الوفد البرلماني الألماني : القوانين اليمنية متطورة ومتحررة

الأحد, 11-يونيو-2006

المؤتمر نت - عارف أبوحاتم -
الوفد البرلماني الألماني : القوانين اليمنية متطورة ومتحررة
أكد رئيس الوفد البرلماني الألماني الذي يزور اليمن حالياً أن لا توجد لزيارتهم لليمن أي ارتباط بمسألة الانتخابات الرئاسية القادمة. وقال ( لم نأتِ لمتابعة الانتخابات أو التحضير لمراقبتها وزيارتنا لليمن لا تمت بصلة لذلك ، وأريد أن أؤكد لكم بأننا جميعا أعضاء ( البوندستاج) الموجودين معاكم يجمعنا قاسم واحد هو الانتماء لجمعية الصداقة العربية الألمانية وجئنا لنرى بأنفسنا المشاريع التي كنا بصدد دعمها في الفترة الماضية). مضيفاً (وكانت نتائج التعاون مع اليمن جيدة ونحن راضون عنها).
وقال إن الأحكام السائدة ي اليمن متطورة ومتحررة أكثر من أي بلد عربي آخر ، ونأمل أن يتم تطبيقها بصورة أكثر فاعلية ، لا أن تظل حبراً على الورق.
ودعا رئيس وفد (البوندستاج) إلى إيجاد نظام قضائي فعال ونزيه .وقال: من وجهة نظرنا نقول يجب أن يكون في المستقبل القريب نظام قضائي فعال ونزيه لأن هذا في صالح اليمنيين أنفسهم وخاصة فيما يتعلق برغبة اليمن في الحصول على الاستثمارات الأجنبية ، وبالنسبة لمشاكل السلطة مع المعارضة فهذه ليست من مسئوليتنا التعامل معها لأنها تصب في الشئون الداخلية لليمن .
جاء ذلك في لقاء بين أعضاء الوفد البرلماني الألماني ( البوندستاج) وعدد من الصحافيين اليمنيي،ن مساء اليوم، للتعرف على وضع الحريات الصحافية في اليمن ومدى فاعليتها في الوسط السياسي والاجتماعي.
وفي بداية اللقاء الذي حضره السفير الألماني بصنعاء السيد "فرانك ماركوس" سأل أعضاء الوفد عن واقع الصحافة في اليمن، وتحدث عن ذلك الزميل نبيل الصوفي – رئيس تحرير موقع " نيوز يمن" الإخباري. وقال إن هناك نوعان من الصحافة: مستقلة، ومرتبطة سياسياً سواءً للحكومة أو للأحزاب، لكن الصحافة عموماً تنشط في مربع العمل السياسي، وتضعف جداً في الجوانب الاقتصادية، والرياضية، والثقافية. وكان هناك قانون جديد للصحافة لكنه أوقف بسبب عدم تلبيته لطموحات واحتياجات الصحافيين من الحرية.
مضيفاً إن الاستقطابات السياسية تؤثر على العمل الصحفي سواءً كانت من السلطة أو خارجها، وكثير ما تواجه الصحافة نقداً، وكل من يتعرض للنقد يقول: إن الصحافة غير موضوعية وأنها تعمل لجهات أخرى.
وقال الزميل الصوفي لدينا نقابة للصحافيين وهي أقوى مؤسسة مدنية في اليمن خلال السنتين الأخيرتين، إلا أنها تواجه بعراقيل كثيرة،من قبل الدولة التي تتعامل مع النقابة باعتبارها خصم سياسي وليست كيان نقابي.
وتحدث الزميل جمال عامر –رئيس تحرير أسبوعية الوسط – عن ذات الموضوع وقال: بأن هناك هامش حرية بالتأكيد، ولكنه غالباً ما ينتهك بأساليب خارج إطار القانون، فقد كان العام 2005م الأسوأ في تاريخ الصحافة اليمنية، حيث حدث فيه اختطا فات ولم يقدم الجناة للمحاكمة، كما حدث لي من اختطاف من قبل أشخاص يستقلون سيارة تابعة للجيش،تم معرفة رقمها وتقديمه للجهات المسئولة لكن لم يحدث جديد، متابعاً: وعند السفر يتم التضييق على الصحافيين بإجراءات لا يتم تطبيقها على بقية المسافرين، وكنا نتمنى أن تعالج هذه الاختلالات في القانون الجديد للصحافة، إلا أنه سيئ جداً، ويضيق أكثر على الصحافيين وهم الآن يناضلون لاستعادة حريتهم، بمعنى أن الصحافيين يعملون في بيئة غير آمنة.
الزميل عارف أبو حاتم من المؤتمر نت قال إن القانون الجديد الذي تحدث عنه الزملاء لا يزال مشروعاً ولم يقدم إلى البرلمان بعد، ونتمنى أن يقدم بصيغة قانونية تحفظ للصحافة والصحافيين حقوقهم.
مضيفاً: بالنسبة لما حدث للزميل جمال من اختطاف ومعرفة رقم السيارة التابعة للجيش، فقد أكد المسئولون في الجيش بأن الرقم المقدم هو عهدة في مستودع القوات المسلحة،مما يفتح الباب لاحتمالية بأن تكون الحادثة ملفقة أصلا، وفيما يتعلق من مضايقة يتعرض لها الصحافيين في المطارات فقد قالت وزارة الداخلية بأن ما يتعرض له الصحافيين هي إجراءات روتينية تحدث مع كل المسافرين، بحسب تأكيدات الداخلية .
وهنا تحدث الزميل جمال عامر ( مقاطعاً) الزميل عارف يعمل في صحافة الحزب الحاكم،فلذا من الطبيعي أن يحصل تداخل بين عمله الصحافي وعمله الأمني، ويتحول إلى ناطق باسم الأمن.
تم سأل أعضاء ( البوندستاج) عن أهمية العمل الصحفي وتأثيرات النشاط الحزبي على الصحافة، ولماذا تتعرض الصحافة إلى مضايقات منذ عام ، وهل الصحافة التي تعرضت لمضايقات تابعة للمعارضة ، ومدى تأثير الصحافة في اليمن على القراء ،وهل هناك ردود أفعال منهم على ما ينشر في الصحافة،وهل تصل الصحف إلى المناطق والقرى النائية،ومن يمتلك الصحافة المستقلة في اليمن ومن هم ناشروها ؟ .
وكان أول المتحدثين عن هذه الأسئلة مندوب "المؤتمرنت" ،حيث قال أن الصحافة في اليمن تعاني من محدودية التأثير بسبب النسبة المهولة للأمية التي تتعدى الـ(60%)، مما جعلها صحافة نخبة فكل المتعلمين لا يقرؤون الصحف ، ومع ذلك هناك تأثير وتفاعل مع الصحافة بنسبة محدودة ، أما بالنسبة لوصولها إلى المناطق والقرى النائية فالصحافة في اليمن تكاد أن محصورة الانتشار في عواصم المحافظات .
وتحدث رئيس تحرير (الوسط) أن الصحافة تعرضت لانتهاكات أشد خلال العامين الماضيين، معللاً ذلك بأن النظام يعتقد أن بعض الصحفيين قد تجاوزوا الخطوط الحمراء،مثل تناول الصحفيين لأحداث صعدة، وانتقاد الرئيس شخصياً ،والحديث عن مسألة التوريث ، وأضاف: الانتهاكات حدثت ضد الصحف المستقلة والمعارضة ، أما الحكومية فكانت بمنأى عن مثل هذه التصرفات ، (و ربما نخشى من نقد رئيس قسم شرطة أو شيخ قبيلة أكثر مما نخشى نقد رئيس الدولة لان هؤلاء يتصرفون خارج إطار القانون) .
الزميل عارف الصرمي من إذاعة صنعاء تحدث عن ملكية الإعلام بشكل عام وقال باستثناء لبنان فإن الإعلام المرئي والمسموع لا يزال الابن المدلل للسلطة .
وقال عبد الملك الفهيدي نائب رئيس تحرير 22مايو أن ما يحدث من انتهاك للصحفيين من قبل الأمن يأتي نتيجة لعدم وجود ثقافة حقوقية وقانونية لدى رجال الأمن فهم يتصرفون دون وعي ثقافي أو عداء مسبق .