الأحد, 04-مايو-2025 الساعة: 06:11 ص - آخر تحديث: 01:01 ص (01: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
في ذكري وفاة الأخ والصديق الدكتور/ يسلم بن حبتور
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة
قاسم محمد لبوزة*
اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات
غازي أحمد علي محسن*
عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط
جابر عبدالله غالب الوهباني*
البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب
عبدالقادر بجاش الحيدري
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
دين
المؤتمر نت - شيخ الازهر
بقلم‏:‏ فضيلة الإمام ‏.‏ محمد سيد طنطاوشيخ الأزهر الشريف -
(هذا هو الإسلام‏)حديث القرآن عن الرجل والمرأة
جاءت الاية الخامسة من آيات سورة البقرة التي فصلت الحديث عن أحكام الطلاق‏,‏ فوضحت ما يجب اتباعه عند حصول الطلاق وإمضائه‏,‏ حتي لا يقع ظلم أو جور‏,‏ فقال ـ تعالي ـ‏:‏ وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمع يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر‏,‏ ذلك أزكي ذلكم وأطهر‏,‏ والله يعلم وأنتم لا تعلمون‏(‏ الآية‏ولفظ تعضلوهن مأخوذ من العضل بمعني الحبس والمنع‏.‏ يقال‏:‏ أعضل الأمر إذا ضاق وامتنع .
والمعني‏:‏ إذا طلقتم النساء طلاقا دون الثلاث وانتهت عدتهن من غير مراجعة لهن‏,‏ وخلت الموانع من زواجهن‏,‏ فلا تمنعوهن من الزواج بمن يردن الزواج به‏,‏ متي حصل التراضي بين الأزواج والزوجات علي ما ترتضيه شريعة الإسلام‏,‏ وتقره العقولثم ختم ـ سبحانه ـ الآية الكريمة بقوله‏:‏ ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر‏,‏ ذلكم أزكي لكم وأطهر‏,‏ والله يعلم وأنتم لا تع
أي‏:‏ ذلك القول الحكيم‏,‏ والتوجيه الكريم المشتمل علي أفضل الأحكام وأسماها يوعظ به‏,‏ ويستجيب له من كان منكم عميق الإيمان بالله ـ تعالي ـ وبثوابه وبعقابه يوم القوبعد‏:‏ فهذه خمس آيات متواليات‏,‏ اشتملت علي كثير من أحكام الطلاق‏,‏ وتعد من أعظم الحواجز والسدود التي اتباعها يقلل من وقوع الطلاق‏,‏ ويدعم استقرار الحياة الزوجية بين ا
فالآية الأولي تقرر أن المطلقات ذوات الحيض‏,‏ يجب عليهن أن ينتظرن دون زواج مدة ثلاثة أطهار أو ثلاث حيضات علي سبيل العدة‏,‏ وأزواجهن أحق بردهن وبمراجعتهن مادمن في العدة‏,‏ وينبغي أن تكون تلك المراجعة بقصد الإصلاح لا بقصد الإوالآية الثانية تقرر أن الطلاق الذي تحصل به الرجعة مرتان‏,‏ واحدة بعد الأخري‏,‏ وحكم الله ـ تعالي ـ بعد كل طلقة هو أن يعامل الرجل امرأته معاملة حسنة‏,‏ ولا بأس من أن تتنازل الزوجة لزوجها عن بعض حقوقها‏,‏ إبقاء للحياة الزوجية‏,‏ وامتدادا لها علي المة‏.
والآية الثالثة تقرر أن الرجل إذا طلق زوجته الطلقة الثالثة‏,‏ فلا تحل له بعد ذلك إلا بعد زواجها من رجل آخر زواجا شرعيا صحيحا‏,‏ بعد أن ذكرت الآيتان الأولي والثانية أحكام الطلاق الرجعي‏,‏ وهذه الآية الثالثة تحذر كل عاقل من اللجوء إلي الطلاق إلا عند الضلقصوي‏.
والآية الرابعة تقرر أن علي الرجال أن يوقنوا أن الإبقاء علي الحياة الزوجية خير من قطعها‏,‏ وأن يعملوا علي مراجعة زوجاتهم قبل انقضاء عدتهن‏,‏ وأن تكون هذه المراجعة بنية صادقة‏,‏ وبعزم مؤكد علي المعاشرة الزوجية بإحسان لا ضرر معه ولا ظلم‏,‏ مع التذكير نعم الله ـ تعالي ـ علي عباده‏.‏ أما الآية الخامسة فقد قررت أن علي أولياء المرأة إذا ما رغبت في الرجوع إلي زوجها بعد طلاقها منه دون الثلاث‏,‏ وبعد انتهاء عدتها‏,‏ فعلي هؤلاء الأولياء ألا يمنعوها من ذلك‏,‏ متي حدث التراضي بين الزوجين شرعا وعرفا‏,‏ اة الزوجية أزكي وأطهر والله يعلم وأنتم لا تعلمون‏.‏ والحق أن الالتزام بهدايات هذه الآيات من أنجع الوسائل لاستقرار الحياة الزوجية‏,‏ ولاستمرار المودة والرحمة بين الزوجين‏,‏ مما يشهد بأن هذا القرآن من عند الله ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا‏.‏ وشبيه بهذه الآيات الكريمة في دعوة الأزواج إلي عدم الإضرار بنسائهم عن طريق الحلف بعدم معاشرتهن المعاشرة الشرعية لمدة أربعة أشهر‏,‏ وعليهم أن يراجعوا أنفسهم‏,‏ وأن يحسنوا معاملة زوجاتهم‏..‏ شبيه بهذه الآيات قوله ـ سبحانه ـ‏:‏ للذين يؤلون من نساربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم‏,‏ وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم‏(‏ سورة البقرة الآيتان‏:226‏ و‏227).‏ قال الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ ما ملخصه‏:‏ وقد جعل الله للزوجة مدة أربعة أشهر في تأديب المرأة بالهجر‏,‏ وقد آلي النبي ـ صلي ال ـ من أزواجه شهرا تأديبا لهن‏,‏ عندما طالبنه بزيادة النفقة‏.‏ والأربعة الأشهر مدة كافية ليختبر الرجل نفسه وميوله‏,‏ فإما أن يعود إلي الحياة الطبيعية مع امرأته بالطريقة التي شرعها الله ـ تعالي ـ‏,‏ وإما أن تعاد إلي الزوجة حريتها بالانفصال عنه‏,‏ لا حياة زوجية جديدة مع شخص آخر‏,‏ فذلك أكرم للزوجة وأعف وأصون‏,‏ وأنفع للرجل كذلك وأشرف‏,‏ وقد اختار الله ـ تعالي ـ هذه المدة‏,‏ وهو الأعلم بحكمة اختياره‏.‏ ويري جمهور العلماء أن الطلاق لا يقع بانتهاء هذه المدة وهي الأربعة أشهر‏,‏ وإنما بانتهائهة ـ إذا أرادت ـ أمرها إلي القاضي لطلب الطلاق‏,‏ فيأمره القاضي بالعودة إلي الحياة الشرعية مع زوجته‏,‏ فإن تقبل ذلك باقتناع ورضا فبها ونعمت‏,‏ وإن لم يتقبل أمره بالطلاق فإن طلق انتهي الأمر‏,‏ وإن أبي أصدر القاضي حكمه بطلاقها منه‏.‏ وروي الإمام التره عن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت‏:‏ آلي رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ من نسائه‏,‏ أي‏:‏ اعتزلهن لمدة شهر‏,‏ وجعل في اليمين
وذلك بعد أن نزل عليه قوله ـ سبحانه ـ‏:‏ يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك‏,‏ تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم‏,‏ قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم‏,‏ والله مولاكم وهو العليم الحكيم‏(‏ سورة التحريم‏:‏ ال
وفي الصحيحين ـ البخاري ومسلم ـ عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال‏:‏ إذا حرم الله الرجل عليه امرأته فهي يمين يكفرها‏,‏ وقال‏:‏ لقد كان لكم في رسول الله أسوة
وبذلك نري أن شريعة الإسلام قد وضعت السدود والحواجز في وجه كل قول أو فعل يكون سببا في زعزعة الحياة الزوجية‏,‏ وأن هذه الشريعة قد حفظت للمرأة حقوقها وكرامتها وحريتها الإنسانية‏,‏ وبهذه الأحكام السامية‏,‏ والآداب العالية‏,‏ يحيا الرجل والمرأة الحياة التي تظلها السعادة والأمان والاطمئنان‏.‏
نقلاً عن الاهرام










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "دين"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025