الإثنين, 20-مايو-2024 الساعة: 10:38 ص - آخر تحديث: 01:30 ص (30: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
عربي ودولي

الاهرام - المصرية

المؤتمر نت - يتباري كل من مجلس‏:‏ الكنيست الاسرائيلي والكونجرس الامريكي في اصدار المزيد من القوانين التي تحاول اسباغ شرعية اسرائيلية زائفة علي المدينة المقدسة وكانت حكومة اسرائيل قد لجأت الي ...
بقلم : د‏.‏ أحمد يوسف القرعي -
تهويد القدس بين الكنيست والكونجرس الأمريكي‏(2)‏
يتباري كل من مجلس‏:‏ الكنيست الاسرائيلي والكونجرس الامريكي في اصدار المزيد من القوانين التي تحاول اسباغ شرعية اسرائيلية زائفة علي المدينة المقدسة وكانت حكومة اسرائيل قد لجأت الي الكنيست لاستصدار قرار لضم القدس منذ الأسابيع الاولي لاحتلال المدينة المقدسة في يونيو‏1967‏ وتبع هذا استصدار قرارات وقوانين عديدة من قبل الكنيست وكان ابرزها واطولها القانون الاساسي الصادر في يوليو‏1980‏ وغيره من القرارات والقوانين كما اوضح مقال الخميس الماضي‏.‏

وبدأ الكونجرس الامريكي يجاري الكنيست منذ عام‏1990‏ عندما تبني الكونجرس قرار مجلس الشيوخ رقم‏106‏ الذي يعلن ان الكونجرس يؤمن بشدة بأن القدس ينبغي ان تبقي مقسمة وان تحترم بها حقوق كل الجماعات العرقية والدينية وتبع الكونجرس هذا باصدار قرارات عديدة وكان اخطرها قانون الكونجرس بشأن القدس الصادر في‏24‏ اكتوبر‏.1995‏

ويأتي مشروع القرار الجديد الذي تقدم به السيناتور براونباك في‏19‏ ابريل الماضي لاستكمال وتأمين وتأكيد كل القرارات السابقة واخطرها كما أشرنا قانون‏24‏ اكتوبر‏1995‏ واعاد مشروع القرار الجديد المغالطات التي وردت اكثرها في القرارات السابقة وكأنها مرجعيات لهذا القرار ومن ابرز تلك المغالطات أن القدس كانت عاصمة الشعب اليهودي لاكثر من‏3‏ آلاف عام وانها كانت مركزية لليهودية وقد ذكرت في التوراة‏766‏ مرة والزعم بانها لم تذكر بالاسم في القرآن وان القدس هي مقر الحكومة الإسرائيلية بما فيها الرئيس والبرلمان والمحكمة العليا‏.‏

وردا علي تلك المغالطات التاريخية التي يتبناها المجلس التشريعي لأقوي دولة في العالم نسجل الحقائق التاريخية التالية‏:‏

اولا‏:‏ ان العرب هم اساسا بناة القدس منذ نحو خمسمائة عام وعاشوا في القدس وعاصروا احداثها بلا انقطاع عبر التاريخ القديم والوسيط والحديث ما لم تعاصره أمة او طائفة أخري من المحتلين والغاصبين والغزاة وعندما غزا العبرانيون القدس في نحو سنة‏2000‏ ق‏.‏م وأسسوا مملكة داود و سليمان عليهما السلام لم يحكموا القدس حكما موحدا سوي‏70‏ عاما فقط فقد تجزأت المملكة ثم انهارت وتوزع اليهود في الدول المجاورة علي شكل جاليات في حين ظل سواد الشعب والحكام في القدس وفلسطين عربيا كنعانيا‏.‏

ثانيا‏:‏ أن الكونجرس بمثل هذه الادعاءات والإفتراءات جعل من القدس المركز الروحي لليهودية دون سواها من الأديان السماوية وجعل من إسرائيل دون سواها حامية حمي الأماكن المقدسة‏,‏ وحامي حريات دخول معتنقي الأديان المختلفة‏.‏

ولا شك أن وقائع الاحتلال الإسرائيلي للقدس منذ عام‏1967‏ كافية للرد علي مغالطات الكونجرس التي أوردها وكأنها نتائج مسلم بها‏,‏ ونسجل هنا أكثر الوقائع خطورة لكي يدرك أعضاء الكونجرس كم هم منحازون إلي ادعاءات ومزاعم وأساطير إسرائيل‏,‏ وتبدأ أكثر الوقائع خطورة بمحاولة إحراق إسرائيل للمسجد الأقصي في‏21‏ أغسطس‏1969.‏ ولم تكن هذه المحاولة إلا بداية مخطط عاجل وآخر آجل لهدم المسجد الأقصي‏,‏ وظهر هذا جليا منذ اقتحام آرييل شارون نفسه الحرم القدسي الشريف في‏28‏ سبتمبر‏2000,‏ وتحرشات اقتحام الحرم في الأسابيع الأخيرة‏.‏

والكونجرس الأمريكي عندما يتناسي كل هذا وغيره الكثير من الوقائع‏,‏ ويكرر ادعاءات ومزاعم إسرائيل في قوانينه وقراراته يزج بنفسه دون أن يدري في معركة عقائدية علي جبهة إسلامية مسيحية واسعة يشهد لها التاريخ أن أعلي مراتب التسامح الديني قد ازدهرت في القدس طوال‏14‏ قرنا من الزمان‏,‏ تحت ظلال السيادة العربية الإسلامية‏.‏

ثالثا‏:‏ إن الكونجرس قد أكد جهله بالتاريخ عندما زعم أن مدينة القدس كانت وماتزال عاصمة دولة إسرائيل‏!!‏ والتساؤل المطروح لتفنيد هذا الادعاء التاريخي‏,‏ أية مدينة اتخذتها إسرائيل عاصمة لها منذ إعلان قيامها في‏14‏ مايو‏1948,‏ وما هي الملابسات التي أدت إلي اختيار القدس كعاصمة منذ‏(1950)‏ تحديدا‏!‏؟ وأية قدس يقصد قانون الكونجرس؟

هل يعلم أعضاء الكونجرس أن زعماء إسرائيل قد اختلفوا فيما بين‏(1948‏ ـ‏1950)‏ حول اختيار العاصمة بين ثلاث مدن ليس من بينها القدس‏,‏ لقد اقترح بن جوريون مستوطنة كورنوب في النقب‏,‏ بينما فضلت جولدا مائير مدينة حيفا‏,‏ وأخيرا استقر رأي اللجنة الإسرائيلية المعنية باختيار العاصمة في‏13‏ مايو‏1949‏ علي اتخاذ إحدي ضواحي تل أبيب عاصمة لإسرائيل‏.‏

جاء اختيار تل أبيب كعاصمة رغم قيام إسرائيل باحتلال القدس الغربية في غفلة من الزمن‏,‏ عندما استغلت إسرائيل فترة الهدنة الأولي وتقدمت في‏29‏ مايو‏1948‏ نحو جدار القدس واحتلت بعض المواقع المهمة كاللد والرملة‏,‏ وشقت طريقا بين تل أبيب والقدس واستمرت إسرائيل باستعداداتها العسكرية حتي الهدنة الثانية‏,‏ حيث تحول الموقف العسكري لصالحها‏,‏ مما دفع بالوسيط الدولي برنادوت إلي تقديم تقرير إلي مجلس الأمن‏,‏ جاء فيه أن القدس تقع في وسط الإقليم العربي‏,‏ وأن أي محاولة لعزلها سياسيا أو غير ذلك عن الإقليم العربي المحيط بها تنطوي علي صعاب جمة‏,‏ ودفع برنادوت حياته ثمنا لهذا التقرير عندما اغتالته إسرائيل‏.‏

أما ملابسات إعلان القدس الغربية عاصمة لإسرائيل بعد ذلك‏,‏ فقد جاءت في إطار سياسة فرض الأمر الواقع التي أجادت إسرائيل استخدامها خطوة خطوة‏,‏ وكانت بدايتها عندما شكلت إسرائيل محكمتها العليا في القدس‏(15‏ سبتمبر‏1948).‏

حتي أعلن بن جوريون فجأة نقل العاصمة إلي القدس في‏1‏ ديسمبر‏1949,‏ وذلك بعد يومين فقط من صدور قرار الأمم المتحدة بشأن تأكيد وضع وكيان القدس المستقل‏.‏

ولم يدرك قرار الكونجرس الأعرج عدم مشروعية إقامة مثل هذه المؤسسات في ظل الاحتلال العسكري الإسرائيلي للقدس الغربية‏,‏ حتي أن إسرائيل نفسها لاتستطيع في أية مناظرة قانونية أو جلسة تحكيم دولي ـ إنكار شرعية الواقع الخاص للقدس ـ لأنها ـ أي إسرائيل ـ قبلت القرار رقم‏181‏ الخاص بتقسيم فلسطين بشكل واضح‏,‏ كما استندت إليه للإعلان عن قيامها كدولة يهودية عام‏1948,‏ وقد اعترفت إسرائيل ـ كذلك ـ وبصورة محددة ـ بالأثر القانوني لذلك القرار علي المدينة المقدسة من خلال التأكيدات التي قدمتها للجمعية العامة عام‏1949‏ لدعم طلبها لنيل عضوية الأمم المتحدة‏,‏ وقد أعلن مندوب إسرائيل لدي المنظمة الدولية آنذاك‏(‏ وهو أبا ايبان‏)‏ أمام الجمعية العامة‏(‏ إن الوضع القانوني للقدس يختلف عن وضع بقية البلاد التي لإسرائيل حق السيادة عليها‏).‏

وأخيرا‏..‏ فهناك الكثير من الوقائع الآخري لتفنيد المزاعم والادعاءات والمغالطات التي ترد في قرار يصدر عن مجلس تشريعي لدولة كبري دون أن يكلف المجلس نفسه بتحري الحقائق التي تكتسب مرجعيتها من وقائع التاريخ ومختلف المواثيق والقرارات الدولية‏.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "عربي ودولي"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024