تنامي "الجهاد" عبر الانترنت خارج العاصمة النرويجية اوسلو وفي احد الوديان الصغيرة يقع منزل مثل غيره من المنازل لكن ما يدور داخله شيء اخر. يعمل داخل هذا المنزل احد اهم المجموعات المختصة بدراسة تنامي ظاهرة "الجهاد" عبر فضاء الانترنت او انتشار التطرف الاسلامي بسبب تأثير القاعدة. العاملون هنا ليسوا ضباط استخبارات او جنود بل اكاديميون يتقنون اللغة العربية ويقومون بأبحاث في هذا المجال. ومثل الكثيرين من الذين يقومون بمثل هذا العمل يخفي العاملون هنا اسماءهم الحقيقية ويلجأون الى استخدم اسماء عربية ومواقع انترنت وهمية. ويقول رئيس الفريق وصاحب كتاب حول الارهاب والانترنت "برينيار ليا" ان القاعدة وغيرها من التظيمات المرتبطة بها تستخدم الانترنيت لاهداف مختلفة. التدريب على مقاومة التحقيق يضيف ليا " ان الانترنت يستخدم بشكل اساسي لاغراض الدعاية والحض على الجهاد" من قبل القاعدة وغيرها من التنظيمات المرتبطة بها. واشار ليا الى ان القاعدة "منذ البداية كانت تسخدم الانترنت لهذين الهدفين لكنها لاحقا لجأت الى استخدامه كوسيلة اتصال لارسال رسائل تحض عناصرها على القتال وتعزيز الروح القتالية لديهم وكذلك لنقل الاوامر بين عناصر الخلية الواحدة". ويمكن نقل هذه الرسائل او الاوامر بوسطة رسائل مشفرة لكن القاعدة لا تستخدم الترميز المعقد بل تلجأ الى استخدم رموز بسيطة لا علاقة لها بالارهاب لدى قراءة الرسالة من قبل شخص عادي. وهناك الرسائل الموجهة الى جمهوراعداء القاعدة بهدف بث الرعب والخوف في صفوفهم . وتلجأ القاعدة في هذا الشأن الى انتاج اشرطة دعائية مخيفة مثل تصوير عمليات قطع الرؤوس وغيرها من الافلام الدعائية. وتخوض القاعدة ايضا حرب تدمير المواقع المعادية لها. واخر استخدامات القاعدة للانترنت هي من اجل التدريب حيث تقوم القاعدة عبر الانترنت باعطاء التعليمات الامنية لعناصرها وتدريبهم على كيفية تفادي المراقبة الامنية وانتاج المتفجرات وكيفية اعداد القنابل وزرعها. الترجمة الى العربية يقول المختصون النرويجيون ان القاعدة قد كثفت جهودها العام الماضي بهدف تجنيد عناصر لها من القارة الاوروبية وبريطانيا عن طريق الانترنت. ويقولون اننا بدأنا نشاهد الاشرطة التي تنتجها القاعدة لايمن الظواهري ( نائب ابن لادن) مع ترجمتها الى اللغة الانكليزية. ويقوم عضو القاعدة المولود في ولاية كاليفورنيا الامريكية ادم جادان بمخاطبة الجمهور الغربي باللغة الانكليزية وباللكنة الامريكية بالحديث عما يسميه بنفاق الحضارة الغربية. كما تتم ترجمة بعض الاشرطة الجهادية للقاعدة الى اللغات الاخرى مثل الالمانية والاسبانية والسويدية وغيرها من اللغات الاوروبية بهدف كسب عناصر جديدة الى صفوفها وازعاج اعدائها. وتلجأ القاعدة الى انتاج اشرطة مصورة ذات نوعية عالية لمعاركها سواء في العراق او افغانستان ضد القوات الغربية وغيرها من الاشرطة الخاصة بالتعليمات المعقدة الخاصة بتصنيع القنابل والتعامل مع الاسلحة. ولكن اكبر نجاح حققته القاعدة عبر الانترنيت كان نجاحها في تجنيد العديد من الشبان عبر التواصل معهم بواسطة غرف المحادثة. وكما استفادت القاعدة من العاب الكمبيوتر في بث دعايتها. بطء حكومي يصف توماس هيجهامر من معهد الدفاع في النرويج الكيفية التي يقوم بها انصار القاعدة في دخول منتديات الانترنت لمناقشة الافلام واخر المستجدات في العراق وغيرها من المناطق التي تنشط فيها القاعدة ويحاولون استباق الحكومات دوما. ويصف هيجماير هذه المنتديات بانها تشبه " الساحة العامة في احدى البلدات حيث يلتقي الناس لمناقشة القضايا التي تهمهم وتبادل المعلمومات". واذا دققت باسماء هذه المنتديات لا تلاحظ اي شيء غير عادي بل هي عبارة عن ارقام لانها تغيرعناوينها بشكل دائم لتجنب تعرضها للقرصنة من قبل الجهات الحكومية لذلك نلاحظ ان هذه المواقع تتبدل باستمرار وفي بعض الاحيان يوميا ويمكن معرفة الموقع الجديد بواسطة منتديات اخرى تدور في فلك نفس الجهات. لذلك حينما يتم اغلاق احد المنتديات يمكن معرفة الموقع الجديد للمنتدى عبر موقع منتدى اخر يدور في فلك القاعدة. وقد تجاهلت الحكومات الغربية الامكانات الكبيرة التي يوفرها الانترنت للقاعدة لتجنيد المزيد من العناصر في صفوفها وتعترف الحكومة البريطانية ان اللقاءات المباشرة والانترنت هما الوسيلتان الاساسيتان التين تستخدمهما القاعدة لتجنيد العناصر الجديدة ونشر التطرف. وقد تم بحث هذه القضية بشكل مستعجل اثناء لقاء وزراء داخلية ست دول اوروبية في بريطانيا هذا الاسبوع. وصرح مسؤول في وزارة الداخلية البريطانية بان الوزارة " تنظر الى هذا الامر بجدية كبيرة" واضاف اننا نخوض معركة افكار وقيم. معركة خاسرة لكن احد الصحفيين العرب من الذين يراقبون نشاط المتطرفين عبر الانترنت يقول ان الحكومة البريطانية غير مبالية بالنشاط الدعائي للمتطرفين عبر الانترنيت. ويضيف الصحفي كميل الطويل "ان الحكومة البريطانية تكتفي فقط بمراقبة الانترنيت وشعوري ان البريطانيين يدركون انهم خسروا المعركة ضد القاعدة على ساحة الانترنيت". ويضيف كميل الطويل ان الامريكيين تجاوزوا البريطانيين قليلا في هذا مجال محاربة القاعدة عبر الانترنيت. ويشرح الطويل الطريقة التي يعمل بها الامريكيون قائلا " ان الامريكيين يقومون بدس احد الاشخاص الذي يدعي انه من نشطاء القاعدة بحيث يوقع المتعاطفين مع القاعدة او المتطرفين في الفخ عن طريق تشجيعهم على التعبير عن افكارهم عبر الانترنيت وتعتقلهم السلطات الامريكية ". والامريكيون يسبقون البريطانيين كثيرا في هذا الشأن حسب راي الطويل. لكن المسؤولين البريطانيين ينفون ذلك ويوقولون انهم لا يقفون مكتوفي الايدي ويرفضون التحدث عن كل ما له علاقة بالعمليات الاستخبارية. وقال احد مسؤولي وزراة الداخلية البريطانية "اننا نقوم بعدد من الاعمال بعضها علني وبعضها الاخر سري لكنه يقر بان ليس كل ما يقومون به يعطي النتيجة المرجوة" |
| إقرأ في المؤتمر نت |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2003-2024 