الحاخامات يشرعون ذبح الجواميس أخيرا وتقرر منح شهادة للجزارين في إسرائيل تسمح لهم بذبح الجواميس باعتبار أن لحمها حلالا زلالا وبالمصطلح الديني اليهودي (كاشير). وأثارت هذه الفتوى جدالا في إسرائيل حول سبب السماح بأكل لحم الجواميس ولماذا كان محرما أصلا؟، وهو الجدال الذي يشير إلى التعقيدات التي تكتنف القضايا الحياتية في الدولة العبرية من منظور الحلال والحرام وفقا للشريعة اليهودية. وجاءت فتوى عمار بناءا على طلب تقدم به باحثان من جامعة بار ايلان ذات الطابع الديني المتطرف، امضيا عامين لإثبات أن لحم الجواميس حلالا وفقا للشريعة اليهودية. وتعيش الجواميس في إسرائيل بالقرب من الأنهر والمستنقعات وجداول الأنهر، خصوصا على ساحل بحيرة طبريا ومحمية الحولة الطبيعية، والتي كانت بحيرة، وأقدمت إسرائيل على تجفيفها. وبذل الباحثان جهدا كبيرا وعادا لعشرات المراجع واجروا عشرات المقابلات، ليشيروا استنادا إلى معطيات لحكومة الانتداب البريطاني على فلسطين قبل قيام إسرائيل، إلى انه وجد نحو 5 الاف راس جاموس في البلاد عاشت حرة طليقة في البراري دون أن يقلقها أحد، واثبتوا من خلال لقاءات مع جزارين يهود في القدس وبني براك وبتاح تكفا والجليل وغيرها بأنه تم استهلاك لحوم الجواميس في الماضي من قبل يهود، وهذا أحد الشروط لكي يكون استهلاكها من قبل اليهود الحاليين حلالا، بالإضافة إلى ضرورة مطابقة مواصفتها للشروط الواردة في التوراة ومن بينها أن لا يكون للجاموس أسنانا أو ثقوبا في فمه، وهو ما تأكد منه عمار قبل رده على طلب الباحثين الإسرائيليين بإدخال يده في فم أحد الجواميس وتحسسه من الداخل. وزار عمار مع الباحثين وممثلي وزارة الزراعة الإسرائيلية محمية الحولة الطبيعية، وشاهد رؤوس الجواميس في المنطقة، وتأكد من مطابقة مواصفاتها للشروط في التوراة خاصة فيما يتعلق بالأسنان والحوافر. وفي حين أن فتوى عمار حملت بشرى سيئة للجواميس، إلا أن الجزارين استقبلوها بحفاوة بالغة، وكذلك مصانع الألبان والجبن والحليب، التي تخطط لانتاج هذه الأنواع من الجاموس، والتي منذ الان تقول بأنها ستكون من أجود أنواع الألبان ومشتقاتها. وخلال الجدال حول لحوم الجواميس، اكتشف بعض التجار، بان لحوم الجواميس تحظى بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، وكذلك حليبه الذي له خصائص طبية كبيرة وفقا لمصادرهم التي يقولون بأنها موثوقة |