قتال ضار في شوارع مقديشو تجدد القتال الضاري بين قوات الحكومة الإنتقالية والمليشيات المتشددة في الصومال مساء الجمعة وتواصلت الاشتباكات الدموية في شوارع العاصمة مقديشو حتى فجر السبت مخلفة المزيد من الضحايا. وقال شهود عيان إن سبعة أشخاص، على الأقل، لقوا مصرعهم، لترتفع بذلك المحصلة التي فاقت 130 قتيلاً خلال الأيام القليلة الماضية، غالبيتهم من المدنيين، بالإضافة إلى مئات الجرحى. وشهدت ضاحية "سي سي" السكنية شمالي العاصمة مقديشو، أعنف تلك الاشتباكات التي استخدمت فيها المدفعية وقذائف الهاون. وفيما تكونت قوات الحكومة الإنتقالية في الصومال من مقاتلي تحالف أمراء الحرب، يعمل المقاتلون الإسلاميون تحت لواء قيادات دينية متشددة تُعرف بـ"إتحاد المحكمة الإسلامية،" تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في العاصمة. ويتصاعد قلق المجتمع الدولي على الدولة التي تقع شرقي القارة الإفريقية إثر تقارير تشير لتزايد وجود تنظيم القاعدة هناك، نظراً للفوضى السائدة لعدم وجود حكومة مركزية منذ الإطاحة بنظام الرئيس الراحل سياد بري عام 1991. ويحفز القتال الجاري التحالف المدعو بـ"التحالف المناوئ للإرهاب" ضد المقاتلين الإسلاميين بدعوى ائتلاف الأخير مع القاعدة. ويتهم المقاتلون الإسلاميون الولايات المتحدة بتمويل أمراء الحرب. وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أن واشنطن تدعم الجهود المناوئة للإرهاب التي تقودها الصومال. وعلى صعيد مواز، قالت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية، غينداي فريزر، إن واشنطن ستعمل مع أي جماعة في الصومال تلتزم بالقضاء على تنظيم القاعدة ولكنها أوضحت أنها لا تعرف ما إذا كان تحالف أمراء الحرب يحصل على دعم أمريكي. وقالت فريزر إن سياسة حكومتها هي دعم كل الجماعات التي تريد الحيلولة دون أن يصبح الصومال ملاذا للقاعدة، نقلاً عن رويترز. وفي رد على سؤال بشأن إذا ما كانت واشنطن تمول أو تتعاون مع هذه الجماعة التي كانت طرفا أساسيا في المعارك التي وقعت في مقديشو الأسبوع الماضي، قالت فريزر انه ليس لديها فكرة عن ذلك. ولكنها قالت إن "سياستنا واضحة جداً. سنعمل مع تلك العناصر التي ستساعدنا على القضاء على القاعدة ومنع تحول الصومال إلى ملاذ امن للإرهابيين ونحن نفعل ذلك لمصلحة حماية أمريكا." وأضافت أن التركيز الأساسي لوزارة الخارجية الأمريكية هو التعاون مع الرئيس الصومالي المؤقت ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان ومحاولة تشكيل حكومة وحدة. وتعتبر واشنطن الصومال حيث لا توجد حكومة مركزية فعالة منذ فترة طويلة ملاذا للإرهابيين. (CNN) |