الأحد, 08-يونيو-2025 الساعة: 01:53 ص - آخر تحديث: 02:11 م (11: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
بالوحدة تسقط كل الرهانات
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الزواج المبكر.. أسبابه وأضراره وطرق الحد منه
د. جميل حسن شروف
آن أوان تحرير العقول
أحمد أحمد الجابر*
الوحدة امتداد طبيعي لهويتنا اليمنية الوحدوية
قاسم محمد لبوزة*
لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة
غازي أحمد علي محسن*
الذكرى السنوية ليوم الوحدة اليمنية المباركة
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
الوحدة.. الحدث العظيم
محمد حسين العيدروس*
مايو.. عيد العِزَّة والكرامة
عبيد بن ضبيع*
في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر
إياد فاضل*
الوحدة التي يخافونها..!!
د. عبدالوهاب الروحاني
الوحدة اليمنية عهد لا ينكسر وأمل لا يموت
عبد السلام الدباء*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
قضايا وآراء
بقلم-عبد الباري عطوان -
الإسلام والامتحان الصعب
لا بد من الاعتراف، ودون اي تحفظ، بان ما يرتكب حاليا من افعال باسم الاسلام في انحاء مختلفة من العالم يسيء الي هذا الدين الحنيف واتباعه، ويعطي صورة مغايرة له تماما في اذهان الكثيرين، ويقدم حججا واعذارا قوية للحاقدين والعنصريين الذين يريدون استهدافه واذلال اتباعه.
فما حدث في بيسلان من خطف للاطفال وترويعهم واخذهم كرهائن، بالطريقة التي شاهدناها عبر التغطيات الاخبارية المكثفة كان مرعبا بكل المقاييس، وكارثة ستظل صورتها في الاذهان لسنوات قادمة. وما يجري في العراق من خطف للصحافيين، فرنسيين كانوا او غير فرنسيين، لا يمكن ان يخدم قضايا المسلمين.
الانسان المسلم في معظم الادبيات العالمية المحترمة كان دائما فارسا نبيلا، يتعامل مع الاسري باحترام، ويكرم ضيوفه، ويقدم مثلا في التسامح والخلق الكريم، واحترام العهود والمواثيق. الصورة الوردية هذه تتآكل للأسف، ويجري استبدالها بصور قاتمة دموية، تنطوي علي الكثير من التعميم، من حيث أخذ الاغلبية الساحقة بجريرة اقلية الاقلية.
ندرك جيدا ان هناك مظالم عديدة تقع حاليا علي المسلمين، وان هناك سياسة منهجية لاذلالهم اينما كانوا، ونهب ثرواتهم، واحتلال اراضيهم، ونري هذه السياسات بوضوح في احتلال العراق، وانتهاك الاعراض في فلسطين، وحرق الاخضر واليابس في افغانستان، وشحذ سكاكين المقاطعة والحصار في دارفور، ولكن هذا لا يمكن ان يـــبرر اقتحام مدرســة وأخذ اطـــفال رهائن، والتسبب في كارثة ضحايا اربعمئة قتيل والف جريح، وخطف صحافيين جاؤوا لكسر مؤامرة التعتيم الامريكي في العراق.
نعم نحن نتذكر جيدا اطفال الشيــشان الذين قـــتلتهم الطائرات الروسية، مثلما نتذكر اطفال مدرسة بحر البقر المصرية الذين نحرتهم الطــــائرات الاسرائيلية، ولا يمكن ان ننسي اطفال العراق وفلسطين وافغانستان، ولكن عليـــنا كمسلــمين ان لا ننجر الي افعال هؤلاء، وان نكون فرسانا في مواجهة الظلم، لان عقيدتنا هي عقيـــدة الفروسيــة والشهامة، ورسولنا صلي الله عليه وسلم أوصانا بالتحلي بأرفع درجات الخلق والسلوك الحسن في غزواتنا ومعاركنا. فللحروب اخلاقها وقواعدها، ومعاييرها.
ويظل لزاما علينا ان نؤكد بان اسلوب البغي والتكبر الذي يمارس حاليا ضد الاسلام والمسلمين من قبل الرئيسين بوش وبوتين، لا يمكن الا ان يؤدي الي ردود فعل علي غرار تلك التي تحدث في العراق وروسيا، في استخدام الحلول العسكرية، وادواتها الجبارة من اسلحة فتاكة، ولا يمكن ان يقضي علي العنف، او يحقق الاستقرار.
فعندما يرسل الرئيس بوش طائراته لقصف الفلوجة، والرئيس بوتين الي تدمير غروزني فوق رؤوس اهلها الابرياء، وقتل المئات وربما الآلاف منهم ومصادرة حقهم في تقرير المصير، فان عليهما ان يتوقعا من يخرج للانتقام بطريقته الوحشية، وما الارامل السود اللواتي فقدن ازواجهن واشقاءهن في الشيشان الا المثال الصارخ في هذا الاطار.
الاستشهاديون الإسلاميون في فلسطين والعراق والشيشان لم يلجأوا إلى هذه الطريقة المستهجنة في الغرب، إلا بسبب الفارق الهائل في موازين القوي لصالح أعدائهم، فماذا يمكن أن يفعل إنسان مقهور اعزل في مواجهة طائرات حربية حديثة عملاقة، أو في مواجهة دبابة مزودة بأحدث المدافع واكثرها فتكا.
العالم الآن يعيش تحالفا ضد المسلمين، ونشاهد عملية تضخيم غير عادية لجرائمهم، بينما يتم غض النظر عن جرائم القوي الغربية العظمي في حقهم. واذا اخذنا زعيمة هذا العالم كمثال، اي الولايات المتحدة، لا نجدها تقف الا في المعسكر المعادي للإسلام. فهي مع الهند ضد باكستان، ومع إسرائيل ضد العرب والفلسطينيين، ومع روسيا ضد المسلمين في الشيشان، وتحتل العراق وافغانستان، ولولا المقاومة العراقية الباسلة لكانت قواتها تحتل سورية وايران.
يطالبنا الزعماء الغربيون بالاعتذار عما يرتكبه بعض المتطرفين المسلمين من اعمال، وهو مطلب ينطوي علي الكثير من العنصرية، ويكشف عن احقاد دفينة، فالغرب المسيحي نفسه، لم يعتذر للمسلمين عن جرائم ميلوسفيتش وكراديتش في البوسنة، كما ان فلاسفته ورهـــبانه وانسانييه يطالبون الرئيس بوش بالاعتذار لعشرات الآلاف من العراقيــــين الذين استشـــهدوا في حرب ظالمة وغـــر اخلاقية، او مئات الآلاف الذين استشهدوا تحت حصار ظالــــم استمر اكــــثر من عشــــر سنوات، او للافغان الذين سقطوا ضحايا القنابل العنقودية، او للفلسطينيين الذين يذبحون يوميا علي يد احفاد ضحايا الهولوكوست الاوروبي.
الاسلام كعقيدة، والمسلمون كأتباع، يمرون هذه الايام بفترة عصيبة، وبات هؤلاء كالايتام لا يدافع عنهم احد، حيث انظمة فاسدة عميلة متواطئة مع اعداء هذا الدين طمعا في البقاء من اجل المزيد من الظلم والمزيد من الفساد.
ما نتمناه هو الرأفة بهذا الدين السمح الذي انتصر دائما للضعفاء والمحرومين، في مواجهة الظلم والظالمين والمتجبرين، الرأفة من قبل بعض ابنائه، الذين يعملون علي تشويهه بافعال ليست لها علاقة بالإنسان أو الإنسانية.
واخيرا يخطئ الرئيس بوتين اذا اعتقد انه بلجوئه الي اسرائيل، والتنسيق معها، سينجح في مواجهة ما يسميه بالإرهاب الشيشاني، بل ربما تترتب علي هذا التنسيق نتائج عكسية تماما، لان اسرائيل هي احد ابرز اسباب الارهاب الدولي، بل هي ام الإرهاب وأبوه، وكان الاحري به ان يبتعد عنها، ويقف في المعسكر الآخر المضاد لها، لان هذا هو الطريق الاسلم لحماية مواطنيه.
v نقلاً عن صحيفة القدس العربي









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025