مسلمو أتشيه يستعينون بالصلاة على كارثة تسونامي

السبت, 01-يناير-2005

المؤتمرنت -
مسلمو أتشيه يستعينون بالصلاة على كارثة تسونامي
لجأ المسلمون في إقليم أتشيه الإندونيسي إلي الصلاة، للتغلب على الكارثة التي ألمت بهم جراء الزلزال العنيف الذي وقع قبالة سواحل سومطرة يوم الأحد الماضي، فيما قام المسلمون في سريرنكا بدفن الضحايا الهندوس والبوذيين.
وتوجه سكان إقليم أتشيه إلى المساجد أمس لأداء الصلاة وقد أعلنوا الحداد على الخسائر الفادحة في الأرواح التي ابتلي بها إقليمهم من جراء طوفان أمواج المد البحري (تسونامي).
وعلى امتداد الساحل المدمر لهذا الإقليم أدى الرجال والفتيان صلاة الجمعة في مساجد أفلتت من الدمار الذي سببته الأمواج ، وفي مسجد الفائزين ذي القبة الفضية في عاصمة الإقليم "باندا اتشيه" بدا تأثر المصلين والإمام بهذه الكارثة. وقال ت.م ناصر (40 عاما) ويعمل سائقا وهو يجلس خارج المسجد فيما تحدث الخطيب فانخرط في البكاء ، : "نصلي حتى لا تحدث كارثة مثل هذه مجددا أبدا. نشعر بصدمة شديدة بالفعل".وجلس عدة مئات من اللاجئين في صحن مسجد الفائزين فيما بكى الرضع وسط الخيام البلاستيكية المؤقتة التي نصبت ، وقال كات انديب (75 عاما) "ربما يكون هذا ابتلاء من الله".
وبعد خمسة أيام من تعرض المناطق الساحلية لإقليم أتشيه الواقع على الطرف الشمالي لجزيرة سومطرة بإندونيسيا لطوفان تسونامي قالت وزارة الصحة إن عدد القتلى قد يتجاوز مئة ألف في الإقليم الذي يعد أكثر المناطق تضررا ، وتسهم عشرات الدول في جهود الإغاثة التي وصفت بأنها الأكبر في التاريخ بعد وقوع طوفان تسونامي التي سببها زلزال وقع قبالة أتشيه واجتاحت المحيط الهندي مما أدى إلى مقتل أكثر من 126 ألفا في دول جنوب آسيا حتى الآن.
في هذه الأثناء صرح مسؤول عسكري كبير بقيادة القوات المسلحة المتواجدة في أتشيه بأن العمليات الأمنية مستمرة ، مشيرا إلى أنها تتم على نطاق وكثافة أقل.. يأتي ذلك على الرغم مما سبق أن أعلنه القائد العام للقوات المسلحة الجنرال سوتارتو من أن جميع جنوده سيستخدمون في المساعدة على التغلب على هذه الكارثة الطبيعية. وكانت حركة تحرير أتشيه قد أعلنت في الوقت ذاته صدور أوامرها لأتباعها لوقف إطلاق النار.
وفي سريلانكا قام المسلمون بدفن الضحايا الهندوس والبوذيين الذين لقوا حتفهم عندما ضرب الطوفان حي مورثاموناي في كالموناي على الساحل الشرقي للبلاد ، كما يدفن المسلمون. ويعيش في المنطقة أكثر من ثمانية آلاف عائلة مسلمة يشكلون أغلبية سكانها لكن يقطن هناك أيضا بضعة آلاف من البوذيين والهندوس من أتباع الديانتين الغالبتين في سريلانكا. وكانت مجموعات من المسلمين يضعون أقنعة طبية ينتشلون ما تبقى في حيهم ويبحثون عن جثث لدفنها.
قال أحمد حسين يعقوب وهو زعيم محلي "كل ما نفعله هو أن نسير حتى يمكننا أن نشم رائحة تفوح... عندئذ نحفر تحت الأنقاض". ولا يملك الرجال شيئا سوى القليل من الروافع اليدوية والمجارف وأياديهم ليحفروا بها لانتشال جثث مدفونة تحت أنقاض ما كان بيوتا أو محال. وبمجرد أن يعثروا على جثة تأتي مجموعة أخرى من الرجال ليلفوا الجثث بأي أقمشة متاحة قبل أن يحملوها على نقالات لسلسلة من القبور الجماعية التي حفرت على الشاطئ.
وقال الحاج طارق محمد "لم نتلق أي مساعدة من الحكومة على الإطلاق... نحتاج إلى جرافات للمساعدة في رفع هذه الأنقاض".وذكر فريق "رويترز" أنهم شاهدوا أول أمس جثثا كانت مشوهة إلى حد يصعب معه التعرف على أصحابها لكن المسلمين عاملوها باحترام رغم تسليمهم بأن الجثث التي يدفنونها ربما كانت لبوذيين أو هندوس.
المصدر الاسلام اليوم