السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 08:27 م - آخر تحديث: 06:34 م (34: 03) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
فنون ومنوعات
المؤتمر نت - 
ترى نوال ان وسائل الاتصال احدى افات العصر فهي وان سهلت الكثير من امور حياتنا وقربت البعيد الا انها اسهمت بشكل او باخر في خراب البيوت فمع هذا المسمى الانترنت
روان عبد الرحمن -
في عالم الاعصار الجمالي... كيف نغمض عيون رجالنا ؟

في الشارع، في مكان العمل، امام شاشات التليفزيون فى البيت تظل الفتنة النسائية في اكثر صورها اغراء وإثارة, وما كان مستورا في جسد المراة بالامس، بات اليوم مكشوفا دون تحفظ.

وسط هذا الاعصار الجمالي، الذي يحاصرنا ويضربنا اينما ولينا الاعين، تستحيل مهمة الزوجة في ارضاء زوجها واشباعه والحفاظ عليه، ليظل اسير عش الزوجية اصعب من اي وقت مضى.

فكيف للرجل أن يقاوم؟ وكيف تستطيع المراة ان تصد هجوم المغريات العنيفة عن زوجها؟

بالم ومرارة شديدتين تقول نوال متزوجة من اربعة اعوام:

"لم اكن ادري ان قصة الحب التي عشناها، زوجي وانا وتوجناها بالزواج ستنتهي الى هذه الحالة المزرية، ولم يدر في خلدي ان جهاز الكمبيوتر الذي دخل بيتنا سيكون وبالا عليً.

كانت نوال قد لاحظت ان زوجها يكاد لا يفارق الكمبيوتر، اذ يجلس امام شاشته ساعات طويلة الى ان اصبح مدمن انترنت، وفي لحظة فضول تملكتها لمعرفة ماذا يجذبه الى ذلك الجهاز حصلت على كلمة السر الخاصة به ودخلت ايميله وكانت المفاجأة, تقول نوال: " وجدت عشرات الرسائل الغرامية والصور وغيرها التي يتبادلها زوجي مع فتيات من مختلف انحاء الوطن العربي, وعندما صارحته بالأمر لم ينكر، وقال في موقف المعترف طالبا الصفح انه لم يستطع ان يصمد امام غنج وثقافة وجمال هؤلاء الفتيات".

ترى نوال ان وسائل الاتصال احدى افات العصر فهي وان سهلت الكثير من امور حياتنا وقربت البعيد الا انها اسهمت بشكل او باخر في خراب البيوت فمع هذا المسمى الانترنت تشعرين بان العدو معك في البيت وانك في قلق دائم من ان يحدث لك كما حدث معي, لقد تزعزعت ثقتي بزوجي تماما واصبحت في خوف دائم من ( فتيات الانترنت).

حصار الجمال

أما أبو محمد فيلقي باللوم على زوجته التي اسهمت كما يقول وبصورة كبيرة في تفلته من البيت ووصوله الى ما هو عليه اليوم من حال لا تسر: " اعيش بين مطرقة علاقات غير مستقرة وسندان تعذيب الضمير والسبب يعود الى زوجتي التي اهملتني ولم تهتم الا بمطبخها وعيالها".

ويعود الى الوراء ليحكي قصته:" منذ بواكير صباي وجدتني ضعيفا امام النساء لكنني حصنت نفسي باسوار من القيم والمبادىء اسهمت فيها إلى حد كبير تربيتي الملتزمة ولم أقع في الحرام ابدا لكنني قررت ان اتزوج بامراة جميلة اشبع من خلالها كل رغباتي, وبالفعل وقعت على ضالتي متعلمة ورائعة, ظننت بعدها انني ملكت الكون بما فيه, عشت معها في البداية اجمل ايام حياتي لكن بعد الطفل الاول تبدلت الاحوال تماما".

يضيف أبو محمد:" رفيقة الدرب بعدما كانت غزالا اصبحت تشبه البالون ولا يمر عليها شهر الا ويئن الميزان بكيلوغرام زيادة في وزنها, أهملت مظهرها وثقافتها واصبحت تنظر الى العالم من ثقب مطبخها, والادهى في الامر انها كانت عندما تراني اقلب القنوات واتملى في فتيات " الفيديو كليب" واعلق على رشاقتهن تقول بغيظ: لقد كنت أجمل منهن، وعندما اسالها: لماذا لا تعودين كما كنت؟ تنظر إليً باستنكار كأنها تؤكد لي رغبتها المستمرة في العيش على الذكريات:" ومن اين يتوافر لي الزمن مع العيال".

وعن حالته اليوم يقر أبو محمد بضعفه قائلا: من الذي يستطيع أن يصمد أمام كل هذه الموجة من الجمال؟في كل ساعات اليوم تجد نفسك محاصرا بفتيات جميلات في الشارع, في المكتب, حتى في البيت من خلال التلفزيون حيث تطل عليك وجوه تجعل المقارنة بينها وبين زوجتي ليست في مصلحتها اطلاقا.

ماذا نفعل

تشكو رانية ربة بيت متزوجة منذ اربعة عشر عاما الواقع الحالي بالقول:" لقد ضعفت التربية في البيت وما عاد الاباء يسالون بناتهم اين يذهبن وماذا يلبسن؟وهذا الشىء جعل الكثيرات منهن يجرين وراء الموضة ويلبسن ما هب ودب, وباتت في راس الكثيرات منهن خطط لخطف الازواج واصبحن في منافسة معهن وذلك بسبب عزوف كثير من الرجال العزاب عن الزواج وبصراحة لم نعد نضمن ان يقاوم ازواجنا هذا المد الكبير من الإغراءات, وأجدني دائما في قلق من ان يخرج زوجي من بيتي ولا يعود على الرغم من اخلاصه لي".

تعترف رانية أنها أصبحت تحب الخروج من البيت مع زوجها لانها تجد نفسها دائما مضطرة الى ان تلاحق نظراته المتسربة هنا وهناك وهذا الشعور يقلقها ويعكر صفو حياتها.

أما سحر فتقول: انظروا إليً ماذا ينقصني؟ انا جميلة ومتعلمة وبنت عائلة وعلى الرغم من ذلك فقد تزوج زوجي عليً بحجة أنني غير مواكبة لعصري, أما العروس فكانت السكرتيرة, تلك الصبية الوقحة التي كانت " تتنطط" امامه يوميا بثيابها الملتصقة بجسدها وشعرها الذي تصبغه كل شهر وعدساتها الملونة التي تغيرها مع فساتينها.

وتمضي: يشهد الله ان زوجي كان ملتزما ولم يكن من النوع الذي "يبصبص" هنا وهناك ولم يدر في خلدي ابدا بانه سيتنازل عني وعن بيته بهذه السهولة لكن الافعى حاصرته حتى استجاب لها وتزوجها.

تسال سحر: ماذا نفعل لأزواجنا في هذا الزمن الصعب كي نحتفظ بهم؟ هل نحبسهم في البيوت؟ ام نلبسهم نظارات سوداء؟ بصراحة لم اقصر مع زوجي لكن يبدوا ان هناك طرقا جديدة لا اعرفها للاحتفاظ بالازواج هذه الايام غير اعتناء المراة بزوجها وبيتها, هل يا ترى علينا ان " نتشخلع" ونحذو حذو نساء هذه الايام ليرضى ازواجنا؟ ام ماذا نفعل؟.

الحب سلاحا

تجيب نوال متزوجة منذ عامين عن تساؤل سحر بصورة غير مباشرة مؤكدة ان الحب هو السلاح الوحيد الذي يمكن ان يكون الحامي للمؤسسة الزوجية في ظل كل هذه الاغراءات التي تحاصرنا موضحة انه على المرأة أن تغدق على زوجها الحنان وتعامله كطفل من حيث رعايته والاهتمام به حينها لن يستجيب لاي اغراء خارجي, مضيفة ضاحكة: وهل يجرؤ الطفل ان يبحث عن ام غير التي تعتني به وتحبه؟.

منطلقا من رؤية الحب ذاتها يتفق معها زوجها اسامة الذي يؤكد انه يحب نوال ويرى فيها كل نساء العالم بل يراها اجملهن وهذا سبب كاف يجعله غير ابه لكل النساء من حوله مهما كانت درجة حلاوتهن او إغرائهن.. يلفت في هذا الخصوص الى ان افتقار الرجل الى اشياء كثيرة داخل بيته ومن ضمنها العاطفة والحب من اهم الاسباب التي تجعله يتسرب خارجه ويبحث عما يفتقده عند الاخريات.

التزام أخلاقي

كامرأة ترى وداد ان التجديد هو المفتاح السحري لضمان ولاء الزوج في هذه الظروف مبينة: ان اهتمام المرأة بمظهرها وتهيئة اجواء مريحة في البيت من البديهيات التي يجب ان تحافظ عليها ضمانا لسعادة زوجها واستقراره, والتجديد هو الطريق المضمون الذي يجعل الزوج اسيرا لبيته من دون ان يلقي بالا لاي اغراءات تحيط به.

لا يغيب عن وداد ان طبيعة البشر تحب التجديد, والزوج يميل للمعاملة الحسنة والوجه البشوش ولتجد المراة اثر بالغ عليه لان الملل عدو الاستقرار العائلي, وحرص المرأة على التغيير وابتكار أفكار جديدة لبيتها وزينتها وطريقة تعاملها مع زوجها ينعش الحياة الزوجية ويزيد التعلق والتالق ويجعل الطمانينة تسود البيت الزوجي.

بيد ان وداد ترى ايضا انه لا غنى عن الوازع الديني والاخلاقي هنا باعتبارهما اقوى صمام امان للحياة الزوجية ممثلا على تجربتها الزوجية الممتدة على مدى خمسة وعشرين عاما " التزام زوجي الديني وعدم التفاته الى اي اغراءات يشعرانني بكثير من الامان فالدين هو الرادع او العلاج الناجع لامراض هذا العصر".

ومن منظور متغير بعض الشيء ترى ايمان ان مهددات الحياة الزوجية الخارجية موجودة في حياة كل زوجين وبنسب متفاوتة وهي غير مرتبطة بزمان محدد, سواء كانت هذه الأيام مع الانفتاح العصري ام في الزمن الماضي, كما أنها ليست وليدة هذه الظروف مطلقا.

ترفض ايمان ان تمثل دور المراقب لزوجها وتقول: " هل من المعقول ان اظل طوال حياتي الهث وراءه لاعرف اين ينظر او مع من يتحدث؟ لابد للزوج ان يتحلى بدرجة معقولة من الاخلاق والوعي تجعله مسؤولا عن بيته الزوجي ومحافظا عليه وصامدا امام كل المغريات التي يمكن ان تهدده خصوصا اذا كانت الزوجة تقوم بدورها على اكمل وجه ".

وإذا حدث أن انقاد زوجك الى فكرة كهذه فماذا انت فاعلة؟

تجيب ايمان بحزم لن اراقب زوجي واذا انساق وراء هواه فهذا يعني بالتاكيد انه الشريك غير المناسب لي ولن اندم عليه.


مسؤولية الاعلام

يقدم ايمن متزوج منذ نحو ثمانية اعوام رؤيته للموضوع مؤكدا ان القاعدة ان يستقر الرجل ولا يتاثر بكل المغريات والفتن التي تحاصره من كل صوب " هذا الاستقرار غالبا ما يكون الزوج هو المسؤول عنه, ولا أتوقع حتى وان خاب ظن بعضهم في زوجاتهم من حيث ما يمكن ان يوفرنه لهم من سعادة زوجية في ان يفرطوا في الاستقرار الذي يحققه لهم الزواج ".

ويبين في هذا الطرح ان انسياق الرجل وراء اهوائه مهما كانت المغريات يؤدي الى عواقب غير محمودة على افراد الاسرة لاسيما ما يتعلق بالأبناء, وعموما فان نار الزوجة ورضا الضمير افضل بكثير من جنة المغريات وتعذيب الضمير.

أما سامي فيحمل الإعلام مسؤولية حصر صورة المراة في نمط جمالي محدد, لافتا إلى أن ثمة موجة قوية من المواد والبرامج الاعلامية التي تروج لكثير من المفاهيم المغلوطة في ما يتعلق بنمط الحياة والقيم الجمالية المقبولة او المعتمدة, مؤكدا أن الجنس الناعم هو الاكثر تاثرا بهذه الموجة وبالتالي افرز الواقع الحالي فئة عريضة من النساء يتمتعن بالحرية الكاملة في اللباس والخروج مع كسر لكل الموروث والتقاليد فشكلن سلاحا قويا لاغواء الرجل وجعلنه في حالة مقارنة بين خارج البيت وما يراه داخله.

يشير سامي الى ان التيار قوي وجارف, لذا فان امام المراة مسؤولية كبيرة تتمثل في حرصها على ان تسد كل الثغرات في علاقتها مع زوجها اذ تبذل قصارى جهدها لتربطه ببيته وتؤمن له الاستقرار والاكتفاء.

ضاما صوته الى صوت سامي يقول سلامة ان المتابع الان يلاحظ ان هناك مدا واسعا لحركة اجتماعية مختلفة يقودها جيل متلهف لخلق عالمه ومقاييسه الخاصة من ناحية الشكل واللباس والتعامل والعلاقات, وللأسف فان هذا التطور لا تحكمه أية قيود حيث ضعفت القيم والمثل والتقاليد الاجتماعية فاصبح الشارع بصورة عامة غير منضبط, ولان طبيعة الرجل تجعله مفطورا على الفتنة بالمراة " إلا من رحم بي " فان الوضع الراهن يشكل لديه ارضا خصبة لممارسة نزواته واهوائه.

غير ان سلامة يقتنع بان الوضع اليوم فقط هو للرجل الضعيف غير المسؤول اما الانسان الذي لديه مباديء ويتحمل المسؤولية تجاه بيته وزوجته فلا يمكن ابدا ان ينجرف وراء اي إغراء, واستدرك سلامة قائلا "ثمة نوعية من الرجال مهما فعلت له زوجته فانه لن يكتفي لان هذا النوع عينيه فارغة ولا يملاها الا التراب".

إذا المسالة ليست بهذه البساطة فنحن نتكلم عن بنية اجتماعية ذات قدرات جبارة تخللت الان وحكمت الطريقة التي نفكر بها بما في ذلك طريقتنا في السيطرة عليها كما ان الموضوع لا يدخل في باب حماية احد لاحد فالكل واقع تحت تاثير القوى ذاتها بما في ذلك المراة والرجل والاولاد واكثر ما يمكن للمرء ان يفعله هو الاندماج الايجابي مع الواقع المعاش ومحاولة تطويعه مرحليا كي يسهم في تطوير العلاقات الانسانية على نحو مقبل.

إن ما حصل من تغلغل الصور المغرية في الاذهان لا يمكن وقفه, فالمسالة ليست خيارا فرديا او اجتماعيا, بل هي متعلقة بجوهر البنية الاجتماعية والديناميكيات والمصالح التي ترتكز عليها الحياة في المجتمع المعاصر.

وبدلا من أن نحتفظ بمفاهيم ثابتة للبيت والأسرة, لماذا لا نخضع هذه المفاهيم ايضا للتحليل والنقد؟ اننا امام تحولات اخذت قرونا كي تحدث, أفلا يستدعي هذا التحول ان نقف قليلا ونفكر في مسلماتنا؟
هداية نت








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "فنون ومنوعات"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024