الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 06:22 م - آخر تحديث: 04:27 م (27: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
إستطلاعات وتقارير
المؤتمر نت -

حسن المصطفى -
رغم الوجع (الحمرا) فاتنة
شارع الحمرا، المكان الأكثر شهرة وجاذبية في بيروت، التاريخ العتيق، والناس المتوزعة هنا وهناك، حيث تشعر أنك في قلب لبنان. المحلات، المقاهي، الشُرف التي تطلب من الأعالي، والزهور التي تزدان بها شبابيك المنازل العتيقة. العلب الليلة المتناثرة، وأيام الستين والسبعين، ومثقفون يتجادلون وأفكار يجاهر بها معتنقوها، وسياح غادروا على أمل معانقتها قريبا. تتذكر خالد الهبر وهو يغني "خذني معك وديني ع شارع الحمرا، خذني معك تحلى لي بالحمرا السكرة. اشرب كاس المحبة، شي قهوة ع الرصيف..". تغني معه وقلبك في نشوته يطوف بين "الزواريب" يبحث عن ذكرياته المتناثرة، عن أيام خلت كنت فيها مأنوسا بالمكان الأثير.

عدوان إسرائيل على لبنان، والتدمير المستمر للإنسان والحجر، لم يسلب كل ذلك الحمرا فتنتها وأنوثتها. لم تزل مشرقة، بضة، متمسكة بالحياة والضجيج الصباحي، وإن استبدلت بعض عاداتها، وأصبحت تغفو مبكرا، خوفا من زوار الليل.
في بدايات الحرب، وتحديدا بعد أن قُصفت منارة بيروت، انكفأ الناس عن النزول لشارع الحمرا، وتراجعت حيويته بضعة أيام، عدا عن سكانه الأصليين وبضع مهاجرين أتوا من قرى الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية. إلا أن هذا الانكفاء ما لبث إلا وزال، وعاد الناس لسابق عهدهم. صحيح أنك لن تجد سياحا أجانب، ولن يصطدم بصرك بالسحنة الخليجية السمراء، ولن تتطاير أمامك العباءات السوداء بالقرب من مكتبة "أنطوان" ومطعم "بربر"، إلا أنك ستشاهد سياحا من نوع آخر توزعوا بين صحافيين أجانب أتوا لتغطية الحدث، أو مهجرين ونازحين جنوبيين هربوا بحثا عن مأوى، واتخذوا من فنادق المنطقة سكنا مؤقتا لهم، أو متطوعين من مؤسسات المجتمع المدني ينشطون في مساعدة النازحين، وتوفير العلاج والغذاء الضروري لمن لا يملكه منهم.
زحمة السير، و"عجقة" السيارات، الطوابير الممتدة، أبواق السيارات، السرفيسات، وشتائم "شوفير" التاكسي الصباحية، كلها لم تزل هناك ولم يتغير مشهدها اليومي.


الأرصفة لم تغادرها الأقدام، والناس تراها تذهب وتجيء منذ الصباح الباكر. إرادة الحياة، والعيش بشكل طبيعي، لم يشأ لها اللبنانيون أن تذهب. هم متمسكون بها رغم قناعتهم بأن إسرائيل تريد سلبها منهم.
بعض المحلات التجارية آثرت أن تغلق أبوابها لاعتمادها المباشر على السياح الأجانب وميسوري الحال من اللبنانيين، فيما غالبية الأماكن فضلت أن تفتح أبوابها، في إيحاء منها أنها لا تزال تتنفس ولم تمت.

وأنت هنا، لا تشعر بأن حربا شرسة تدور في الجنوب، وأن قنابل قاتلة تمطر سماء البقاع وبعلبك. أصوات متقطعة لقذائف تطلقها البوارج الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، تسمعها بين حين وآخر، وأن ترتشف فنجان قهوتك، إلا أن اعتيادك عليها، وثقتك المفرطة في أنك لست هدفها، تجعلك مطمئنا، ولا تدير بالا لها.
المحلات التجارية تفتح أبوابها بشكل متفاوت. البعض يفضل أن يذهب باكرا لمنزله، فيغلق عند الثانية ظهرا، وآخرون عند الرابعة أو السادسة، والأقل عند الثامنة، والقليل القليل من مطاعم وبقالات وحانات تظل مستيقظة حتى ساعة متأخرة من الليل.

تلك هي الحمرا، رئة بيروت التي منها تتنفس، وفاتنتها المزدانة صبرا وإصرارا على البقاء، لم ولن يغادرها محبوها، لأنه، وببساطة شديدة، لا قدرة للعاشق على فراق معشوقته.

إيلاف








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "إستطلاعات وتقارير"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024