سباق تسلح يشعل حرب التهديدات بين إيران واسرائيل

الأربعاء, 22-سبتمبر-2004

المؤتمر نت -
سباق تسلح يشعل حرب التهديدات بين إيران واسرائيل
مع اصرار واشنطن على فتح خزائنها لتل ابيب المتمنعة كشف النقاب امس عن قرب تزويد الولايات المتحدة لاسرائيل بخمسة آلاف قنبلة ذكية بعضها يزن طنا لاستهداف المنشآت النووية الايرانية اساسا اضافة لمنشآت سورية، وهو ما دفع طهران للمسارعة الى تهديد الدولة العبرية برد هائل تزامن مع استعراض للقوة تمثل في عرض عدد من صواريخ شهاب علقت عليها لافتات تلوح باستهداف أميركا واسرائيل والتأكيد على حق ايران في امتلاك التكنولوجيا النووية حتى ولو ادى ذلك إلى وقف التعاون مع المجتمع الدولي .
وكشفت ايران انها بدأت تحويل اليورانيوم على نطاق واسع.وكشفت مصادر أمنية اسرائيلية امس ان الولايات المتحدة تعتزم ابرام صفقة مع اسرائيل حجمها 319 مليون دولار تبيع بموجبها للدولة العبرية نظام قنابل ذكية تطلق من الجو بما في ذلك 500 قذيفة بمقدورها اختراق منشآت نووية مقامة تحت الارض.

ونقلت صحيفة «هآرتس» عن تقرير لوزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» قوله ان الصفقة المقترحة تستهدف «تأكيد التفوق النوعي لاسرائيل والنهوض بالمصالح الاستراتيجية والتكتيكية الأميركية».وفي يونيو الماضي قالت «البنتاغون» انها تبحث بيع 500 قنبلة من طراز (بي. ال. يو ـ 109) التي يمكنها اختراق تحصينات عمقها خمسة أمتار.

وأكد مصدر امني اسرائيلي رفيع تقرير الصحيفة الاسرائيلية وقال لرويترز «انها ليست من نوعية المهمات العسكرية اللازمة على الجبهة الفلسطينية. ان القذائف التي تخترق الاستحكامات الحصينة يمكن ان تخدم اسرائيل ضد ايران وربما سوريا».ونقلت «هآرتس» عن مصادر بالحكومة الاسرائيلية قولها ان الصفقة التي تتضمن4500 سلاح موجه لن تتم الا بعد الانتخابات الاميركية التي تجري في نوفمبر المقبل.

وقالت الصحيفة في وقت سابق من الشهر الجاري ان اسرائيل سعت للحصول على هذه القنابل المضادة للاستحكامات والتي تزن الواحدة طنا وذلك لاحتمال استخدامها مستقبلا في ضرب برنامج التطوير النووي الايراني وهو البرنامج الذي تعتبره الدولة اليهودية خطرا استراتيجيا.

وقال مسعود جزائري المتحدث باسم الحرس الثوري الايراني لرويترز في طهران «ردنا على أي اجراء عدواني سيكون هائلا» وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الايرانية «هذه العلاقة ذات تاريخ طويل. لقد اعطت الولايات المتحدة اسرائيل اسلحة متطورة اكثر من ذلك». واضاف «قد تكون حربا نفسية لاختبارنا».

والقنابل المضادة للاستحكامات الحصينة توجه عن طريق اشعة الليزر او الاقمار الصناعية ويمكنها اختراق سمك من الارض والخرسانة يصل الى عشرة امتار.وربما يكون لدى اسرائيل بعض هذه القنابل لمقاتلاتها من نوع اف 15 التي زودتها بها الولايات المتحدة.وقال روبرت هيسون رئيس تحرير مطبوعة جينز للاسلحة التي تطلق من الجو «بوصفها جزءا من الاسلحة المخصصة لاف 15 فأؤكد انها موجودة «لدى اسرائيل».

وقال ان هذه القنابل اثبتت كفاءتها في حرب الخليج عام 1991 وفي الضربات التي وجهها حلف شمال الاطلسي عام 1990 ضد القوات الصربية.وفي تزامن ملفت عرضت ايران في استعراض عسكري في العاصمة طهران صاروخين من نوع «شهاب 3» الذي يتراوح مداه بين 1300 و1700 كيلومتر وصاروخا من طراز «شهاب 2» واخر من طراز «شهاب 1»، وفق المعلق على العرض.

وكتب على اللافتات ان «اسرائيل يجب ان تمحى عن الخارطة» و«سنسحق الاميركيين باقدامنا».وقال عريف الحفل بواسطة مكبرات الصوت «سنقضي على اعدائنا بصواريخنا»، مضيفا ان «صواريخ شهاب 3 بأبعادها المختلفة تسمح لنا بتدمير اكثر الاهداف بعدا».وفي كلمة خلال العرض العسكري قال خاتمي ان ايران ستواصل جهودها في مجال الطاقة النووية السلمية حتى اذا ادى ذلك إلى وقف الاشراف والتعاون الدوليين واضاف «لقد حددنا خيارنا وعلى الآخرين (الغربيين) تحديد خيارهم».

كما اعلن رئيس الوكالة الايرانية للطاقة النووية رضا اغا زادة في فيينا على هامش المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ان ايران بدأت بتحويل مادة اليورانيوم على نطاق واسع وهي احدى مراحل تخصيب اليورانيوم.وقال اغا زادة للصحافيين انه «تم استخدام قرابة 37 طنا والنتائج كانت ايجابية».

وقد اكدت طهران مؤخرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية انها تستعد لتحويل 37 طنا من اصفر اليورانيوم، مسحوق مكثف لليورانيوم، الى غاز «يو-6» الذي يستخدم بعد ذلك كوقود لاجهزة الطرد المركزي من اجل انتاج اليورانيوم المخصب.واليورانيوم المخصب يمكن ان ينتج الوقود النووي الذي يمكن استخدامه لاغراض مدنية او لصنع قنبلة ذرية.