يانكوفيتش يلّوح بالانفصال دخلت الأزمة السياسية التي تشهدها اوكرانيا، منحى خطيراً بتلويح فيكتور يانكوفيتش رئيس الوزراء الفائز في الانتخابات الرئاسية التي تشكك المعارضة في صحتها، بتأييد انفصال المناطق الشرقية للبلاد، اذا ما تم اعادة النظر في نتائج الانتخابات، الامر الذي دفع مجلس الامن القومي الاوكراني الى عقد اجتماع طارئ لمناقشة هذه المستجدات. وفيما اكد ليونيد كوتشيما الرئيس المنتهية ولايته ضرورة ايجاد حل وتجنب العواقب الوخيمة، اخذت تظاهرات «الثورة البرتقالية» المؤيدة لفيكتور يوتشينكو مرشح المعارضة في كييف ما يشبه «استراحة محارب» ليوم واحد، لكنها انتقلت الى تورنتو في كندا. وحضر يانكوفيتش مع عمدة موسكو يوري لوشكوف وأيضا السفير الروسي لدى أوكرانيا فيكتور تشيرنومردين اجتماعا في بلدة سيفيرودونيتسك في شرق البلاد وصفه المراقبون بأنه «مؤتمر للمسئولين التنفيذيين من جنوب غرب أوكرانيا». وشارك نحو 3500 مندوب من 17 من أقاليم أوكرانيا وعددها 25 في الاجتماع. وقال أحد المشاركين إن الموضوع الرئيسي في المناقشات كان إنشاء وكالة تنسيق لحماية مصالح المنطقة التي تدعم يانكوفيتش في النزاع الانتخابي، وإمكانية تأسيس اتحاد فيدرالي مستقل عن الحكومة الاوكرانية. وذكر تقرير لوكالة الانباء الروسية (انترفاكس) أن من بين المشاركين مسئولون من كافة طبقات المستويات الادارية الاقليمية و30 من أعضاء البرلمان. وحيت الوفود المشاركة يانكوفيتش ووصفته «بالرئيس الشرعي للبلاد». وهددت الخطابات التي ألقيت بالانفصال إذا وصل يوتشينكو إلى السلطة الامر الذي رأوا أنه انتهاك للقانون. واعلن مسئولون في ختام المؤتمر انهم «يحتفظون بحق» تنظيم استفتاء في شأن اعلان حكم ذاتي اقليمي اذا ما تطورت الازمة السياسية في البلاد «نحو الاسوأ»، كما ذكرت وكالات الانباء. وجاء في قرار تم اعتماده في ختام المؤتمر «اذا وصل رئيس غير شرعي الى السلطة، فان المشاركين في المؤتمر يحتفظون لانفسهم بحق اتخاذ اجراءات مناسبة من اجل الدفاع الذاتي عن مصالح المواطنين». وقال يانكوفيتش في تصريحات مقتضبة إنه «سينفذ قرارات هذا المؤتمر»، مشيرا الى إن أوكرانيا موجودة على وشك وقوع مأساة وسفك الدماء، لكنه دعا مؤيديه إلى منع العنف. وقال: «اما اننا قادرون على حماية الاستقرار والسلام في الدولة واما سينهار كل شيء وبسرعة». واضاف «ادعوكم الى عدم اتخاذ اي اجراء متشدد لانه عندما ستراق اول نقطة دم لن يكون بامكاننا وقفها».وطالب يوتشينكو امس بفتح تحقيق جنائي ضد المشاركين في هذا الاجتماع بتهمة الخيانة. ويأتي المؤتمر بعد يوم من إعلان المجالس الحكومية في المناطق التي يؤيد معظمها يانكوفيتش في الانتخابات الرئاسية الاوكرانية وهي دونيتسك وخاركيف ولوهانسك ودنيبروبيتروفسك إنها ستنظر في أمر انفصال محدود إذا ما أعيد النظر في نتائج انتخابات 21 نوفمبر.ويبدو أن كوتشما أخذ الاهداف الانفصالية للمؤتمر مأخذ الجد ودعا إلى جلسة طارئة لمجلس الامن القومي في مكان آمن خارج كييف. وفي تصريحات أدلى بها بعد المؤتمر الذي استمر ثلاث ساعات وصف كوتشما مؤتمر سيفيرودونيتسك وغيرها من التهديدات بالانفصال في المناطق الشرقية بأنها «غير بناءة وتمثل انتهاكا للدستور». كما انتقد كوتشما استمرار إغلاق المعارضة للعديد من مباني الحكومة المركزية واصفا إياه بأنه «انتهاك صارخ للقانون» وطالب كوتشما الجانبين بالسير في طريق التوصل إلى تسوية للازمة، وتجنب العواقب الوخيمة. استراحة محارب ودعت المعارضة الاوكرانية أنصارها الذين يتظاهرون في وسط كييف منذ اسبوع الى الاستراحة امس والعودة الى التجمع اليوم الاثنين امام المحكمة العليا التي ستعلن قرارها بشأن مصداقية نتائج الانتخابات الرئاسية التي رفضتها سابقا. وقالت يوليا تيموتشينكو احدى مسئولات المعارضة للمتظاهرين «ارتاحوا، جددوا نشاطكم ولكن ابقوا في الساحة». ودعت تيموتشينكو المتظاهرين الى التجمع امام المحكمة «لاعطاء القضاة قوة اتخاذ قرار صائب»، كما نقلت وكالة «ايتار تاس». وقالت «امامنا طريقان، وانما مخرج واحد ممكن. الطريق الاول ان تقرر المحكمة العليا اننا الفائزون في الدورة الثانية في 21 نوفمبر. الطريق الثاني اطول: بعد مفاوضات وتنظيم انتخابات جديدة، سيفوز يوتشينكو ايضا». ورغم هذه الدعوة لوقف تظاهرات «الثورة البرتقالية» مؤقتا، فان العاصمة كييف شهدت تظاهرات عديدة مؤيدة لمرشح المعارضة. وانتقلت التظاهرات الى كندا حيث أفاد تقرير صحافي أن الكنديين من أصل أوكراني نظموا مظاهرات صغيرة مساء السبت في عدة مدن كندية للاعراب عن تأييدهم لاجراء انتخابات رئاسية جديدة في أوكرانيا.وذكرت محطة تلفزيون كندية أن مجموعة قوامها حوالي 25 شخصا احتشدت أمام مبنى القنصلية الروسية في تورنتو بعد ظهر السبت. ونظمت احتجاجات أخرى في أوتاوا وكالياري وفانكوفر. |