المتكلم المجنون والمستمع العاقل

الأربعاء, 06-سبتمبر-2006

أوس الإرياني -
المتكلم المجنون والمستمع العاقل
كلفني الأستاذ/ عبدالله الحضرمي أن أكتب رداً فنياً على الموضوع الذي نشرته الوحدوي نت حول (تزوير المؤتمر نت لنتائج استطلاع مرشحي الرئاسة)، إلا أنني بعد شكري له على ثقته بي، فقد استأذنته أن يكون ردي في جانبين، جانب فني بحت كما طلب مني، وجانب أعبر فيه عن مشاعري الشخصية.

أما الجانب الفني، فسأورده هنا في نقاط، وأرجو من كل من يناقش هذا الموضوع أو يرد عليه، أن يكلمني بلغة المنطق والعلم، لا علو الصوت و(الشولحة).

1- على الرغم من أن الجانب المهني ليس من اختصاصي، إلا أن من المستفز –ولا يحتاج الأمر لصحفي متخصص- أن يبدأ كاتب الخبر بالقول: (قام موقع الحزب الحاكم "المؤتمر نت "بتزوير استبيان للرأي أجراه حول اختيار زوار الموقع مرشحهم للرئاسة من بين المرشحين الخمسة)، فقد كان المحرر المدعي والقاضي بل والجلاد، ولو كان الأمر بيدي لاكتفيت بهذا ولم أورد باقي الجوانب الفنية، عملاً بقول المتنبي: ومن البلية عذل من لا يرعوي عن جهله، وخطاب من لا يفهم. إلا أنني سأواصل السرد ما دمت التزمت بذلك.

2- حسب زعم الموقع فإن التصويت بدأ (نزيهاً) بدلالة تفوق بن شملان وقد بلغ عدد المصوتين له –حسب الموقع- 343 شخصاً، ثم (تنبه) القائمون على الموقع فـ(حرفوا) النتيجة بأن جعلوا عدد المصوتين للرئيس صالح أكثر من 29000 صوتاً، هذا ما ذكره موقع الوحدوي نت، ولا أعلم إن كانوا فعلاً مقتنعين بما ذكروه أم أنها مجرد (فرقعة إعلامية) ولو على حساب (المهنة)، لأن في كلامهم 3 ثغرات رئيسية:
أولاً: لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتماد نتيجة تصويت ما زال في بدايته، فعلى سبيل المثال، لو نشر موقع الوحدوي نت تصويتاً مشابهاً، فقمت وعدداً من أصدقائي بالتصويت 10 مرات لصالح الرئيس صالح لحظة بدء التصويت، فهل معنى هذا أن الرئيس سيفوز بنسبة 100%!! والعارفون بعلم الإحصاء يدركون أن أي استفتاء أو تصويت يقترب من الكمال كلما زاد حجم العينة.
ثانياً: إذا كان عدد أصوات بن شملان (قبل التزوير) حسب قول الصحيفة 343، فهل يحتاج موقع المؤتمر نت أن (يزج) بـ(29000) صوتاً!!
ثالثاً: تجاهل الموقع المذكور بحسن نية أو بسوء نية، وكلاهما مخزٍ، أن أصوات بن شملان قد ارتفعت إلى 7874 صوتاً، فهل قام المؤتمر نت –بطيبة وحب زائدين- بالتصويت لبن شملان؟؟!!!! وبالإضافة إلى ذلك حصل ياسين عبده سعيد على 8011 صوتاً، والعزب على 934 صوتاً، والمجيدي على 129!! فهل صوت لهم جميعاً المؤتمر نت!!

3- ذكر الموقع أيضاً ما يلي: (والواضح ان شعبية مرشح المشترك المهندس فيصل بن شملان فاقت الجميع وأقتحمت حتى اسوار المؤتمر الشعبي العام وانصاره , كما يرى مراقبون ان هناك تأييد لبن شملان حتى من المؤتمريين انفسهم.) وفي هذا الكلام استخفاف بالقارئ يصل إلى حد (الهبل)، واعذروني على هذا اللفظ إلا أنني لم أجد ما أصف فيه هذا الكلام بما هو أخف وقعاً. فهل زوار (المؤتمر نت) من المؤتمريين فقط، إذن فزوار موقع الوحدوي من الناصريين، وزوار الصحوة نت من الإصلاحيين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

كان هذا ما يخص الجانب الفني، أما الجانب الذي أعبر فيه عن مشاعري الشخصية فاعذروني مسبقاً إن كنت قاسياً فيه قليلاً.
اعتاد النبلاء الفرنسيون إذا اختصم منهم اثنان –خاصة في قضايا الشرف- أن يأتي أحدهم إلى خصمه، ويخلع قفازه من يده ليلطمه به على وجهه، وعلى الخصم في هذه الحال أن يعيش (بلا شرف) بعد هذه الصفعة، أو أن يقبل التحدي ويواجه خصمه في مبارزة قد تؤدي إلى الموت.
ولما كان موقع الوحدوي قد أجرى مسبقاً نفس استطلاع الرأي الذي قام به موقع المؤتمر نت، وكانت نتائجه كما يلي: 1- بن شملان (80.40%) 2- صالح (17.09%) 3- ياسين (1.30%) 4- المجيدي (0.87%) 5- العزب (0.35%)، فإن أحد الموقعين –ولا شك في ذلك- مزور، ملفق، وكذاب أشر.
وحتى لا يكون نقاشنا نقاشاً سفسطائياً فلسفياً لا معنى له، فأنا أخلع قفازي لألطم به وجه الأستاذ/ علي السقاف باعتباره رئيس التحرير وما دام الخبر (خاص) وبدون اسم كاتبه، وعلى الأستاذ علي أن يرد على هذه (اللطمة).
وأما مبارزتنا فلن تكون بالسيف أو المسدس كما كانت عند نبلاء الفرنسيين، فنحن أكثر نبلاً ورقياً، لذلك ستكون مبارزتنا يوم 20 سبتمبر القادم بواسطة صندوق الإقتراع، فإذا فاز بن شملان فأنا مدين باعتذار للموقع أمام الملأ مع الاعتراف بالتزوير، وإذا فاز الرئيس صالح، فهم مدينون بالاعتذار لموقع المؤتمر نت مع الاعتراف بالتزوير، فهل ترتقي الوحدوي ممثلة برئيس تحريرها إلى مستوى التحدي؟ هذا ما أتمنى سماعه منهم في القريب العاجل، وللحديث بقية.