الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 06:35 م - آخر تحديث: 06:18 م (18: 03) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
عربي ودولي
بقلم: كيت كوللير -
بديلاً لأفغانستان:ملاذ الإرهاب في الفلبين
فشل الدولة والتمرد المزمن والروابط المنتشرة المتكاثرة بين الارهابيين المحليين والأجانب كان بمثابة المزيج الفتاك، ومع إضافة الجيش العنيد والإدارة العاجزة أصبحت الفلبين الحلقة الضعيفة في الحرب ضد الإرهاب،إن مسألة تواجد المتمردين أو الإرهابيين في الدول غير المحاربة أو المعادية تشكل واحدة من أكثر القضايا صعوبة وقابلية للتفجر في ساحة العلاقات الدولية. وكانت هذه إحدى الحقائق الثابتة في حرب فيتنام، وهي التي أدت إلى دمار لبنان، وما زال نفس الوضع يقض مضجع التحالف في العراق. ويصدق نفس القول على الحرب الدائرة الآن ضد الإرهاب في جنوب شرق آسيا.
كانت فيتنام تختلف عن كوريا أو منطقة شبه جزيرة الملايا، حيث كانت الغلبة لعمليات الاحتواء ومكافحة التمرد، وذلك لأن المجتمعات هناك تمكنت من مناورة القوات المتحالفة في جنوب فيتنام عن طريق إنشاء منطقة »محايدة« في كمبوديا ولاوس. وكما حدث نتيجة لتواجد منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان حتى عام 1982، فقد أدت هذه الاستراتيجية إلى إقحام الدول المضيفة سيئة الطالع في حروب أهلية، وترتب على ذلك عمليات غزو من قِبَل قوى دولية أكبر، الأمر الذي أدى بدوره إلى التحريض على قيام المزيد من الحركات المتطرفة مثل الخمير الحمر، وحزب الله، والجهاد الإسلامي.
ومثلها كمثل كل الدول المضيفة سابقاً، فإن الفلبين دولة ضعيفة تسالم جيرانها والغرب. ولكن منذ عام 1994 تحولت جزرها الجنوبية التي تسودها الفوضى ولا يحكمها القانون إلى بديل لأفغانستان باعتبارها ملاذاً للجهاديين من جنوب شرق آسيا والأرض الأساسية لتدريبهم. وأغلب هؤلاء من الإندونيسيين المنتمين إلى الجماعة الإسلامية، والطوائف الأخرى التابعة لدار الإسلام.
ولقد أصبح خريجو معسكرات التدريب الإرهابية في مينداناو، على سبيل المثال، ينافسون الآن في العدد الجيل الأقدم من خريجي جنوب شرق آسيا الأفغان الذين أقاموا الروابط مع تنظيم القاعدة. ولقد شارك قدامى خريجي معسكرات مينداناو في أغلب التفجيرات المرتبطة بالجماعة الإسلامية منذ عام 2000، بما في ذلك الهجوم الذي قتل المئات في بالي في عام 2002. ولسوف تشكل هذه الكتائب الجديدة خطراً داهماً لأعوام عديدة قادمة.
كانت الهجمات الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر 2001، سبباً مباشراً في توجيه اهتمام الولايات المتحدة نحو جنوب الفلبين. فبعد أسابيع فقط من وقوع تلك الأحداث، شرع المسؤولون عن التخطيط في البنتاجون في مناقشة عودة القوات الأمريكية إلى مينداناو للمرة الأولى منذ نهاية عصر الاستعمار. والحقيقة أن مينداناو كانت تشكل الجبهة الثانية في الحرب ضد الإرهاب إلى أن أصبحت العراق تهيمن على إدراك الولايات المتحدة لمفهوم التهديد. وعلى نحو مماثل، أعلن رئيس وزراء أستراليا جون هاورد عن تفكيره في شن هجمات عسكرية وقائية على مكامن الإرهاب في المنطقة.
إن مينداناو ليست كمبوديا أو لبنان، لكن المأزق الأساسي هو ذاته لم يتغير. كيف نستطيع أن نفصل بين الطفيلي الإرهابي وبين المضيف غير الراغب في استضافة ذلك الطفيلي، دون أن نستخدم العنف القاتل ضد المريض ذاته؟
يتسم التشخيص في الفلبين بقدر كبير من التعقيد، وذلك لأن الإرهابيين نجحوا في زرع أنفسهم داخل تمرد إسلامي متقلب ولا نزاع بينه وبين الغرب. وتعد جبهة مورو للتحرير الإسلامي(MILF) الحركة الانفصالية الأكثر قوة في جنوب شرق آسيا. فهي تتمتع بتأييد شعبي كبير، وتعبر عن مظالم حقيقية، فضلاً عن محادثات السلام الجارية بينها وبين الحكومة الآن. لكن جبهة مورو للتحرير الإسلامي، مثلها في ذلك مثل الفلسطينيين، مبتلاة بتعدد الفصائل، ولا يستطيع قادة تلك الفصائل، أو لا يرغبون في صد الإرهابيين عن المناطق التي يسيطرون عليها.
وهذا يعكس في جزء منه مراوغة سياسية من جانب جبهة مورو للتحرير الإسلامي في مواجهة عجز مانيلا عن تقديم تنازلات ذات قيمة. فقد أصبحت حكومة الرئيسة جلوريا أرويو الآن في وضع لا تحسد عليه، بعد إعلان حالة الطوارئ في شهر فبراير في أعقاب محاولة انقلاب فاشلة وأشهر طويلة من عدم الاستقرار نتيجة لاتهام الحكومة بتزوير انتخابات عام 2004 . كما تضمنت المزاعم اتهام القوات المسلحة بالتلاعب بالأصوات في مينداناو الأمر الذي سلط الضوء على فشل الدولة في الجنوب، والجيش المنغمس في السياسة، والشلل الذي تعاني منه الحكومة في العاصمة، وكيف أدت هذه التركيبة إلى انزلاق الجميع إلى مستنقع عميق.
إن فشل الدولة في جنوب الفلبين يعرض المنطقة بأكملها للخطر. فبعد تحول خشن إلى الديمقراطية، أصبحت الدولة القوية تقليدياً في إندونيسيا قادرة على فرض نفسها، وإجبار الجهاديين على الخروج ومطاردتهم عبر حدود مينداناو التي يسهل اختراقها. وعلى الرغم من المخاوف بشأن النزاع في جنوب تايلاند، إلا أننا لن نجد هناك مناطق انفصالية خارجة عن سيطرة الحكومة، ولن نجد ما يشير إلى تورط عناصر إرهابية أجنبية هناك.
ففي الفلبين فقط كان فشل الدولة، والتمرد المزمن، والروابط المنتشرة المتكاثرة بين الإرهابيين المحليين والأجانب بمثابة المزيج الفتاك. ومع إضافة الجيش العنيد والإدارة العاجزة إلى هذا المزيج، أصبحت الدولة تشكل الحلقة الأكثر ضعفاً في الحرب ضد الإرهاب في جنوب شرق آسيا.
ما الحل إذاً؟ تعمل القوات الأمريكية الآن على سبر ملاجئ الإرهابيين متخفية وراء قناع المناورات التدريبية، وهي تؤيد شن غارات جوية مركزة على تلك المواقع. ولكن يتعين على القوات الأمريكية ألا تفرط في التدخل خشية انجرافها إلى حرب خاطفة، الأمر الذي سيحفز إقامة تحالفات جديدة بين المقاتلين المحليين والأجانب. فجميعنا نذكر كيف فشل التوجه العسكري التقليدي في كمبوديا ولبنان. ولابد وأن يكون الفشل مصير مثل هذا التوجه في مينداناو أيضاً.
بدلاً من ذلك، لابد من شن غارات عسكرية جراحية دقيقة بناءً على جهود استخباراتية موسعة، وذلك من أجل تكميل عملية السلام، وطرد المتطرفين بعيداً عن التيار الأساسي لجبهة مورو للتحرير الإسلامي. على الرغم من حداثة مجموعة العمل المشتركة الخاصة التي أسسها مفاوضو الحكومة وجبهة مورو للتحرير الإسلامي لتسهيل التعاون ضد »العناصر المارقة«، إلا أنها لابد وأن تكون من الآليات الحاسمة في هذه الحملة داخل الأراضي الواقعة تحت سيطرة جبهة مورو للتحرير الإسلامي. ولابد من توسيع نطاق صلاحيات هذه المجموعة وتوفير الموارد لها بهدف السماح لها بمعالجة قضية الإرهاب بنجاح.
وفي مقابل التعاون من جانب جبهة مورو للتحرير الإسلامي، يتعين على الولايات المتحدة، وأستراليا، والدول الأخرى المعنية بالأمر أن تحرص على تحريك الركود السياسي ودعم قدرات الحكومة في سبيل التوصل إلى اتفاق سلام دائم في مينداناو. فضلاً عن ذلك فإن المساعدات العاجلة المستدامة سوف تكون من بين المقومات التي لا غنى عنها لترسيخ السلام بعد إنهاء النزاع.
لكن الإصلاحات الخاصة بالأمن لا تقل أهمية. فلابد من تجهيز القوات المسلحة الفلبينية على نحو أفضل لتمكينها من إغلاق أي ملاذ باقٍ للإرهابيين وإبقائه مغلقاً. لكن هذه المهمة سوف تظل بلا جدوى ما لم يتم ترسيخ التقاليد المهنية للقوات المسلحة وتحييدها عن السياسة من خلال إعادة توجيهها نحو الدفاع الخارجي، وتأمين الحدود، والعمليات الخاصة. آنذاك فقط سوف تفقد القوات المسلحة اهتمامها الراسخ بتمرد لا نهاية له.
مستشار للمجموعة الدولية للأزمات
ترجمة: هند علي
الراية








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "عربي ودولي"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024