الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 09:50 ص - آخر تحديث: 01:15 ص (15: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
فنون ومنوعات
المؤتمر نت - .
عبدالغني طليس -
هاني شاكر ينافس الشباب بمنطق المخضرم
قد يكون المغني هاني شاكر أحد أبرز المخضرمين الحقيقيين، أي الذين عاشوا عصرين من عصور الغناء في العالم العربي، بدءاً من النصف الثاني من القرن العشرين حتى مطلع القرن الحادي والعشرين. وكان هاني شاكر، في نوعية صوته ومستوى طبقاته ورفعة الأداء وجماليات الألوان الغنائية، يُعبّر تعبيراً ناصعاً عن الخضرمة. وقد عرف كيف يعبر من جيل الى جيل آخر بلباقة واحتراف ومماشاة لهوى الجمهور ومزاج الأغنية عموماً...

ومع ان بعض المغنين والمغنيات من سنّ هاني شاكر واجهوا صعوبات في التكيّف مع الظروف الإنتاجية والإعلامية والنفسية التي استجدت وفرضت شروطها ومقاييسها على الأغنية والمغنين وشركات الإنتاج، فإن هاني تجاوز تلك الصعوبات ببراعة ليتبوأ موقعاً متقدماً: حافظ على نكهة «القديم» أي الثقيل من الغناء في شكله ومضمونه وألوانه الرومانسية والكلاسيكية، وخاض في النكهة الجديدة المعاصرة ولكن من دون «نزول» الى حيث كان اغراء الجمهور البسيط في تذوقه الفني يقود غالبية أهل الغناء...

وتزامن تشغيل أغنية «من غير ليه» الوهابية بصوت هاني شاكر مثلاً، مع تسجيلات له من نوع آخر مثل أغنية «علِّي الضحكاية علِّي». بين هاتين الأغنيتين مسافة في النوع والكمّ، وفوارق بالغة الوضوح إن لجهة النص او اللحن او الأداء او نوعية الجمهور الذي يفترض ان يتلقى الأغنيتين. هكذا دخل هاني في تحدّيين اثنين: الأول في «من غير ليه» مع صوت عبدالوهاب نفسه لأن تسجيله الاغنية كان في الفترة نفسها التي سجّل فيها عبدالوهاب أغنيته. فلم يخشَ مقارنة قد تحصل، ولم يتوانَ عن «مقارعة» عبدالوهاب لعلمه بأن أسلوب أدائه مختلف عن أسلوب عبدالوهاب، ولعلمه ايضاً بأن احداً لن يصدّق انه يتحدى عبدالوهاب.


والتحدي الثاني كان في «علّي الضحكاية» وهو تحدٍ حقيقي ومجازي مع زملائه او مع الجيل الجديد من المغنين الذي كان بدأ يكوّن مساحة خاصة به في الأغنية التي سميت «شبابية» مع رفض النقد المطلق لمبدأ تصنيف الأغاني وفق قواعد شبابية او «عجائزية» او كهولية. «من غير ليه» أسست لهاني شاكر من جديد قاعدة صلبة، و «علّي الضحكاية» أسست له قـــاعدة شبابية، وهذه الأغنية وأغنيات اخرى توازيها فرضته منافساً جدياً لمن هم دونه سناً وتجربة، وكانت الأوضاع الغنائية في العالم العربي في الربع الأخير من القرن العشرين بدأت تميل الى هؤلاء الآتين بـ «حياتهم» و «أفكارهم» و «منطقهم» الإيقاعي الصاخب الى الأغنية.

ولعل سرعة التأقلم، وعمق الغواية الفنية «الجديدة»، وقدرات هاني شاكر الصوتية المتينة، من الاسباب الرئيسة التي مكّنته من الثبات في وجه الموجة الصاعقة التي احتلت مزاج الأغنية العربية، حتى انه تحوّل هو ايضاً نجماً «شبابياً» يمثل رقماً صعباً. وفي حين كان معظم زملائه يتعرّضون لنقد عنيف جراء بعض او غالبية الأغاني «الجديدة» و «الحديثة» التي انتشرت كالفطر، كان شاكر يتلقى المديح لأنه يقيم توازناً بين الجديد الذي يواكب العصر، والمستوى الرفيع نصاً ولحناً وأداء.

ولا شك في انه كاد، في مرحلة من المراحل، أن ينزلق الى متاهة الأغاني التائهة، تحديداً في إنتاجه منتصف التسعينات من القرن الفائت، لولا انه تنبه الى خطورة ذلك، فلم يتمادَ، وعلى الفور أعاد ترتيب أوضاعه الفنية بما يتواءم مع نظرته هو لا نظرة شركات الإنتاج، وخبرته هو لا خبرة بعض»الواصلين» عبر «فرص» معينة الى الجمهور، ونجح في هذا الاستدراك.

ولا يزال هاني شاكر في الألوان الغنائية كافة يصول ويجول متنقلاً بين الفصول المتقلبة في توجهات الجمهور بلا أي ارتباك. انها خبرة الأقوياء في بناء تجاربهم.

*الحياة








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "فنون ومنوعات"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024