كوريا الشمالية تعلن شروط التخلي عن برنامجها النووي بعد يوم واحد من إلزام نفسها بالتخلي عن كل برامجها النووية، قالت كوريا الشمالية إنها لن تتخلى عنها قبل إعطائها ضمانات ببناء مفاعل ننوي حديث لإنتاج الطاقة الكهربية. وقال نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي كيم كي جوان ان بلاده "لن تتخلى اولا عن اسلحتها، ولن تتخذ الخطوة الاولى بتفكيك برامجها النووية". ووصفت الحكومة اليابانية على لسان وزير خارجيتها الطلب الكوري الشمالي بأنه "غير مقبول" . ومن ناحية أخرى صرح وزير الخارجية الياباني نوبوتاكا ماتشيمورا بإن بلاده ستسأنف محادثاتها مع كوريا الشمالية بشأن امكانية تطبيع العلاقات بين البلدين ولكن دون أن يحدد موعدا . وكان الحوار بين البلدين قد توقف في شهر ديسمبر كانون أول الماضي عقب نشوب خلاف دبلوماسي بسبب رفض كوريا الشمالية إعادة رفات اثنين من اليابانيين اللذين كانا قد اختطفا على يد عملاء تابعين لكوريا الشمالية قبل عقدين. ويأتي الإعلان الياباني بعد يوم من لقاء وفدي البلدين على هامش المحادثات الدولية الجارية بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية. ومن ناحيتها قالت الولايات المتحدة ان ما تطلبه بيونج يانج لا يتماشى مع الاتفاق الذي تم التوصل اليه نهاية جولة المباحثات في العاصمة الصينية بكين الاثنين. وقال متحدث باسم الخارجية الامريكية "من الواضح ان ذلك لم يكن الاتفاق الذي وقعت عليه بيونج يانج، وسوف ننتظر ونرى ما ستأتي به الاسابيع القادمة". وقال وزير الوحدة الكوري الجنوبي ان القضية ستناقش قبل الجولة القادمة من المفاوضات المقرر عقدها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. ويقول مراسل لبي بي سي في كوريا الجنوبية انه من الواضح وجود اختلافات اساسية بالرغم من الاعلان عن التوصل الى اتفاق. وفي البيان المشترك الذي أعلن بعد جولة من المحادثات سداسية الإطراف في بكين الاثنين أكدت بيونج يانج على حقها في استخدام الطاقة النووية سلميا، وهو ما أعلنت الأطراف الأخرى احترامه. وفي بيان أذيع في راديو كوريا الشمالية في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء بالتوقيت المحلي كررت بيونج يانج إصرارها على "الاحتفاظ بحقها في ممارسة الأنشطة النووية السلمية". ووافقت الدول المشاركة في المحادثات على مناقشة تزويد كوريا الشمالية بمفاعل نووي يستخدم المياه الخفيفة في وقت لاحق، وهو نوع من المفاعلات لا يخشى في تطوير التكنولوجيا المستخدمة فيه لإنتاج أسلحة نووية. وكانت الولايات المتحدة قد رفضت من قبل فكرة تزويد بيونج يانج بالمفاعل النووي المستخدم لتوليد الطاقة، إلا أنها أعلنت الاثنين أنها قد تعيد النظر في الأمر. ومن ناحيته قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي انه يرغب في دخول المفتشين الدوليين إلى كوريا الشمالية بأسرع وقت ممكن، للتأكد من التزامها بالتخلي عن أسلحتها النووية وبرامجها النووية الأخرى. وقال البرادعي "كلما عدنا إلى هناك أسرع، كلما كان أفضل". ولم تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مراقبة البرنامج النووي لكوريا الشمالية منذ انسحاب الأخيرة من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية عام 2003. وقد رحب البرادعي بنتيجة المحادثات السداسية بشأن حل الأزمة النووية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، بعد اعلانها صباح الاثنين. وقال البرادعي إن الانفراجة التي تحققت في هذه المحادثات تُظهر أنه بالإمكان تحقيق النتائج عبر المفاوضات. وفي وقت سابق من الاثنين، رحب الرئيس الامريكي جورج بوش بحذر بالاتفاق الذي تم التوصل اليه مع كوريا الشمالية خلال المحادثات السداسية حول ملف بيونج يانج النووي والتي عقدت في العاصمة الصينية بكين. وقال بوش: "على كوريا الشمالية ان تلتزم بما وعدت به وان تعرف اننا بمنتهى الجدية في هذا المجال واننا نريد ان ان يكون هناك نظاما يخولنا التأكد مما يحدث فعلا". من جهته، صرح الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان قائلا: "اننا سعداء لما تم انجازه من تقدم. انه اتفاق جيد لكن تطبيقه عنصر اساسي ويجب ان يحترم الكوريون الشماليون وعدهم في هذا الاتفاق يعني ان يفككوا برنامجهم النووي وان يتيحوا التحقق من ذلك". وكانت انباء واردة من بكين قد أفادت أن انفراجة تحققت في المحادثات سداسية الأطراف التي تجرى حول الأزمة النووية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة بعد أن وافقت كوريا الشمالية على التخلي عن كل أنشطتها وبرامجها النووية في مقابل الحصول على إمدادات بالنفط والطاقة من الخارج. كما ذكرت وكالتا الأنباء الصينية والكورية الجنوبية أن كوريا الشمالية ستوقع معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، لتنضم بذلك مجددا إلى الدول الملتزمة بها. وتقبل بيونج يانج بموجب الاتفاق دخول المفتشين الدوليين الى مواقعها النووية. ومن جانبها أعلنت الولايات المتحدة تعهدا بأنها لن تشن هجوما على كوريا الشمالية. وقالت كل دولة إنها تحترم سيادة واستقلال الأخرى. ولم تكن مثل هذه الانفراجة في المحادثات متوقعة، وقد جاءت في بيان مشترك اتفقت عليه وفود الدول الست المشاركة في المحادثات. خطوة هامة وفي البيان المشترك قالت الدول المشاركة في المحادثات انها ستناقش طلب كوريا الشمالية بانشاء مفاعل نووي يعتمد على المياه الخفيفة في وقت لاحق لم يتحدد تاريخه بعد. وذكرت وكالة اسوشيتد برس ان البيان ذكر ان كوريا الشمالية "وعدت بالتخلي عن كل اسلحتها وبرامجها النووية والعودة الى الالتزام بمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية باسرع ما يمكن وقبول التفتيش الدولي". وأضاف البيان ان "الولايات المتحدة اكدت عدم وجود اسلحة نووية تابعة لترسانتها في شبه الجزيرة الكورية، وانها لا تعتزم الهجوم او غزو كوريا الشمالية باسلحة نووية او تقليدية". الانفراجة لم تكن متوقعة ويتضمن الاتفاق عروضا بمنح بيونج يانج مساعدات في مجال الطاقة "وتعاون اقتصادي في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار". وذكر البيان ايضا ان الدولتين ستعملان على تطبيع العلاقات بينهما بالتدريج، كما نقلت الانباء ان تطبيع العلاقات سوف يشمل العلاقات الكورية الشمالية- اليابانية. وقال نائب وزير الخارجية الصيني "هذه اهم نتيجة يتم التوصل اليها منذ بدء المحادثات السداسية منذ نحو العامين". ويقول مراسل بي بي سي في سيول إن البيان يبدو كخطوة هامة للامام من حيث المبدأ، الا ان الصعوبات قد تظهر وقت تنفيذه. وتقول الصين إن جولة أخرى من المفاوضات ستعقد في أوائل شهر نوفمبر/تشرين الثاني. وجاءت النتائج الاخيرة في الجولة الرابعة من المفاوضات السداسية التي عقدت في بكين بهدف انهاء الازمة النووية بين بيونج يانج وواشنطن التي بدأت منذ نحو ثلاث سنوات. وتشمل المحادثات السداسية كل من كوريا الشمالية والجنوبية والولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا. |
| إقرأ في المؤتمر نت |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2003-2024 