الإثنين, 20-مايو-2024 الساعة: 04:33 ص - آخر تحديث: 01:30 ص (30: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
عربي ودولي

الشرق الاوسط - لندن

المؤتمر نت - الفرنسيون قلقون هذه الايام، والسبب هو ان الاستفتاء على الدستور الاوروبي، الذي سيحصل يوم 29 مايو المقبل قد يكون ذا نتيجة سلبية، وقد يرفضه الفرنسيون بحسب آخر استطلاعات الرأي العام. وهذا شيء خطير ليس فقط بالنسبة لليسار الاشتراكي المؤيد لتبني الدستور ـ وانما ايضا لليمين الديغولي الحاكم وعلى رأسه الرئيس جاك شيراك، فسمعة فرنسا في الميزان. واذا ما رفضت الدستور الاوروبي فسوف تحصل ازمة كبرى في كل انحاء اوروبا، لأن فرنسا، بالاضافة الى المانيا، هي احد ....
هاشم صالح -
فرنسا.. زلزال الدستور.. والبحث عن رئيس شاعر
الفرنسيون قلقون هذه الايام، والسبب هو ان الاستفتاء على الدستور الاوروبي، الذي سيحصل يوم 29 مايو المقبل قد يكون ذا نتيجة سلبية، وقد يرفضه الفرنسيون بحسب آخر استطلاعات الرأي العام. وهذا شيء خطير ليس فقط بالنسبة لليسار الاشتراكي المؤيد لتبني الدستور ـ وانما ايضا لليمين الديغولي الحاكم وعلى رأسه الرئيس جاك شيراك، فسمعة فرنسا في الميزان. واذا ما رفضت الدستور الاوروبي فسوف تحصل ازمة كبرى في كل انحاء اوروبا، لأن فرنسا، بالاضافة الى المانيا، هي احد البلدان المؤسسة للاتحاد الاوروبي منذ ما لا يقل عن نصف قرن فكيف يمكن لها اذن ان ترفض الدستور وتعرقل بالتالي مسيرة اوروبا نحو المزيد من الانصهار والوحدة؟ كيف يمكن لها ان تكون ضد اكبر مشروع سياسي في العصور الحديثة؟ مجرد التفكير بهذه الاحتمالية يقض مضاجع شيراك والقادة الفرنسيين الآخرين من يمين الوسط الى الاشتراكيين. لذلك فإن شيراك نزل الى المعمعة مباشرة بعد استقباله للامير عبد الله بن عبد العزيز وفي برنامج تلفزيوني طويل عريض راح يدافع عن الدستور الاوروبي ويدعو الفرنسيين الى تبنيه والتصويت له، وقد اضطر الى مهاجمة تركيا من اجل الفصل بين الاستفتاء على انضمامها، والاستفتاء على الدستور الاوروبي.

وقال لهم بأنه لا توجد اي علاقة بين الامرين، فهما قضيتان منفصلتان تماما، وعلى اي حال، فإن قيم تركيا تختلف عن قيمنا وبالتالي فيستحيل انضمامها الينا قبل (15) او (20) سنة، هذا اذا انضمت. ولا يمكن ان يتحقق لها ذلك إلا بعد ان تتطور كثيرا وتبتعد عن القيم الاصولية اكثر مما فعلت حتى الآن وتقترب من القيم العلمانية والحضارية الاوروبية.

ولكن يبدو ان هذا البرنامج التلفزيوني لم يكف لاقناع الفرنسيين. فراح الرئيس يفكر بطريقة اخرى لهزهم وتحريك ضمائرهم، فما كان عليه إلا ان يعدهم بتغيير رئيس الحكومة الحالي جان بيير رافاران بعد الانتخابات، وهو شخص غير شعبي على الاطلاق، وقد فشلت سياسته في تخفيض معدل البطالة وحل المشاكل الاجتماعية للبلاد. واشد ما يخشاه شيراك هو ان ينتقم الفرنسيون منه عن طريق التصويت ضد الدستور الاوروبي! وهكذا يصفون حساباتهم الداخلية على رأس مشكلة خارجية لا علاقة لها بها على الاطلاق. وتذهب الوحدة الاوروبية ضحية مشاكل داخلية فرنسية.

في هذه اللحظة بالذات ظهر على المسرح السياسي الفرنسي شبح دومينيك دوفيليبان، وزير الداخلية الحالي بصفته البديل المحتمل لجان بيير رافاران. والوزير دوفيليبان اشتهر لأول مرة على المسرح الدولي عندما القى خطابه الشهير ضد حرب العراق في مجلس الأمن الدولي وتصدى لوزير خارجية اميركا: كولن باول. ولكن الوزير دوفيليبان هو اكثر من ذلك في الواقع: انه شاعر وفيلسوف ايضا، وكنت قد استعرضت كتابه الكبير عن «سارقي النار»، اي الشعراء، هنا على صفحات «الشرق الأوسط» قبل سنتين او اقل. ويبدو ان الترجمة العربية للكتاب قد صدرت اخيرا بقلم الشاعر العربي الكبير ادونيس وهو كتاب شديد التوتر، ممتع، ويدل على اطلاع واسع على كبار شعراء فرنسا والعالم. وقد اتيح لي شخصيا ان اقوم بترجمة كتابه الاخير بالتعاون مع الصديق الدكتور محمد مخلوف، وهو كتاب ذو طابع فلسفي ـ سياسي بالدرجة الاولى، وان لم يكن يخلو من النفحات الشاعرية من حين لحين. وقد فوجئت اثناء ترجمته بمدى اطلاع الوزير فيليبان على آخر المناقشات الفلسفية السائدة في اوروبا واميركا منذ ما لا يقل عن ثلاثين سنة. واهمها بالطبع تلك المناقشة التي دارت حول الحضارة الغربية، ومدى كونيتها او عدم كونيتها، ولماذا لم تعمم نفسها حتى الآن على جميع شعوب الارض، كما ان الكتاب يطرح بشكل مباشر، او غير مباشر مسألة فلسفة التنوير والنقاش الصاخب الذي دار حولها بين العقلانيين الكانطيين وعلى رأسهم هابرماس، واللاعقلانيين النيتشويين وعلى رأسهم فوكو وديلوز ودريدا وبقية الفلاسفة الذين نقدوا الحداثة الغربية نقدا لاذعا مسرفا كما هو مغروف.

والشيء الذي يذكر لدوفيليبان في هذا الكتاب الذي سيصدر هذا الاسبوع عن «المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث» في الدوحة بقطر باشراف استاذنا الكبير الدكتور حسام الخطيب هو الحاحه على ضرورة حوار الحضارات بين العالم العربي ـ الاسلامي من جهة، والعالم الاوروبي ـ الاميركي من جهة اخرى، فعلى مدار الكتاب ما انفك يتحدث عن ضرورة الانفتاح على الآخر والاعتراف به واحترام هويته او خصوصيته واصالته بشرط ألا تتحول الى اصولية ارهابية متعصبة. وقد اشار اكثر من مرة الى مديونية الحضارة الاوروبية الى الحضارة العربية ـ الاسلامية، وبخاصة فلسفة ابن رشد التي تحولت الى تيار طويل عريض ساهم في تغذية النهضة الاوروبية، كما هو معروف.









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "عربي ودولي"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024