الديمقراطية والوحدة توأمان، والسنوات القادمة ستشهد منجزات عظيمة |
الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام لـ "26 سبتمبر": لو تأخر إعلان الوحدة عن يوم 22 مايو لتدخلت قوى وأخرتها خمسين سنة أخرى. أكد الدكتور عبد الكريم الإرياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام أن إعلان الوحدة اليمنية لو كان تأخر عن يوم 22 مايو 1990م لتدخلت قوى وشقت ذلك الصرح الوحدوي الذي كان على وشك أن يبنى موضحاً أن التعجيل في إعلانها قد أحبط بعض المحاولات الداخلية والخارجية لأن هناك قوى كانت لا تريد أن تتم الوحدة. وقال الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام في حوار نشرته صحيفة 26 سبتمبر في عددها الصادر اليوم إن الإخوة في قادة الحزب الاشتراكي كانوا مدركين لهذا الخطر ولهذا كانوا يخشون من وقوع محاولة انقلاب في الشطر الجنوبي تدعم فوراً من الخارج وينتهي الحديث عن الوحدة اليمنية ربما لخمسين سنة أخرى. وأضاف: إن محضر تعز الخاص باجتماع اللجنة السياسية كان هو الحضر الحاسم في تاريخ معارضات الوحدة اليمنية لأنه وضع النظام السياسي للوحدة وتطور إلى نظام تعددي ، وشكل نواة للمشروع الديمقراطي. وحول محطات الفشل ومحطات النجاح في مسيرة الوحدة قال الأمين العام: لا شك أن 13 عاماً من عمر الوحدة اليمنية كانت حافلة بالأحداث سلبياتها وإيجابياتها. ومما لاشك فيه أن الحدث نفسه قد طغى على أية سلبيات رافقته منذ 13 عاماً. وأضاف: الحديث حجمه وعظمته ودلالته على عراقة هذا الشعب كان هو البارز في أذهان الناس مشيراً إلى أن هذا هو الذي جعل الكل يعرف أن هذا المنجز لا يمكن التفريط به ولذلك فقد هب الناس للدفاع عن الوحدة أثناء حرب صيف عام 1994م. وحول الديمقراطية والوحدة أكد الأمين العام أن الديمقراطية هي توأم الوحدة والوحدة هي توأم الديمقراطية. وقال: أنا أعتقد أنه لو لم يكن المشروع الديمقراطي مرافقاً للوحدة لكانت الوحدة قد عانت من أزمات متعددة أكثر من تلك التي عانتها في الأربع السنوات الأولى. وفي إجابته على سؤال عن الإرهاصات الوطنية والتاريخية للوحدة أجاب الدكتور الإرياني: إن الوحدة اليمنية كانت حاضرة في أذهان المثقفين والواعين من أبناء الوطن مضيفاً أن الوحدة اليمنية كانت محل طموح حتى لغير اليمنيين من العرب وأنها بشكل أو بآخر كانت في ذهن المثقف والواعي العربي.. وكان دعاة الوحدة العربية يعتقدون وذلك ثبت تاريخياً- أن الوحدة اليمنية قد تكون هي النواة الأولى مع وحدة الجزيرة العربية لوحدة عربية شاملة. وحول الأزمة التي ظهرت بعد الوحدة أشار الدكتور الإرياني إلى أنها تولدت نتيجة لأسباب عديدة ولم تكن نتيجة لسبب واحد فقط، وأن التباين في التفكير السياسي بين النظامين قبل الوحدة إضافة إلى أزمة الخليج الثانية وموقف اليمن منها وما ترتب عليه من محاولة بعض القوى الخارجية الكيد ومعاداة الوحدة كلها قد لعبت دوراً في بروز الأزمة. وحول فوز المؤتمر الشعبي العام بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية التي جرت في إبريل الماضي أشاد الدكتور عبد الكريم الإرياني إلى أنه لم يكن أحد يتوقع أن يحصد المؤتمر 237 مقعداً على الإطلاق لكن الطموح كان موجوداً والسعي إلى ذلك هو واجب وقال أما الحزب الذي يقول سأضع لنفسي حداً ولا أسمح بتجاوزها فأنه أعتبر أنه حزب خامل. وأضاف أن هذه الثقة تضع على المؤتمر الشعبي العام وقيادته وعناصره الفاعلة عبئاً ومسئولية كبرى في رد الجميل لهذه الثقة وأدعو الله وأنا واثق أنه في السنوات القادمة سنشاهد جميعاً ويشاهد الشعب منجزات أكبر وأعظم مما تحقق لأن الثقة قد جاءت من المنجزات ولم تأت من الوعظ والإرشاد والخطاب الكلامي. |