الحجاب يجمع المسلمات والمسيحيات في العراق نساء بغداد هذه الايام يبحثن عن وسيلة للاختفاء عن عيون الرجال التي تلاحقهن، ليس غزلا بل خوفا من الاختطاف او القتل، ووجدن في الحجاب وسيلة مهمة للتخفي، مسلمات ومسيحيات اصبحن يجدن في قطعة القماش علي الرأس وسيلة للحماية وضعت الحجاب لاني اريد السير في الشارع بدون خوف من الاختطاف او الملاحقة ، وتقول اخري اريد اكمال دراستي، وبدون الحجاب، لا استطيع . وسمعت قصصا عن شابات قتلن بدون حجاب لماذا اعرض حياتي للخطر؟ . وتعلق صحيفة واشنطن بوست التي نشرت التقرير، هذا واقع جديد للمرأة العراقية بعد اشهر من الاحتلال الامريكي لبلادهن، فهناك قلة من النساء من يتجرأن علي الخروج من البيت بدون حجاب. وحتي من يصفن انفسهن بالاعتدال، وكان لديهن خيار الحجاب او بدونه، يجدن انفسهن غير قادرات علي الخروج من البيت هذه الايام بدونه. ويأتي هذا المزاج الجديد، مع ان النساء العراقيات كن وحتي وقت قريب متحررات ومتجاوبات مع مفاهيم الموضة في العالم، حتي اثناء الحصار الذي فرض علي العراق لمدة 14 عاما. ولكن نساء الستينات من القرن الماضي والمتحررات يقلن ان بناتهن مدفوعات للبحث عن الحجاب خوفا من العنف، وغياب الامن، والاحتلال واشياء جديدة علي المجتمع العراقي مثل الاختطاف. وتقول سيدة عراقية البنات الان يبحثن عن وسيلة لحماية انفسهم، والحجاب هو احسن وسيلة لهذا، والنساء يعتقدن ان الحجاب هو الجدار الذي يمنع الرجال من النظر اليهن . وقبل الحرب لم تكن الفتيات المسيحيات معنيات بالحجاب ولم يفكرن فيه، ولكن الاحتلال والخوف ادي بهن لارتدائه. ويبدو ان الاحتلال اثر علي جو التسامح الذي كان موجودا داخل المجتمع العراقي، فالعراقيون علي اختلاف ألوانهم ومشاربهم لم يكونوا يشعرون بوجود فروق بين سني وشيعي او مسيحي ومسلم، ويشعر الكثير من ابناء المجتمع العراقي ان اي ارتباط بالاحتلال او التعاون مع الامريكيين والحكومة المؤقتة جريمة يعاقبون عليها من قبل الاطراف التي تعارض الوجود الامريكي والتعاون معه. وتقول الطالبة ندي في جامعة بغداد ان امها لحقتها عند الباب بعد خروجها لاول يوم لها في الجامعة وقدمت لها الحجاب، الذي لم تكن ترتديه في الماضي. وتشهد الجامعات العراقية جدلا هذه الاثناء حول الحجاب، فبعض الطالبات يلبسنه لدوافع دينية، اما البقية وهي غالبية الطالبات فيرتدينه خوفا. وتقول طالبة ان الحجاب يعطيها الشعور بالامان والراحة من اعين الرجال وتكون قادرة علي السير في الشارع دون ان يؤذيها احد، وتقول الطالبة ان الفتيات عليهن لبس الحجاب مع انها لم تشعر بالضغط لكي ترتديه. ولكن فتيات يقلن ان دعاة الحجاب في العراق يريدون منع اي شيء غربي يصل للبلاد، ويقلن انهم يريدون تحويل بغداد لكابول جديدة. وتقول طالبة ان طالبان فشلت في افغانستان ولهذا يريدون فرضه في بغداد. وتطالب بحرية الاختيار، لمن يريد ارتداء الحجاب او عدم ارتدائه. ولكن عامل الخوف هو السبب الرئيسي وراء اننشار ظاهرة الحجاب، وليس حرية الاختيار، وتقول طالبة من مدينة الصدر ان المرأة العراقية اليوم تشعر بالخوف اكثر من اي وقت مضي. وتضيف قائلة لا يوجد قانون يحمي الناس في العراق، واري ان الحجاب هو افضل وسيلة لحماية انفسنا، وعندما اسير في الشارع اعرف ان الرجال لن يهتموا بالنظر الي، ومركز اهتمامهم سيكون السافرات . ولا تنفي الفتيات ان جماعات تريد فرض الحجاب عليهن، ويطالبن بالحرية، وتقول احداهن، طالبة في قسم الهندسة، جامعة بغداد، يريدون فرض الحجاب علي المسيحيات، لا نستطيع اجبارهن علي عمل شيء نريده، ونريد بلدا آمنا ومستقرا، واعتقد ان اجبار النساء علي لبس الحجاب لن يضيف اي شيء بل التوتر . وتقول الفتاة واسمها داليا، الحجاب لا علاقة له بالدين، واخشي ان تجبر النساء علي لبس العباية وعندها سينتهي العراق كبلد متحضر . عن <القدس العربي > |