انقلاب مناخي قلب حياة اليمنيين منذ (5000) عام كشف فريق بحثي أكاديمي من جامعة "أوهايو" الأمريكية عن تحول مفاجئ طرأ على حياة السكان في اليمن، وأساليب عيشهم، تسببت به الرياح الموسمية القادمة من المحيط الهندي إثر تغيير اتجاهها نحو الجنوب، وحرمان اليمن وشبه الجزيرة العربية من الأمطار الغزيرة التي كانت تحملها إليها في موسم هبوبها، الأمر الذي أصاب المنطقة بالجفاف، واضطر سكانها إلى تغيير أنماط حياتهم للتكيف مع الوضع الجديد. ويأتي الإعلان عن هذا الاكتشاف، عقب زيارة لليمن استغرقت شهراً قام بها فريق أمريكي كبير، مؤلف من عدد من الباحثين في علوم الجيولوجيا، والآثار، والبيئة، بهدف وضع دراسة عن مدى تأثير التغيير المناخي على ثقافة، وطريقة حياة سكان جنوب منطقة شبه الجزيرة العربية. وذكر "ريك أوكيس Rick Oches" – رئيس قسم علوم البيئة، وأحد أعضاء الفريق- "لقد توصلنا إلى أدلة تشير إلى أن الرياح الموسمية للمحيط الهندي كانت قبل (5-10) آلاف عام تأتي بأمطار غزيرة إلى شبه الجزيرة العربية، مما ساعد الناس على التمتع بحياة هانئة ومستقرة؛ خلافاً لما هي عليه اليوم، لكن قبل حوالي (5000) عام غيرت الرياح الموسمية اتجاهها نحو الجنوب، مما نجم عنها تحول المناطق الجنوبية لشبه الجزيرة العربية إلى بيئة تعاني جفاف شديد –مثلما هي عليه في الوقت الحاضر". وأضاف في تقرير لـ"اوراكل" أمس: "إن حياة الناس في منطقة الجزيرة العربية كانت قبل (5000) عام مختلفة كثيراً، إذ لدينا دلائل على أن الناس كانوا آنذاك قد بدأوا يتعلمون الزراعة المستقرة التي تتطلب تعلم فن تدبير المياه، حيث توصلنا إلى آثار لقنوات ري، كانت تتولى نقل المياه من السفوح إلى الوديان، والأراضي المنبسطة. وأشار إلى : "إن تحول المنطقة إلى بيئة جافة قاد إلى حدوث تراجع في أساليب حياة سكان شبه الجزيرة العربية. فالتغيير المناخي اضطرهم للعودة إلى سلوك حياة الرعي بدلاً من الزراعة، ومن يومها والناس تحاول تكييف نفسها وأسلوب معيشتها مع الوضع الجديد، رغم أنه اليوم لا يصلح حتى لتربية المواشي، بسبب عدم وجود المراعي التي تتغذى منها". كما ذكر التقرير أن فريق الباحثين الأمريكيين استخدموا في بحوثهم التي أجروها في اليمن تقنيات إلكترونية متقدمة جداً، بعضها راديو –كربونية تستخدم لتحديد أعمار الترسبات والموجودات، وبقايا النباتات والحيوانات. |