صنعاء تجدد مطالبة واشنطن بتسليمها اليمنيين في جوانتانامو

الإثنين, 07-فبراير-2005

المؤتمر نت-عبد الملك الفهيدي -
صنعاء تجدد مطالبة واشنطن بتسليمها اليمنيين في جوانتانامو
جددت الجمهورية اليمنية مطالبتها الحكومة الأمريكية بالإفراج عن المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو والمعتقلات الأخرى في أفغانستان التي تديرها القوات الأمريكية.
وطالب وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي الحكومة الأمريكية بالإفراج عن المعتقلين اليمنيين وتسليمهم إلى الحكومة اليمنية التي قال إنها على استعداد لمحاكمتهم في التهم الموجهة إلهيم و فقاً للقانون والدستور اليمني .
وأضاف وزير الخارجية في تصريح لـ( المؤتمر نت) ما يهمنا اليوم هو أن تكون الحكومة الأمريكية أكثر التزاماً بتطبيق القانون الدولي وتسلم المعتقلين إلى الحكومة اليمنية ونحن على استعداد لمحاكمتهم وفقاً للنصوص الدستورية اليمنية.
وتشير الإحصائيات إلى وجود أكثر من مائة يمني ضمن المعتقلين في جوانتانامو إضافة إلى اعتقال السلطات الأمريكية ليمني هو عبدالسلام الحيلة في سجن باغرام في أفغانستان،في الوقت الذي ما تزال محكمة بروكلن الأمريكية تواصل النظر في قضية المعتقلين اليمنيين محمد المؤيد عضو مجلس شورى حزب الإصلاح و رفيقه محمد زايد على خلفية اتهامهما بدعم منظمات إرهابية.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تسلمت الشيخ المؤيد ورفيقه من الحكومة الألمانية العام الماضي بعد استدراجه من قبل المخابرات الأمريكية إلى ألمانيا واعتقاله هناك.
وعلى الصعيد نفسه أكد الدكتور القربي أن السفارة اليمنية في واشنطن تتابع باهتمام بالغ موضوع المعتقلين اليمنيين خصوصاً بعد صدور أحكام من القضاء الأمريكي بعدم دستورية الاعتقال في جوانتانامو.
ونوه القربي إلى الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية وعلى رأسها وزارة الخارجية في متابعة قضايا المعتقلين اليمنيين منذ أن ظهرت هذه المشكلة.
وقال: منذ تلقينا معلومات عن وجود يمنيين معتقلين في جوانتانامو وفي أفغانستان بالإضافة إلى موضوع الحيلة وموضوع الشيخ محمد المؤيد ورفيقه فإن الحكومة اليمنية وبتوجيهات مباشرة من رئيس الجمهورية بدأت بالتواصل مع السلطات الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفي أفغانستان عبر السفارة اليمنية في باكستان للمطالبة بتسليم هؤلاء المعتقلين،إلا أن الدكتور القربي استدرك بالقول: أعتقد أن الحكومة الأمريكية تجاهلت مطالب ليس اليمن فحسب بل ومطالب دول كثيرة بخصوص معتقليها في جوانتانامو.
وكانت اليمن أرسلت العام قبل الماضي فريقاً من المحققين اليمنيين للتأكد من هوية معتقليها في جوانتانامو.
ويقول الدكتور القربي: الحكومة استمرت في متابعة هذا الموضوع عبر وزارتي الخارجية والداخلية مع نظيراتها في الولايات المتحدة الأمريكية وما تزال تطالب السلطات الأمريكية بتسليمها المعتقلين اليمنيين.
وتسلمت الجمهورية اليمنية قائمة تضم 106 أشخاص تعتقلهم الولايات المتحدة الأمريكية على ذمة مكافحة الإرهاب وما تزال السلطات اليمنية تجري تحقيقاتها للتأكد من هوية ما إذا كان هؤلاء الأشخاص يمنيون بالفعل.
ويؤكد وزير الخارجية أن جهود وزارته لا تقف عند هذا الحد بل عملت على متابعة موضوع إدراج أسماء شخصيات يمنية ضمن قائمة المشتبه بتمويلهم للإرهاب في مجلس الأمن.
وقال الدكتور القربي بعثنا مذكرة إلى رئيس لجنة مجلس الامن المنشأة بموجب القرار «1267» رداً على مذكرته المرفق بها نسخة منقحة من القائمة الموحدة للأفراد والمنظمات المرتبطة بكل من حركة طالبان وتنظيم القاعدة وأبلغنا الأمم المتحدة والسفارات الأوروبية بأن اليمن لا تستطيع محاكمة أي يمنيين مالم تقدم الأدلة والبراهين التي تدينهم.
وحول عدد المدرجين في قائمة مجلس الأمن قال الدكتور القربي عدد اليمنيين لا يتجاوز الخمسة أشخاص على رأسهم الشيخ عبدالمجيد الزنداني .
وكان مجلس الأمن أدرج اسم الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح ورئيس جامعة الإيمان الدينية ،وشخصيات يمنية أخرى ضمن قائمة المشتبه بتمويلهم للإرهاب بعد اتهامات صدرت ضدهم من قبل السلطات الأمريكية.
وحول هذا الموضوع أكد وزير الخارجية أن الحكومة اليمنية لا ترفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن وقال: نحن نؤكد أن اليمن وكما فعلت سابقاً ملتزمة بتنفيذ قرارات مجلس الأمن عندما تأتي لكن نحن نؤكد أن الدستور اليمني لا يسمح بتسليم أي شخص إلى الخارج وإنما يجب أن تتم محاكمة مثل هؤلاء الشخصيات في محاكم يمنية تكفل لهم محاكمة عادلة.
وأشِار القربي إلى أن السلطات اليمنية لا يمكن أن تحاكم أي شخص إلا بعد تحققها من إدانته بالتهم التي قد توجه إليه.
واستشهد القربي بإفراج السلطات البريطانية للمعتقلين البريطانيين الذين تسلمتهم من الولايات المتحدة الأمريكية بعد تأكدها من عدم ضلوعهم في أعمال الإرهاب.
وفي رده على سؤال لـ (المؤتمر نت) حول تأكيد اليمن على ضرورة إشراكها في صياغة وتنفيذ أية استراتيجية أمنية لمكافحة الإرهاب في ورقتها المقدمة إلى مؤتمر الإرهاب المنعقد في العاصمة السعودية وتخوفها من أن تستبعد،قال القربي: أعتقد أن دول الخليج مقتنعة كما هي اليمن مقتنعة بـ ضرورة وجود شراكة في مكافحة الإرهاب وهو ما وجدناه من قبل مسئولين خليجيين وعلى رأسهم الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الذي أكد على ضرورة إشراك اليمن في أي تركيبات أمنية لمكافحة الإرهاب.
وأضاف: لا أتصور أن يتم تجاهل دور اليمن خصوصاً وأنها تعد الواقي في الجزيرة العربية من جنوبها وأثبتت نجاحات في مكافحة الإرهاب وأظهرت جديتها في التعاون مع دول الخليج في هذا الجانب.
وقال: لقد تعلمنا من تجربتنا في اليمن منذ ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أن مكافحة الإرهاب تستلزم خلق شراكة ليس بين اليمن ودول الخليج أو الجزيرة العربية فقط وإنما يجب أن توجد شراكة دولية وإستراتيجية مشتركة بين الجميع لمكافحة ظاهرة الإرهاب عبر استخدام مختلف الوسائل التقنية وأيضاً الحوار الفكري والسياسي إلى جانب الجوانب المتصلة بالأمن.
وكانت اليمن شددت في ورقة قدمتها إلى مؤتمر الإرهاب المنعقد في السعودية على ضرورة إشراكها في صياغة وتنفيذ أية استراتيجية أمنية قد تتبناها دول الخليج والمنطقة لمكافحة الإرهاب،معتبرة انه من غير الحكمة تجاهل دور اليمن لأية مبررات كالضعف الاقتصادي او امتلاك اليمنيين لكميات من الأسلحة .