تل أبيب تؤكد رسمياً وجود قطيعة سياسية مع الأردن أكدت مصادر سياسية رسمية إسرائيلية ما نشرته الصحف العبرية صباح امس الاثنين، عن وجود قطيعة سياسية مع الأردن، في أعقاب تصريحات أدلى بها قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، والذي تنبأ فيها بقرب انتهاء الحكم الهاشمي في الأردن. ونقلت الإذاعة العبرية عن المصادر قولها "إنّ هناك بالفعل أزمة وخلافات بين إسرائيل والأردن في أعقاب تصريحات قائد المنطقة الوسطى"، موضحة أنّ الجانب الإسرائيلي يبذل كل جهد مستطاع لإعادة الأمور بين البلدين إلى ما كانت عليه، حسب تعبيرها. وقالت هذه المصادر إنّ الدولة العبرية "أوضحت وتوضح للأردن أنّ تصريحات الميجر جنرال نافيه لا تعكس موقف الحكومة"، على حد تعبيرها، متجاهلة ما نقلته مصادر إعلامية إسرائيلية من أنها تعكس إجمالي تقديرات المستوى القيادي الإسرائيلي. وكانت صحيفة /يديعوت أحرونوت/ قد قالت في عددها اليوم الاثنين (6/3) إنّ العلاقات الأردنية الإسرائيلية تشهد قطيعة مطلقة منذ التصريح الذي أدلى به يائير نافيه قائد المنطقة الوسطى قبل نحو أسبوعين، والذي قال فيه "إنّ ثمانين في المائة من سكان الأردن هم فلسطينيون، ويمكن للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بسبب التهديدات الإقليمية، أن يكون آخر ملك للعائلة الهاشمية"، على حد زعمه. وكانت تل أبيب قد سارعت إلى الاتصال بالأردن لإبداء تحفظها إزاء تصريح نافيه في محاولة لتلافي أزمة دبلوماسية بين الجانبين، إلاّ أنّ الأردن أصرّ على تسلّم توضيحات رسمية وإقصاء نافيه عن منصبه، لا سيما وأنّ صحيفة إسرائيلية نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن أقوال نافيه تعبر عن ما يدور في أروقة السياسيين والعسكريين في الدولة العبرية. ومنذ ذلك الحين، تضيف /يديعوت أحرونوت/ "جمّد الأردن لقاءات العمل المشتركة على كافة المستويات الأمنية، ويرفض استئناف الاتصالات". وقالت إنّ العلاقات بين قيادة المنطقة الوسطى في الأردن وقيادة المنطقة الوسطى في الدولة العبرية، وهما الجهتان المعنيتان بالاتصالات الميدانية الإسرائيلية – الأردنية "تشهد قطيعة كاملة بعد سنوات من تبادل المعلومات والنشاط الميداني المشترك"، وفق قولها. كما تم تجميد برامج مستقبلية للتعاون، وتم إلغاء الزيارات التي كان يفترض أن يقوم بها مسؤولون أردنيون إلى تل أبيب. وأشارت الصحيفة كذلك إلى عدم موافقة العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، حالياً على استقبال زعيم حزب العمل الإسرائيلي عامير بيرتس، الذي طلب الاجتماع به في إطار سلسلة من اللقاءات يعقدها مع قادة دول عربية تقيم علاقات مع تل أبيب. كما أصدر وزير الداخلية الأردني أمراً يمنع بموجبه أيّ مسؤول رسمي من زيارة تل أبيب، إلاّ بموافقة رسمية من الحكومة الأردنية، كما تقول الصحيفة العبرية. وتنقل الصحيفة ذاتها عن مسؤول إسرائيلي قوله، انه اتضح له بعد اجتماع عقده مع مسؤول أردني، إنّ ما وصفه بـ "الغضب الأردني على إسرائيل الآن"؛ يفوق الغضب الذي رافق المحاولة الفاشلة التي قام بها جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجي "موساد" لاغتيال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" على الأراضي الأردنية قبل تسع سنوات. وأعربت مصادر مسؤولة في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن تخوّفها من تجميد التعاون بين تل أبيب وعمّان، في ما قالت إنه "يمكن للإهانة التي يشعر بها الأردن أن تكون خطيرة في أبعادها". وأوضحت المصادر أنّ "الأردن في تعاونه في القضايا الأمنية؛ وفّر الكثير على الجهاز الأمني الإسرائيلي، وأنّ إسرائيل مدينة لأجهزة الأمن الأردنية بأرواح الكثير من المواطنين والجنود الإسرائيليين، الذين كان يمكن تعرّضهم إلى عمليات لو لم يكشف عنها الأردن"، حسب ما ذكرت المصادر، التي أشارت إلى أنّ التعاون الاستخباري بين الجانبين قد تقلّص إلى "أدنى الحدود وبات يتوقف على المسائل الحيوية" فقط |
| إقرأ في المؤتمر نت |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2003-2024 