وداعــاً الشهـــر الفضـــيل سبحان الله.. تمر أيام هذا الشهر سريعة، بالأمس استقبلنا هذا الشهر واليوم نودعه هذا هو حال كل غال علينا يحضر سريعاً ويمضي سريعاً ولا يبقي لنا إلا أن نقول وداعاً يا شهر الخير.. ونحن لا نعلم هل سنلقاه أم هذا هو الشهر الأخير الذي نصومه مع المسلمين. ها نحن نودع شهراً ذهب ولا نعلم هل سنستقبله مرة اخري أو يكون هذا هو الوداع الأخير حقاً علينا ان نبكي عليه فوالله انه شهر كريم عظيم قضينا به أقدس الأوقات وأجلها كيف لا نبكي ونحن نودع من أتانا يحمل الخير لنا، من عمل صالحاً كسب منه الكثير ومن فرط فيه فوالله انه الخسران الكبير.. كيف لا وهو أتاه شهر خير ورحمة ومغفرة وعتق من النيران ولم يعمل به كيف سيكون حاله عندما يودع شهراً كان كريما معه دون ان يقابل هذا الكرم ويعمل عملا سيحصده إذا احسن بحسنات واذا أساء فعليها. رحل شهر رمضان، فما أسعد نفوس الفائزين، وما ألذ عيش المقبولين، وما أذل نفوس العصاة المذنبين، وما أقبح حال المسيئين المفرطين. في حديث ابن عباس المرفوع: لله في كل ليلة من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار، فإذا كان آخر ليلة من شهر رمضان أعتق الله في ذلك اليوم بعدد ما أعتق من أول الشهر الي آخره. هذا هو شهر الخير انقضي ولا يبقي لنا إلا الدعاء ان يكون قد تقبل منا ولو بمثقال حبة من خردل، فوالله أنها خير إن تقبلها الله منا، أخلصوا الدعاء لله في ان يتقبل منكم أعمالكم في هذا الشهر كيف نستقبل عيداً أتانا ونحن لا نعلم كيف كنا قبله، ذكر بعض السلف انهم كانوا يدعون الله ستة أشهر ان يتقبل منهم، اين نحن منهم الآن.. يمضي رمضان وبعده آخر ونحن لا نشعر بذلك، لا نشعر بالحسنات والأجر يذهب من بين ايدينا ونحن غافلون لاهون في الدنيا وملذاتها.. اذا أتاك أحد يحمل لك بين يديه كنزاً هل ستكرمه، نعم والله انك سوف تكون له الأرض والسماء فما بالك بشهر واحد يحل عليك ضيفاً يحمل لك كنوزا وليس كنزا يحمل لك خيرا عظيما كبيرا ستصرفه يوم لا ينفع مال ولا بنوان إلا من أتي الله بقلب سليم سوف يكون لك شفيعاً يوم يقوم الأشهاد ألا تريد ان تكون من الصائمين القائمين المتقين الذين يسبقون الناس في الدخول الي الجنة من باب الصائمين الذي سمي بالريان ألا تريد هذا الفضل العظيم.. رحل رمضان رحل الضيف بالخير ولا ندري من هو الذي كسب هذا الضيف وأكرمه ورحل عنه وهو يبشره بالفوز.. اللهم اجعلنا من الفائزين في هذا الشهر ولا تجعله راحلاً عنا ونحن كما كنا لم نزد في الأجر والثواب.. في حديث ابن عباس رضي الله عنهما: اذا كان يوم الفطر هبطت الملائكة الي الأرض فيقومون علي أفواه السكك ينادون بصوت يسمعه جميع من خلق الله إلا الجن والإنس يقولون: يا أمة محمد اخرجوا الي رب كريم يعطي الجزيل ويغفر الذنب العظيم، فإذا برزوا الي مصلاهم يقول الله عز وجل لملائكته: يا ملائكتي ما جزاء الأجير اذا عمل عمله- فيقولون: إلهنا وسيدنا أن توفيه أجره فيقول: اني أشهدكم اني قد جعلت ثوابهم من صيامهم وقيامهم رضائي ومغفرتي، انصرفوا مغفوراً لكم. سبحان الله الكريم المنان يا رب اجعلنا ممن رضيت عنهم وغفرت لهم تقبل منا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا وتجاوز عن سيئاتنا.. اغفر لنا يا الله فنحن ضعفاء اليك نرجو قوة تعيننا علي طاعتك ورضاك.. اللهم انا نودع شهرك ونحن لا نعلم مالنا فيه ولكننا نرجو رحمتك ولطفك بنا يا كريم اللهم لا تجعلنا من المحرومين في هذا الشهر الكريم فمن حرم خير هذا الشهر فقد حرم الكثير الكثير.. يا رب يا كريم انت قلت ادعوني استجب لكم ها نحن ندعوك يا الله ان تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا اللهم لا تجعلنا ممن حرم خير هذا الشهر وفضله وكرمه.. قل يا عبادي الذين أسرفوا علي انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا اللهم لا تجعلنا من القانطين ولا البائسين اللهم انا نرجو مغفرتك وكرمك فاغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا، اللهم لك الحمد والشكر ان بلغتنا شهر رمضان، اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا، اللهم أجبر كسرنا علي فراق هذا الشهر الكريم وأعده علينا أعواما عديدة، اللهم اجعله شاهداً لنا لا علينا، اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار واجعلنا فيه من المقبولين الفائزين يا رحمن يا رحيم. |
| إقرأ في المؤتمر نت |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2003-2024 