ضغط على الخرطوم لتقدم تنازلات للمتمردين رحبت حركة تحرير السودان, ابرز حركتي التمرد في دارفور غرب السودان بالمقترح الاميركي للتوصل الى اتفاق سلام في الاقليم الذي يشهد حربا اهلية, لكنها طالبت بمزيد من التنازلات. وقال المتحدث باسم وفد الحركة في ابوجا سيف الدين هارون مساء أمس الاربعاء ان "مبادرة الحكومة الاميركية خطوة جيدة الى الامام (..) نحن مرتاحون لها (..) لكنها تبقى دون ما نتطلع اليه لانها لا تشكل مطلبنا الاساسي المتعلق بمنطقة دارفور". ويطالب المتمردون بان يشكل دارفور اقليما واحدا يتمتع بحكم ذاتي في اطار فدرالي بدلا من ان يكون مقسما الى ثلاث ولايات كما هي الحال الان. وقال هارون ان "مسالة جعل دارفور اقليما واحدا تشكل مطلبنا الرئيسي, لن نتخلى عن ذلك, هذا محور اهتمامنا". وقدم الوفد الاميركي برئاسة المسؤول الثاني في الخارجية الاميركية روبرت زوليك الى الاطراف تعديلات على اتفاق السلام الذي اعده الاتحاد الافريقي الذي يرعى المفاوضات منذ سنتين. وصرح ريتشارد ميلز المتحدث باسم زوليك "نحن نحاول وضع ترتيبات ترضي كل الاطراف". وصرح قائلا بعد مغادرة وفده الاجتماع ان "وثيقة الاتحاد الافريقي جيدة, ولكن حركتي (التمرد) لا تقبلان بها, وليس من المعقول الضغط على الحركتين كل الوقت لقبولها". واضاف ان الخطة الاميركية ستعدل الافكار الاصلية في مسودة الاتفاق والمتعلقة بتقاسم السلطة والثروة ونزع سلاح المليشيات ودمج المتمردين في الجيش السوداني. وكان وفد الحكومة السودانية لمفاوضات السلام الجارية في ابوجا, قبل بجهود الوسطاء الاميركيين لتعديل الاتفاق المقترح لانهاء الحرب في دارفور وانقاذ محادثات السلام. وكان الوفد المفاوض باسم الحكومة السودانية اكد في السابق قبوله بخطة السلام التي صاغها الاتحاد الافريقي وشدد على انه لن يقدم اية تنازلات اضافية للجماعتين المتمردتين (جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة) في دارفور بعد رفضهما اقتراح السلام. وبعد اجتماعات مع المبعوث الاميركي روبرت زوليك ووزير التنمية الدولية البريطاني هيلاري بين, قال المتحدث باسم الوفد الحكومي "نتوقع ان تثمر هذه المبادرة الجديدة عن امر جيد". وصرح بان الوسطاء الدوليين "يحاولون تضييق الخلافات الحالية بين الحكومة وحركتي (التمرد) خاصة في ما يتعلق بالترتيبات الامنية التي ينص عليها اتفاق الاتحاد الافريقي للسلام". وصرح المتحدث باسم الحكومة عبد الرحمن زوما "ان النقطة الخاصة في ترتيبات الامن هي نزع اسلحة الجنجويد ودمج قوات المتمردين في الجيش الوطني". ورفض زوما مصطلح "تنازلات" الا انه قال انه تجري حاليا مناقشات بخصوص التعديلات على الاتفاق. وكان المتمردون يطالبون بدمج اعداد من قواتهم في الجيش السوداني تزيد عن تلك التي ينص عليها اقتراح السلام. كما سعت حركتا التمرد الى الحصول على ضمانات افضل بشان تفكيك مليشيا الجندويد الموالية للحكومة والمتهمة بشن هجمات ضد المدنيين ومعسكرات اللاجئين خلال النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات. وقد انتهت مهلتان سابقتان للتوقيع على اتفاق السلام, الا ان الاتحاد الافريقي يامل في تحقيق ذلك بحلول منتصف ليل غد الخميس. وفي هذه الاثناء, وصل الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي الكونغولي دنيس ساسو نغيسو ورئيس المفوضية الافريقية المالي الفا عمر كوناري الى ابوجا لدعم جهود الوسطاء. وسيشارك المسؤولان في المفاوضات حول دارفور, كما يشاركان في 4 مايو/ايار في ابوجا في قمة لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي لمكافحة الايدز والسل والملاريا. نقلاً عن(أ.ف.ب) |
| إقرأ في المؤتمر نت |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2003-2024 