أمريكية توثق تاريخ اليمن بلغتين بيجي فرانك كراوفورد، مصورة أمريكية من مواليد 1918 بمدينة ( سنسناتي) درست الفن في ( سميث كولج) كتخصص ثانوي بجانب الفرنسية، وبعد تخرجها 1939م تطوعت للعمل في مكتبة أحد المتاحف الفنية في نفس الوقت الذي واصلت الدروس في الفن حتى أصبحت بعد أعوام من أشهر رواد مدارسه الحديثة. ولما كانت السيدة كراوفورد صديقة حميمة للدكتورة الفرنسية ( كلودي فاين) مؤلفة الكتاب الشهير ( كنت طبيبة في اليمن) فقد شدها حديثها، وأغرتها قصصها لاستكشاف عجائب اليمن وأسرارها.. فكانت أن رافقت الدكتورة فاين عام 1985م في أول زيارة لها لليمن، والتي تستذكرها اليوم قائلة: ( لقد سحرتني اليمن منذ النظرة الأولى، فوجدتها تلهم مخيلتي، وتتحدث لي- كما يفعل الفن الحديث الشيء نفسه) ولكن- لم يصدق أحد ممن يعرفونها أنها سيكون بوسعها وهي في سن ( 87) عاما أن تعود بذاكرتها إلى عام 1985م وما تلته من أعوام لتوثق انطباعاتها التاريخية عن الحياة اليمنية، وأوضاع البلد السياسية والاجتماعية والاقتصادية في كتاب نشرته قريبا بعنوان ( أمريكية في اليمن انطباعات رحلة مصورة) وهو باللغتين الإنجليزية والفرنسية. لقد بدت السيدة كراوفورد في ( أمريكية في اليمن) مفتونة بالتاريخ، والعمران، والطبيعة، وبإرادة الإنسان اليمني على صنع حياته الخاصة.. ورغم كبر سنها إلا أنها أبت إلا أن ترصد التجربة اليمنية لزيارتها الأولى ومقارنتها بتطورات الحياة اليمنية التي شهدتها في زياراتها اللاحقة كما أغنت كتابها بجملة من الصور الفنية التي التقطتها عدسة كاميرتها لجوانب مختلفة من أنشطة الحياة اليمنية ومناظرها الطبيعية. السيدة كراوفورد عرضت عام 2000م بعض تلك الصور في ( متحف فينمور للفنون) في نيويورك وفي عام 2001م استدعتها السفارة اليمنية في باريس واحتفت بها وقبل بضعة أشهر عرض ( معهد العالم العربي) بباريس مجموعة من صورها عن اليمن، إذ أنها تحتفظ بمجموعة نادرة وكبيرة جدا حرصت على تضمينها في كتابها. الجدير بالذكر – أن أبنة صديقتها الدكتورة ( كلودي فاين) زارت اليمن مطلع العام الجاري، و التقاها رئيس الجمهورية الرئيس علي عبدالله صالح، واحتفى بها بمنحها الجنسية اليمنية ثوابا للجهد الإنساني العظيم الذي بذلته أمها في اليمن أثناء تفشي وباء الجدري، بجانب توثيقها لمفردات واحدة من الحقب التاريخية المهمة لليمن. |
| إقرأ في المؤتمر نت |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2003-2024 