزارة الزراعة والري لـ(المؤتمرنت):إن تنفيذ سد ( الخارد ) في مديرية نهم محافظة صنعاء سيكون ثاني أعظم منجز تأريخي بعد سد مأرب الذي أقيم في العهد السبئي وأعيد بنائه في عام 1986م وذلك لتغذية العاصمة صنعاء وضواحيها بمياه الشرب ،حيث تقدر الدارسات الفنية الخاصة بالمشروع عدد المستفيدين (1,9) مليون نسمة . وحسب الدراسات التي نفذتها الشركة الاستشارية الباكستانية (ACE) الهندسية المتحدة بجانب شركة غيث اليمنية لتقنية المياه -بالاتفاق مع وزارة الزراعة - فإن طول السد يبلغ 300متر وعرض 10مترعند القمة، بسعة تخزينية تبلغ( 45 ) مليون م3 ،بمساحة تجميعية تبلغ (910كم2). وأضاف المهندس العبسي المشرف الرئيس على المشروع أن مجموع الإمداد السنوي لسد الخارد سيكون (5مليون م3 ) في العام، حيث تصف الدارسات إنشاء المشروع بأنه أنجع الحلول المقترحة لتزويد مدينة صنعاء بمياه الشرب كونه يقع في وادي الخارد بمنطقة نهم ضمن نطاق حوض صنعاء الذي تبلغ مساحته( 3200 كم2 )، وعلى متوسط ارتفاع (2200متر) عن سطح البحر. وتذكر الدراسة أن عدد سكان الحوض الذين سيستفيدون من السد يبلغ ( 1.9 ) مليون نسمة منهم (300.000 ) يقطنون ضواحي العاصمة صنعاء.  وقال الخبير اليمني مصطفى العبسي إن سد الخارد سيتم تزويده بمعدات حديثة أوتوماتيكية لتصريف وتوزيع المياه وهو ما يميزه عن سد مأرب الذي يعد أحد المشاريع العملاقة في اليمن ،مشيراً إلى أن التصريف الأعظمي للمفيض (القناة المتفرعة من السد) يبلغ ( 2685م3 )في الثانية، وأن طول الأنبوب الذي سيمتد حتى الخزان الرئيس قرب العاصمة صنعاء يبلغ (65 كم ) مزدوج قطر الواحد (400 ) ملليمتر وسعة ضخه 26.000م3 في اليوم، (300 لتر في الثانية الواحدة)،بضغط كلي يبلغ ( 500) متر. ويتضمن المشروع إنشاء سد تخزيني بسعة (45) مليون متر3 ،وتغذية جوفية و(4) حقول مياه جوفية كل حقل يتكون من (15 )بئر "بعد السد مباشرة " ،بالإضافة إلى محطة معالجة لمياه السد بطاقة تبلغ( 20.000م3 )في اليوم، حيث سيعمل مشروع السد بطاقة إمداد كهربائية تصل إلى( 6.6) كيلو وات. ويأتي استئناف تحديث دراسات سد الخارد الفنية التي تنفذها حالياً الشركة الباكستانية الهندسية المتحدة بعد توقف دام (13) عاماً من هذه الدارسات الذي نفذتها شركة (سيلخوبر ومكسبورت) الروسية عام 1991م التي أعدت مقترح إنشاء المشروع وتصاميمه والجدوى الاقتصادية منه ،لتعلن آنذاك التوقف عن مواصلة مراحل الإعداد متأثرةً بانهيار الاتحاد السوفيتي الذي بدأ قبل عام من ذلك التاريخ . وتضمنت الدراسة السوفيتية تصميم ارتفاع السد( 70متر ) لمواجهة أقصى فيضان محتمل ،حيث يقدر التصريف في وادي الخارد ما بين (3000-4000م3 ) في الثانية، وتكون سعة بحيرة السد( 45 ) مليون م3. وأوضح المشرف المختص بإنشاء سد الخارد أن عملية التنفيذ تتضمن وضع ردميات صخرية مع نواة إسفلتية خرسانية، مشيراً إلى أن خبراء الشركة الباكستانية بالتعاون مع خبراء جيولوجيين يمنيين يقومون حالياً بتحريات جيولوجية في موقع السد لمعرفة نوعية الصخور على جانبي الحاجز المائي الذي سيتم إقامته وعلى بعد مئات الأمتار في العمق لتحديد المعالجات المناسبة لذلك ،بحيث يقاوم أعلى ارتفاع لمنسوب المياه المقدر بـ (1975 )متر. يذكر أن تكلفة إنشاء سد الخارد تبلغ (14.116 )بليون ريال بما يساوي (76.3) مليون دولار بتمويل من صندوق أبو ظبي للتنمية ، وتبلغ تكلفة التشغيل والصيانة( 5.36 ) مليون دولار سنوياً. وقال المهندس مصطفي عبده سعيد العبسي إن خبراء الشركة الباكستانية (ACE) سيبدءون تنفيذ المرحلة الثانية التي تشتمل على إعداد التصاميم النهائية ووثائق العطاء وتقديمها إلى وزارة الزراعة والري المشرف العام على المشروع والتي بدورها ستقوم بالرفع بجميع الدارسات بمراحلها الأولى والثانية إلى مجلس الوزراء ، ليتم بعد ذلك الإعلان عن مناقصة إنشاء المشروع وعلى مستوى دولي ، منوهاً إلى أن بدء عملية التنفيذ ستكون مطلع شهر يناير القادم. |
| إقرأ في المؤتمر نت |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2003-2024 