ندوة يمنية خليجية تؤكد أن فاعلية مجلس التعاون بانضمام اليمن اعتبر عدد من السياسيين اليمنيين والخليجيين المشاركين في ملتقى القاهرة الفكري أن اليمن تعد العمق الإستراتيجي لدول الخليج ، وأن انضمامه إلى المنظومة الخليجية صار حتمياً في ظل الإرادة السياسية لدى الطرفين لتحقيق التكامل والاندماج . الدكتور عبد الولي الشميري سفير اليمن لدى القاهرة ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية تحدث عن مقومات التكامل التي تتمتع بها البلدان التي تقطن الجزيرة العربية ، مؤكدا على أن القيادات السياسية في مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي قد أكدت بإصرارها الشديد على أن لا يظل جنوب جزيرتهم العربية معزولا من شمالها وشرقها. وذهب الشميري (في الملتقى الذي نظمته السفارة اليمنية في القاهرة امس تحت شعار ( آفاق التنمية في الجمهورية اليمنية في ضوء نتائج مؤتمر المانحين بلندن)) مؤتمر المانحين الذي عقد في لندن يكذب المقولات التي روج لها بعض السياسيين بأن وضع اليمن من الانضمام الكامل لدول مجلس التعاون الخليجي بات أشبه بوضع تركيا والاتحاد الأوربي الذي يخالطه اليأس ، متناسين وشائج الأصل الواحد واللغة والقربى والقيم والأرومة والثقافة والتاريخ وروابط الجسد الواحد . من جانبه قال سفير قطر محمد أحمد خليفة بأن فكرة مجلس التعاون الخليجي قامت على أساس انه نادى للأغنياء فقط وبأنه مغلق على دول معينة مستدلاً بما قاله" عبد الله بشاره " أول أمين لمجلس التعاون الخليجي ، حيث لم يكن موضوع اليمن مطروحاً حتى عام 1995، لكنه أصبح يتجه نحو التأهيل بعد ذلك وصار البديل . وقال :" المتغيرات و هواجس الأمن جعلنا ندرك أن البعد الإستراتيجي لليمن وأن أمنه يخدم الأمن لدول الخليج ".وأضاف " لذلك استلزم وجودها داخل المجلس لكي تكون حامية لمنطقة الجزيرة العربية ". وأوضح أن اليمن بقيادة الرئيس على عبد الله صالح استطاع أن يبدد هواجس الخوف وأثبت القيادة الحكيمة العكس ، وذلك من خلال حل اليمن لجميع مشاكلها الحدودية مع جيرانها بطرق قانونية وسلمية وكان هذا موقف واضح من اليمن بأنها تسعى إلى العيش في سلام . وقال سفير دولة قطر : من الناحية الاقتصادية اليمن يمتلك طاقة بشرية قادرة على قيادة حركة التنمية في اليمن والخليج ، مطالبا دول الخليج بضرورة الاهتمام باليمن اقتصاديا وتجاريا ، معتبرا قضية تأهيل اليمن ومساعدته ليلحق بالركب الخليجي يعد قضية جوهرية . السياسي حسن مكي أكد أن الإرادة السياسية إذا وجدت تحققت للشعوب ما تصبوا إليه وتتمناه . موضحاً أن اليمن بعد أن حقق وحدته بإرادته وبإرادة قائدها المخلص فخامة الرئيس على عبد الله صالح صار لديه بعداً ورؤية تجاه الاخوة في شبه الجزيرة وضرورة التكامل معهم لخدمة مصالح المنطقة وتلبية لمتغيراتها . وتطرق محسن العينى رئيس الوزراء السابق إلى ما قطعته اليمن منذ قيام الثورة ،حيث يعد إنجازا لم يحققه غيرها في مائة عام أو اكثر ، موضحاً أنه لم يكن متحمسا أبدا لخوض المعركة لانضمام اليمن أو عدم انضمامها لمجلس التعاون ، لأنه يعتبر أن العالم العربي كله وطنا واحدا رغم أنف الحواجز والأسلاك وبرغم المتاعب مؤكدا بأنه كيمنى يعتبر أن الدول العربية جمعاء أمة واحدة والمواطن العربي يعيش هذا برغم القيود . وأوضح العيني بان دول التعاون لم تنتظر انضمام اليمن حتى تقدم المساعدات فدولة مثل الكويت وقفت بجوار اليمن وقدمت لها يد العون لليمن والثورة ، وأيضا وقفت مع الاخوة في الشطر الجنوبي في بداية قيام ثورة 14 أكتوبر برغم نظامهم الماركسي الذي كان منبوذا وقتها . مضيفا بان الإمارات العربية المتحدة وقفت بقيادة المغفور له الشيخ زايد ببناء سد مآرب وأيضا الجزائر ومصر والسعودية. وأشار سفير الكويت أحمد خالد كليب إلى انه عندما زار اليمن خلال الثلاث سنوات الأخيرة وجد تطورا في أشياء كثيرة خصوصا الاستثمار في قطاعات كثيرة . موضحاً أن موقع اليمن الإستراتيجي يعد أحد العوامل الرئيسية للاستثمار، معرباً عن أمله في أن تكون اليمن عضوا فاعلا في مجلس التعاون الخليجي . سفير سلطنة عمان عبد العزيز الهنائي أوضح أن اختلاف أنظمة الحكم في اليمن عن باقي دول مجلس التعاون لا تشكل أدنى مشكلة في سبيل انضمامها إلى المجلس، ودلل على ذلك باختلاف الأنظمة بين شطري اليمن سابقا وبرغم ذلك قامت الوحدة المباركة بقيادة حكيمة من الرئيس على عبد الله صالح . موضحا بان اليمن سوف تكون قوة لمجلس التعاون الخليجي ومؤكدا بان الحل الوحيد للحفاظ على عروبة دول مجلس التعاون هو انضمام اليمن. من جهته أكد سفير الجزائر المناضل الكبير عبد القادر حجار الذي اتفق مع باقي سفراء الدول العربية في أن الإرادة السياسية كان لها الدور الأكبر في انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي ومناشدا رؤساء مجلس التعاون بسرعة انضمام اليمن لان الأمن القومي العربي مرتبط باليمن وليس آمن دول الخليج فقط. وكان الوزير خالد راجح شيخ وزير الصناعة والتجارة اليمني استهل الملتقى باستعراض جوانب من البنية الأساسية في بداية عهد الرئيس على عبد صالح التي كانت قبله تقترب من الصفر . مؤكدا بان الوضع الآن اختلف بسبب اهتمام فخامة الرئيس بالبنية التحتية ليس في عواصم المدن فقط بل في كل ربوع اليمن . مشيراً إلى أن اليمن لديها ثمانية مطارات ومثلها الموانئ و الجامعات ، وتجاوزت الطرق الإسفلتية (12) ألف كيلو متر والمعبدة فوق (20) ألف كيلو متر ، و5 مليون طالب في المدارس . موضحا بان العلاقة بين الموارد والنمو السكاني يتزايد بمعدل 3% سنويا وأن هذه الزيادة تلتهم الموارد والجهود المبذولة من اجل دفع عجلة التنمية . موضحا بان الاخوة في مجلس التعاون الخليجي في مؤتمرهم قبل الأخير تناولوا موضوع التكامل الاقتصادي بين دول المنطقة وذلك في اتصالات مباشرة مع فخامة الأخ الرئيس ، من اجل بناء شراكة تكاملية داخل منطقة شبة الجزيرة العربية ، وان هذه الاتصالات انبتت تشكيل لجنة من وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون الخليجي واليمن تتدارس أشكال التعاون التي تعزز الصلات القديمة. كما أشار إلى أن الهدف من مؤتمر لندن هو تعزيز الجهد الحكومي بجهد الاستثمار ، حيث يمثل منعطفاً سياسيا . وقال وزير الصناعة والتجارة أن اليمن بها موارد كثيرة ولا شك أن مساعدتها سوف تحقق الكثير للتنمية . وأشار إلى أن اليمن تشهد إصلاحات واسعة وتعد حالياً لإصدار قانون جديد للمناقصات والمزايدات تشرف عليه منظمات المجتمع المدني والقضاء وكذلك قانون مكافحة الفساد وقانون للذمة المالية تخدم مسيرة التنمية الشاملة. |
| إقرأ في المؤتمر نت |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2003-2024 