 |
الاقتصاد ومكافحة الإرهاب أولويات في المباحثات اليمنية الألمانية يبدأ المستشار الألماني جيرهارد شرودر اليوم الأربعاء زيارة رسمية إلى اليمن تستغرق يومين يجري خلالها مباحثات مع الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وكبار المسؤولين في الحكومة اليمنية. ورغم أن الزيارة تأتي في وقت تمر به المنطقة بتطورات سياسية غاية في الخطورة إلا إن العلاقات اليمنية الألمانية ستكون هي المحور الرئيس في المباحثات اليمنية الألمانية. واكد وكيل وزارة الخارجية لشؤون أوروبا والأمريكيتين إن العلاقات اليمنية الألمانية تعتبر من العلاقات المتميزة على صعيد العلاقات التي تربط اليمن بدول العالم . وقال محي الدين الضبي في تصريح لـ"المؤتمرنت" إن ما يميز علاقة اليمن بألمانيا هو استمرار تقديم الدعم التنموي من حكومة ألمانيا لليمن . ويغلب الطابع الاقتصادي على زيارة المسؤول الألماني في ضوء تشكيلة الوفد المرافق لشرودر والذي يضم قرابة (73) شخصية يمثلون الصناعيين ورجال الأعمال الألمان. وستتركز المباحثات اليمنية الألمانية على عدة مجالات يأتي التعاون الاقتصادي في مقدمتها حيث ستجري مباحثات اقتصادية تتناول فرص إقامة مشروعات مشتركة بين البلدين في مجال النفط والغاز فضلاً عن إطلاع رجال الأعمال الألمان على الفرص الاستثمارية المتاحة في اليمن. ويشير الدبلوماسي اليمني محي الدين الضبي إلى أن زيارة مسؤول مهم بحجم المستشار جيرهارد شرودر يقود دولة مهمة كألمانيا يعتبر تاكيداً للأهمية التي تحتلها اليمن وتاكيداً لمتانة العلاقات اليمنية الألمانية. وقال إن المباحثات ستتركز على مناقشة الجوانب الاقتصادية حيث سيتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجال عدم الازدواج الضريبي ،والاستثمار ،بالإضافة إلى مناقشة دخول رجال الأعمال الألمان في مزيد من المشاريع الاستثمارية . وفي هذا الصدد ستوقع اتفاقية لتشجيع الاستثمار بين البلدين وحسب عبدالكريم محمد مطير-رئيس الهيئة اليمنية العامة للاستثمار فسيتم توقيع اتفاقية (حماية وتشجيع الاستثمار) . وأوضح مطير بأن هذه الاتفاقية ستتضمن جملةً من البنود أهمها الأسس والقواعد التي ستحكم العلاقات الاستثمارية بين البلدين الصديقين. ووصف رئيس هيئة الاستثمار الاتفاقية بأنها تمثل الخطوة الأولى الحقيقية لجذب وتشجيع الاستثمارات الألمانية إلى اليمن من مبدأ التزامات البلدين نحو توسيع أطر تشجيع وحماية الاستثمار. وبلغ حجم الميزان التجاري بين البلدين حوالي 16 مليار ريال يمني لصالح ألمانيا حيث بلغت قيمة الصادرات الألمانية إلى اليمن العام 2003م 16.3 مليار ريال فيما بلغت الصادرات اليمنية إلى ألمانيا خلال نفس العام 264 مليون ريال منها 169 مليون ريال إعادة صادرات. إلى ذلك بلغ حجم المساعدات الألمانية المقدمة إلى اليمن حوالي 1.3 مليار يورو وتلعب العديد من المؤسسات الألمانية دوراً في دعم المشاريع التنموية والاجتماعية في اليمن. وكان أعلن عن هذه الزيارة خلال المباحثات اليمنية الألمانية في الثالث والعشرين من نوفمبر من العام الماضي خلال زيارة الرئيس علي عبدالله صالح إلى ألمانيا في إطار جولة شملت عدداً من الدول الأوروبية آنذاك . وحسب محي الدين الضبي فان جمهورية ألمانيا تعطي تقديراً كبيراً سواء على المستوى الرسمي أو غير الرسمي لليمن انطلاقاً من التجربة الديمقراطية الرائدة في المنطقة وحرية الرأي والتعبير ومضي اليمن قدماً في مجالات حقوق الإنسان والإصلاحات السياسية ،بالإضافة إلى أن ألمانيا وبحكم تواجدها في عدد من المنظمات الدولية فإنها تدعم سياسة الإصلاح الاقتصادي في اليمن . وكانت مصادر رسمية ألمانية أعلنت في وقت سابق من هذا الأسبوع أن زيارة شرودر إلى اليمن ستتضمن التوقيع على اتفاقية يتم بموجبها تزويد اليمن بعشرة قوارب ألمانية لخفر السواحل ،إلا أن وكيل وزارة الخارجية رفض تأكيد هذه المعلومات وقال ليس هناك معلومات حول الموضوع ،لكنه أكد ان المباحثات ستتطرق إلى التعاون الأمني موضحاً في سياق حديثه لـ"المؤتمرنت": اليمن وألمانيا يرتبطان بشراكة كبيرة في مجال الأمن ومحاربة الإرهاب ومما لاشك فيه أن المباحثات ستتناول موضوع تعزيز التعاون في الجوانب الأمنية ومكافحة الإرهاب خصوصاً. ويأمل المسؤولون اليمنيون في أن تسهم زيارة شرودر في تمتين وتقوية العلاقات بين البلدين نحو الأفضل ،وتاكيد الدور الذي بات يلعبه اليمن على المستوى الإقليمي خصوصاً وان ألمانيا باتت تمثل رقماً مهماً في صنع السياسة العالمية. وقال وكيل وزارة الخارجية إن ألمانيا تلعب منذ وقت كبير دوراً نشط في إطار السياسة العالمية ،وفي الوقت نفسه فان اليمن تلعب دوراً محورياً فيما يخص القضايا والتطورات في المنطقة . واضاف إن المباحثات ستتناول القضايا الإقليمية ومشاكل الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية ،مؤكداً أن البحث عن حلول للتطورات الجارية في المنطقة ستكون محوراً في إطار المباحثات باعتبار أنها تأتي في إطار اهتمام البلدين وجس نبض لما يمكن أن يقوم به كل طرف بما يتناسب وحجمه ومقوماته للعب هذا الدور. وفي ختام حديثه يؤكد الضبي ان الزيارة ستلعب دوراً مهماً في تعزيز علاقة اليمن بالاتحاد الأوروبي كمنظومة دولية لها ثقل كبير في رسم سياسة العالم ،وقال في رده على سؤال حول ما يمكن ان تسهم به زيارة شرودر في هذا الجانب :شيء طبيعي أن من أهم النتائج التي ستتمخض عنها زيارة شرودر بما تحمله من التزامات أدبية أن تدعم العلاقة بين اليمن والاتحاد الأوروبي بحكم النفوذ الكبير لألمانيا في الاتحاد. |
| إقرأ في المؤتمر نت |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2003-2024 