المعارضة اللبنانية تعتزم شل المطار والمرفأ وتعطيل الدوائر قالت المعارضة أنها عازمة على تصعيد مواجهة الحكومة وان هذا التصعيد يتضمن برنامجاً لمواجهة السلطة بدءاً من العمل على شلّ مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت ومرفأ بيروت مضيفة إنه في حال تعنت الحكومة فإنّ المعارضة ستضطرّ إلى الإيعاز إلى الموظفين الرسميين في الدوائر والإدارات والمرافق الحكومية ممن يناصرونها سياسياً إلى مقاطعة أعمالهم والانقطاع عن تأدية أي وظيفة. ونقلت جريدة الوطن السعودية عن مصادر قولها أن المعارضة ستطلب من مؤيديها محاصرة الوزارات التي لم يستقل وزراؤها بعد، بشكل سلمي وحضاري، على أن ينزل مليون مواطن لبناني الشارع من جديد كما حصل في 1 و10 ديسمبر الماضي، والبقاء فيه وافتراشه حتى تتحقق مطالب المعارضة وفي مقدمتها تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات نيابية مبكرة. وفي هذا السياق دعت هيئة مكتب الاتحاد العمالي اللبناني العام المجلس التنفيذي للاتحاد الى عقد اجتماع طارئ اليوم "لإعلان مواعيد التحرك وخطته اعتباراً من مطلع الاسبوع المقبل لمواجهة سياسة التسلط والتفرد، على ان تكون التحركات من تظاهر واعتصام واضراب، سلمية". وفيما اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وجود وجهات نظر مختلفة حول طبيعة التحركات، قال إن حجم هذه التحركات والخطوات وطبيعتها ستتقرر في لقاءات المعارضة في اليومين المقبلين. وشن حزب الله، عبر كتلته النيابية، هجوماً حاداً على الحكومة لاقرارها ورقة باريس 3، وحمّل رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة وفريقه الحاكم وداعميهم الدوليين المسؤولية الكاملة عن زج المؤتمر في الازمة الداخلية بكل ما يترتب على ذلك من جعله مادة للانقسام. ونقلت جريدة النهار اللبنانية عن مصادر في حزب الله قولها ان المعارضة تعتزم فعلاً الانتقال مطلع الاسبوع المقبل الى المرحلة التالية من تحركها التصعيدي لتحقيق مطلبها المشاركة في الحكم. غير انها اكدت ان هذا التحرك سيكون سلمياً وحضارياً انسجاماً مع تعهد المعارضة منذ بداية تحركها الحفاظ على الطابع السلمي للتحركات الشعبية المعارضة. واشارت هذه المصادر الى ان قوى المعارضة كانت تضع في حساباتها منذ البداية ان الدعم الخارجي للحكومة سيمكنها من الصمود، ولكن المعارضة اعدت العدة لاقامة طويلة في ساحتي الاعتصام الحاليتين، وليست هناك معطيات تدل على ان هناك تفكيراً للخروج من هاتين الساحتين. الحكومة ترد على تهديدات المعارضة .. وردت مصادر حكومية على هذه التهديدات بأن المعارضة ولا سيما منها "حزب الله" تزج بمؤتمر باريس 3 في الصراع بقصد اجهاضه. وقالت ان حزب الله حرّك هجوماً معاكساً على الحكومة للقول ان لا اصلاح من دون مشاركة، واضافت ان السؤال الذي يجب ان يوجّه الى الحزب وحلفائه هو: اذا لم تذهب الحكومة الى مؤتمر باريس 3 فما هو البديل؟ ولفتت الى ان المجتمع الدولي يعرض مساعدة لبنان الذي كان متوقعاً ان تبلغ نسبة النمو فيه عام 2006 ستة في المئة فصارت ادنى بخمس نقاط، فهل يطلبون من الحكومة رفض هذه المساعدة؟". واوضحت "ان الحكومة تعمل على اساس اننا واصلون الى الوفاق السياسي ولكن في الانتظار نعالج الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية لئلا نسقط في الانهيار. وفي غضون ذلك استمر النقاش حامياً حول ورقة الحكومة إلى مؤتمر "باريس 3"، بين مؤيد ومعارض. وفي هذا الإطار قال النائب الأسبق الداعية فتحي يكن "إن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة قد فتح على نفسه من خلال البيان الأخير المتعلق بالإصلاحات الاقتصادية ملفا لم نكن نريد فتحه اليوم وقبل أن يصبح للبنان مؤسسات نيابية دستورية ووطنية". ورأى"أن جوهر خلاف المعارضة مع الحكومات المتعاقبة منذ عام 1992، يتعلق بالنهج الاقتصادي المخيف الذي يدفع بلبنان إلى المجهول والذي جعله رهينة لدى البنوك الدولية والقوى التي تقف خلفها، بعدما أغرق بالديون التي تكاد تصل إلى 50 مليار دولار". بري قرر وضع مبادرته في الثلاجة .. في هذه الأثناء أعرب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن استيائه من تصريحات أقطاب الأكثرية واعتبرها تطاولا على دوره شخصياً كرئيس للمجلس النيابي، ويبدو، من خلال أوساطه، أنه قرر عدم التحرك على خط أي مبادرة، حتى أنه قرر وضع مبادرته لقيام حكومة وحةد وطنية التي كان مقرراً أن يطلقها بعد الأعياد، "في الثلاجة"، وإحكام الاغلاق عليها. وفي هذا السياق، حمّل بري، عبر حديث صحافي الفريق الحكومي والأكثرية النيابية مسؤولية تعطيل المبادرات العربية لحل الأزمة الحالية. وأكد أن الأكثرية تعطل المبادرة التي تقوم بها السعودية، وما تعنيه هذه الدولة للبنانيين، لافتاً الى أنها حريصة على جمع شملهم وعدم التفريق في ما بينهم. تاييد دولي لحكومة السنيورة .. في غضون ذلك استمر التأييد الدولي لحكومة فؤاد السنيورة ومؤتمر "باريس ـ3" حيث قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك: "إن مؤتمر باريس حول إعادة بناء لبنان، الذي أصبح ممكناً من خلال جهود اللبنانيين أنفسهم، سيؤمن في 25 كانون الثاني (الحالي) فرصة لترجمة تضامننا إلى أفعال". وقال شيراك في حديث له أمام الدبلوماسيين في باريس "على اللبنانيين، الاقوياء بقيم بلدهم المتعددة والحرية، ان يتحدوا الآن لبناء مستقبلهم الحر من التدخلات الخارجية. وأن يتجمعوا حول حكومة شرعية ويبحثوا عن الحقيقة، خصوصاً من خلال انشاء محكمة ذات طابع دولي. يمكنهم بوحدتهم ان يبنوا بلدهم". واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان وزير الخارجية فيليب دوست بلازي سيتوجه، اليوم، الى السعودية في زيارة تستمر يوماً واحداً يبحث خلالها مع المسؤولين السعوديين في الوضع في الشرق الاوسط لا سيما لبنان. من جهته، دعا الرئيس الأميركي جورج بوش، أمس، إلى الإسراع في إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رفيق الحريري، وأكد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في البيت الأبيض، دعم واشنطن وبرلين لحكومة السنيورة، مضيفاً أنه "من المذهل أنّ نرى الديموقراطيات الفتية تتعرض لهجمات الأصوليين والمتشددين، ولبنان يشكل مثالاً على ذلك". من جهتها، أكدت ميركل التزام "دعم وتدعيم تطوّر لبنان قوي"، مشيرة إلى أنّها ناقشت مع بوش "التدابير التي نعتقد أن هناك حاجة للقيام بها" لذلك. واعتبرت أنّ "سوريا تحتاج إلى دفع» في ما يتعلق بلبنان، مشيرة إلى أنّ دمشق «أضاعت فرصاً للقيام بدور أكثر إيجابية". *محيط |
| إقرأ في المؤتمر نت |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2003-2024 