استطلاع رأي: 88% من مسلمي بريطانيا يريدون أماكن للعبادة في العمل عبر عدد كبير من المسلمين في المملكة المتحدة عن رغبتهم في التمتع بحياة أكثر التزاما بالإسلام، في شؤونهم اليومية، من خلال الحصول على وقت مخصص لأداء الصلاة، واعتماد قوانين الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بمسائل الأحوال الشخصية والقضايا المدنية. وكشف استطلاع للرأي شمل 500 مسلم، أن الغالبية العظمى من المسلمين في بريطانيا يتطلعون لأن يتم الاعتراف بدينهم، وأن يسمح لهم بأداء الصلاة خلال الدوام في العمل، وأن يتم اعتماد قوانين إسلامية في الفصل في شؤون الأحوال الشخصية، والقضايا المدنية عموما. ويبرر المسلمون (2.5 مليون نسمة) ذلك بشعورهم بأنهم جزء من المجتمع البريطاني، وبالتالي لهم الحق في التمتع بما يرونه حقوقا لهم، خصوصا أنهم يقومون ويساهمون بإيجابية في شؤون بلدهم، كغيرهم من البريطانيين. وكشف استطلاع، أجرته إحدى مؤسسات الرأي العام، بالتعاون مع صحيفة "الغارديان" اللندنية ونشرته اليوم الثلاثاء (30/11)، أن 61 في المائة ممن شملهم الاستطلاع يريدون محاكم شرعية، على أن لا تتناقض أحكامها الجزائية مع القوانين البريطانية. ويمكن اعتماد هذه المحاكم في قضايا تتعلق بالمنازعات العائلية، كالطلاق والحضانة والميراث. ووقف استطلاع الرأي على ميل واضح لدى لمسلمين البريطانيين لجهة الالتزام بدينهم، إذ أكد أكثر من نصف المستجوبين أنهم يحافظون على أداء الصلاة بانتظام، مع ملاحظة مؤشرات الالتزام والورع لدى النساء أكثر من الرجال. وعبر 88 في المائة من المسلمين عن رغبتهم في أن يُظهر المجتمع البريطاني ميلا أكثر نحو التعايش في المدرسة وأماكن العمل. وتريد الغالبية أن يسمح لها بأداء الصلاة في أماكن العمل أو الدراسة، وأن تخصص أماكن لأداء الشعائر بحرية. وعلى عكس المتوقع، فقد كشف الاستطلاع أن المسلمين يبدون أكثر اندماجا من غيرهم، وصرح 62 في المائة منهم أن لهم الكثير أو بعض الأصدقاء من غير المسلمين، كما عبر 35 في المائة عن رأيهم من أنهم لا يمانعون من حيث المبدأ من الزواج بغير الفتيات المسلمات. وأبدى الكثير من المسلمين رغبة في أن يندمجوا أكثر في المجتمع، وأن يكونوا جزء حقيقيا منه، وقال 40 في المائة منهم إنهم يحتاجون لمزيد من الاندماج في الثقافة البريطانية. ويأتي الاستطلاع، حسب "الغارديان"، في إطار محاولة من الصحيفة، لاستكشاف وقياس مزاج الأجيال الشابة من المسلمين. ونظمت الصحيفة بموازاة الاستطلاع لقاء جمع 103 من الشبان المسلمين، للحوار حول القضايا المستقبلية التي تشغلهم، على غرار مسألة الهوية والاندماج و"الحرب على الإرهاب". وحول علاقة المسلمين بالأحزاب السياسية البريطانية بين الاستطلاع أن دعم المسلمين لحزب العمال انخفض، منذ العام 2001 وإلى اليوم، بنسبة 50 في المائة، في حين برز الحزب الليبرالي الديمقراطي، بزعامة تشارلز كنيدي، كأهم حزب يحظى بدعم المسلمين. وتعتبر مشاركة حزب العمال بزعامة طوني بلير في الحرب على العراق، والانخراط فيما يسمي بـ"الحرب على الإرهاب" من الأسباب المباشرة لانهيار شعبية الحزب في صفوف المسلمين. ويعتقد غالبية المسلمين أن ما يعرف بـ"الحرب على الإرهاب"، ليست إلا حربا على الإسلام. وكان حزب العمال الحاكم يحظى خلال الانتخابات الماضية في العام 2001، بدعم 75 في المائة من المسلمين الذين يصوتون، في حين هبطت هذه النسبة إلى 32 في المائة فقط في الوقت الراهن. ويقود الحزب الليبرالي الديمقراطي الأحزاب السياسية البريطانية من حيث دعم المسلمين له بما نسبته 41 في المائة، بينما تراجعت نسبة دعم المسلمين لحزب المحافظين خلال ستة أشهر من 25 في المائة إلى 16 في المائة فقط. أما نسبة 10 في المائة الباقية فتتوزع بين حزبي "الاحترام" و"الخضر"، المعارضين للحرب. ولاحظ الاستطلاع أن هناك فتورا في صفوف المسلمين في المشاركة في التصويت في الانتخابات، إذ قال 47 في المائة فقط إنهم يصوتون بانتظام في عمليات التصويت |