"قلق" أمريكي من انفجار صراع إقليمي يساور الولايات المتحدة قلق عميق من احتمال اندلاع حرب اهلية في العراق شهد العالم تجربة لها الاسبوع الماضي عقب اعتداءات على مراقد ومزارات ومساجد، ورغم ان مسؤولين امريكيين يؤكدون ان العراق طوى صفحة الاقتتال الداخلي، إلا أن مسؤولين امريكيين آخرين وخبراء دوليين لا يستبعدون الخطر. فقد أعرب الرئيس الامريكي جورج بوش مساء اول امس الثلاثاء في مقابلة مع محطة التلفزيون “اي بي سي” عن اعتقاده بأن العراق لا يتجه نحو حرب اهلية. وهي المرة الاولى التي يستعمل فيها بوش نفسه علنا عبارة “حرب اهلية” منذ التوتر الذي حصل في العراق في 22 فبراير/ شباط وما اعقبه من اعمال عنف. وقال ان الحادث كان يهدف الى اثارة العنف الطائفي لكن القادة الشيعة والسنة والاكراد اكدوا له في اتصاله معهم انهم مع خيار الوحدة. وأضاف ان القوات الامريكية ستبقى في العراق لكنها لن تتدخل بقوة اكبر في حال تصاعدت اعمال العنف. وقال السفير الامريكي جيمس جيفري، منسق شؤون العراق في وزارة الخارجية، ان قوات الأمن الامريكية والعراقية تسيطر على الوضع بعد اعمال العنف الطائفية على نطاق واسع. وأضاف: “حاليا، وحسب المعايير في العراق فإن الوضع هادىء وعاد الى طبيعته”. وأوضح ان الاحداث “عادت الى مستوى اعتداءات ومستوى ضحايا، كالذي عرفناه في الماضي، قبل بضعة اسابيع”، مضيفا: “لقد عدنا حاليا الى ما كنا عليه”. وأعرب رئيسا الاستخبارات الوطنية الامريكية جون نيجروبونتي والاستخبارات العسكرية الامريكية الجنرال مايكل ميبلز عن قلقهما من تأثير انفجار صراع طائفي في الشرق الأوسط في حال اندلاع حرب اهلية في العراق حتى وإن كانت الدول المجاورة ايران وسوريا والاردن والسعودية ستتحفظ في البدء على الانخراط في هذا الصراع، وأكد المسؤولان ان اندلاع حرب أهلية في العراق “أمر ممكن”. وأشارا الى ان مؤشرات الحرب الاهلية هي فقدان الحكومة المركزية للسيطرة على الامن، وتدهور او تفكك قوات الامن وتعثر العملية السياسية بشكل كبير. وشككت صحيفة “واشنطن بوست” الامريكية في عدد ضحايا اعمال العنف الطائفية التي حصرتها الحكومة العراقية ب 379 قتيلا وأشارت الصحيفة الى ان الرقم الحقيقي تجاوز 1300 قتيل. وقال محللون ان أهمية عدد القتلى تأتي لتحديد ما إذا كان الوضع في العراق قد بلغ حالة الحرب الاهلية، فبموجب التحديد الاكاديمي للحرب الاهلية يمكن إضفاء تلك الصفة على اي نزاع ينشب داخل حدود دولة ما ويصل عدد القتلى فيه بين صفوف الاطراف المتنازعة الى ألف قتيل في ساحة المعركة. وقال جوس هلترمان مدير مشروع الشرق الاوسط في المجموعة الدولية لحل النزاعات ان هناك اربعة امور ينبغي مراعاتها لتفادي انزلاق العراق فعلا الى حرب أهلية وهي انه ينبغي على القادة الدينيين والسياسيين اتخاذ المبادرة ودعوة اتباعهم ومؤيديهم الى ضبط النفس وعدم القيام بأعمال انتقامية ردا على التصرفات الاستفزازية، كما يتعين على القادة السياسيين الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية محذرا من ان اي تأخير في ذلك سيعني اقتتالا فعليا على الارض. وقال هلترمان ان الامر الثالث يتعلق بالدستور حيث ينبغي مراجعة الوثيقة لإزالة البنود موضع الخلاف بين الطوائف العراقية أما القضية الرابعة فتتمثل بإعادة تشكيل قوات الامن العراقية حيث يتعين على الولايات المتحدة ضمان القيام بذلك بشكل يشمل الجميع كي لا تسيطر طائفة واحدة على الطوائف الاخرى. من جانبه رأى الحاكم المدني السابق للاحتلال الأمريكي في العراق ان الحديث عن الحرب الاهلية سابق لأوانه لكنها غير مستبعدة واعتبر ان ذلك يتطلب من الامريكيين الصبر حتى تثمر جهود إعادة إعمار هذا البلد. ودافع عن قرار حل الجيش العراقي السابق لأن وجوده كان سيعني عمليا الحرب الاهلية لأن الاكراد كانوا سيعلنون الانفصال |