اكتشاف مدهش المعارضة اليمنية- ومن خلال صحافتها التي صدرت نهاية الأسبوع- توصلت إلى اكتشاف مدهش وأماطت اللثام عند سر خطير للغاية! وعلينا أن نأتي البيوت من أبوابها لكي نقف على جلية ذلك الاكتشاف الخطير والسر المكنون الذي أنعم الله به على المعارضة السياسية في اليمن.. ففي نهاية الأسبوع قبل الماضي كانت الحكومة – من خلال قوي الشرطة والجيش- قد هاجمعت أوكار الإرهابيين في جبل حطاط بمحافظة أبين وتمكنت من قتل ستة منهم والقبض على 21 آخرين ولا تزال تلاحق البقية منهم. لكن المعارضة اليمنية قالت إن هذه الحملة التي قامت بها السلطة على الإرهاب كان الغرض الحقيقي منها هو توسيع دائرة انتشار قوى الشرطة والجيش في مناطق يافع وأسرار!! تصورو أنه لكي تقيم الشرطة إدارة لها في أحد المديريات أو لكي يكون للجيش تواجد في مديرية, فأن تحقيق هذا الهدف يستدعي أن تقوم السلطة الحكومة بتجهيز مئات لإفراد والمعدات ثم تنطلق بهم في مناوره أو عملية تمويه تحت ستار الحرب على الإرهاب إذ أن بدون أن تلجأ السلطة إلى هذه الخديعة يكون من العسير عليها يفتح قسم جديد للشرطة في مديرية ما في الجمهورية. إن تعليقا مثل هذا حول عملية مهاجمة الإرهابيين في جبل حطاط يبدو سخيفا ومنغلقاً من أي اعتبارات واقعية وعقلانية, لكنه كان السائد في إعلام المعارضة اليمنية في الأسبوع الماضي. إن الإرهاب صار عدوا ماحقا , واليمن واحدة من الدول التي تأثرت كثيرا بويلات و اضرار هذا العدو, وقد نجحت إلى حد كبير في تقليم أظافره والحد من خطورته وجاءت عملية الهجوم على إرهابيين جبل حطاط في سياق الحرب اليمنية المعلنة ضد الإرهاب, ولكن المعارضة اليمنية التي قد يكون لها مصلحة حقيقية في مكافحة الإرهاب تبدي مواقف مخجلة إزاء عملية المكافحة هذه كما هو حالها في الموقف من الحرب على الإرهاب على صعيد جبل حطاط في ابين . والحقيقة أن هذه الموقف الأخير الذي أبدته المعارضة إزاء الحرب على الإرهاب ليس جديدا , فمنذ شرعت الحكومة في مواجهة "الإرهاب" كانت المعارضة تدين الإجراءات الحكومية ضد في هذا الجانب. والتعبير الذي سيطر على المعارضة في تفاعها مع الإجراءات الحكومية ضد الإرهاب هو" ما يسمى بالحرب على الإرهاب" في إشارة واضحة منها أن الإرهاب هو "ما يسمي" وليس عدوا حقيقيا أو تحديا فعليا لمصالح البلاد. ومؤكد أن المعارضة تسعى إلى أن تكون الصورة الأفضل للجماهير وتضع نفسها بديلا للسلطة القائمة أو الحزب الحاكم وهذا هو حق لها في ظل النظام الديمقراطي, لكن هذه المعارضة عندما تلجأ إلى العبث بالقضايا الوطنية لمجرد تشويه صورة السلطة لا يمكن لوثوق بها. |