الثلاثاء, 07-مايو-2024 الساعة: 08:45 ص - آخر تحديث: 01:11 ص (11: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
فنون ومنوعات
المؤتمرنت -
اغتصاب جماعي يثير صراع الخليوي بسويسرا
ما إن يسمع رنين جرس الإستراحة بين حصص الدروس، حتى ينطلق الطلاب خارج القاعات وفي يد كل منهم جهازه الخليوي، يعبث بأزراره، فتعلو على وجه تلك الفتاة ابتسامة، وعلى وجه أخرى نظرة تعجب، وآخرون يلتفون حول زميل لهم يشاهدون معه ما في جهازه من جديد ثم ترتفع ضحكاتهم عالية. هذه الصورة تكاد تتكرر كل يوم في كل مدارس سويسرا الثانوية، واشتكى منها المعلمون والآباء على حد سواء.

واستمرت الحال على هذا المنوال، حتى صدم الرأي العام في الخريف الماضي بمقاطع فيديو يتم تداولها بالهواتف المحمولة تتضمن مشاهد تحرش مجموعة من التلاميذ بزميلتهم في احدى ثانويات زيورخ. بعضهم قال انها عملية اغتصاب جماعية والبعض الآخر قال إنها مشاهد تم التقاطها على سبيل المزاح حتى وصل الأمر إلى الشرطة بشكوى من الفتاة نفسها التي تعاني من آثار انتشار هذه المقاطع.

التحقيقات أثبتت أن هذه الحال ليست فردية، إذ اعترف الشباب الذين شوهدوا في تلك المقاطع وعددهم 13 أن هذا الأمر شائع بينهم. فكل منهم يتبارى في الحصول على أقوى المشاهد واكثرها غرابة. أحدهم اعترف بأنه وزملاءه يذهبون إلى التجمعات الشبابية، ثم يتعمد أحدهم استفزاز الحاضرين فتبدأ المناوشات، بينما يقف واحد منهم بعيداً يلتقط ما يحدث بعدسة الهاتف، ويركز على المشاهد التي تتضمن عنفاً وضرباً أو تمزيق ملابس أو لكمة قوية على الوجه أو تراشق الشتائم، المهم أن يكون هناك ضحية يسخر منها الجميع.

واعترفت مجموعة أخرى بأنها «متخصصة في تصوير الفتيات في الديسكو حيث تبدأ كل واحدة في استعراض مهاراتها في الرقص».

وما أن تنتهي هذه السيناريوات، حتى تبدأ حملة إرسال المقاطع إلى «الشلة»، وتتبارى الفرق في ما بينها للحصول على أقوى المشاهد، لتبدأ مساومات التبادل أو الإحتكار للتباهي أمام الآخرين.

هذه الإعترافات كانت معروفة من قبل، ربما ليس بهذا التفصيل كما ظهرت في تحقيقات نيابة الأحداث، لكن الجميع كانوا ينظرون إليها على أنها «مزاح شباب سعداء بهذه التقنية الجديدة»، وتوقع البسطاء أن تمر تلك الظاهرة بعد أن يمل منها الشباب.

ويقول أندرياس هيرن الخبير التربوي في إدارة التعليم الفيديرالية لـ «الحياة»: «وجد الشباب أنفسهم في مواجهة ظاهرتين دفعة واحدة، أولاهما أن تقنية الإتصالات الحديثة تعطي الكثير من الإمكانات وبأسعار تكاد تكون في متناول الجميع، فالشباب يحصلون على الهواتف النقالة مجاناً من شركات الإتصالات في مقابل الإلتزام برسم شهري بسيط، لا يتجاوز 10 أو 15 دولاراً في الشهر. والظاهرة الثانية هي القدر الكبير من الحرية في التعامل مع المواد الإباحية، التي أصبحت متاحة من دون رقيب أو حسيب، فكان من البديهي أن يتم توظيف التقنية للعبث بتلك المواد من عنف أو اباحية، طالما أن احداً لا يتحدث إليهم عما يجوز وما لا يجوز».

والمشكلة الأخطر، بحسب رأيه هي أن الشباب والمراهقين لا يدركون تماماً معنى هذه المشاهد، ومدى الألم النفسي الذي يصيبون به ضحاياهم، والسبب في ذلك هو أن هذا الجيل شب على ألعاب الحاسوب التي تفترض دائماً، لمن يتعامل معها، أنه يجب أن يربح بأي ثمن من دون أن يهتم بأي جوانب أخرى، فأمامه خصم ولا بد من القضاء عليه.

ومن الخطوات التي ارتأى المسؤولون اتخاذها، قرار «اتحاد المعلمين» قبل اسبوع بحظر استعمال الهواتف النقالة داخل المدارس، حتى أثناء فترات الإستراحة، حرصاً على مصحلة التلاميذ ولحضهم على التركيز على المواد الدراسية وليس على اي شيء آخر. كما يطالب بعض المعلمين بفرض زي مدرسي موحد لحض التلاميذ على الإلتزام بالحد الأدنى من قواعد الذوق العام في الملابس، بعد أن تحولت الثانويات السويسرية إلى حلبة للتباري في الملابس، لا سيما بين الفتيات.

الرد كان سريعاً وحاسماً من اتحاد الطلبة الذي رفض هذا الإقتراح، واعتبر أنه مستفز وسيؤدي إلى نتائج عكسية، ولن يحل المشكلة، وطالب بحلول أكثر عملية. ويجد الخبير هيرن أن هذا الرد ايجابي إلى حد ما، لأنه اعترف بوجود مشكلة ولكنه لا يعرف حلها، وقال: «هنا يجب أن ننتهز الفرصة ونبدأ الحوار مع المراهقين، لنعرف ما يدور في عقولهم، وكيف ينظرون إلى المشكلة وهل هم فعلاً مدركون خطورة أن يتحول المراهقون إلى مجموعات تبحث عن مغامرة من اي نوع للتسلية؟».

الشباب من جهتهم لا يرون ضيراً في تبادل هذه الصور، فكل شيء يحدث على سبيل التسلية، «وحق الرد متاح للجميع» بحسب قول أحدهم.

ويقترح اتحاد الطلبة مثلاً أن يكون الحوار بين التلاميذ في ما بينهم، فالأكبر سناً يقوم بتوعية المراهقين الجدد بخطورة المشكلة، ويشرح لهم حدود هذا المزاح، والفارق بين السخرية من الآخرين وانتهاك خصوصياتهم وبين التسلية وتسجيل اللحظات المرحة، وهذا هو الرأي الذي سيسري على الأرجح، بعد أول لقاء بين الأساتذة والاتحاد.

ويرى الأساتذة أنه، لتنجح تلك المبادرة الشبابية - الشبابية، يجب أن تكون مصحوبة بعقوبات، حتى يعرف الجميع أن ثمن التسلية قد يكون باهظاً إذا تجاوز الخطوط الحمر. وقد تكون هذه المرحلة هي الخطوة الأولى نحو مرحلة جديدة، يتمكن فيها الاساتذة من استعادة هيبة المدارس الثانوية في سويسرا، أو كما قال أحد المعلمين المخضرمين: «أريد أن استعيد دوري كمعلم ومرب صاحب رسالة، وليس مجرد شرطي يتأكد من حضورهم وتسليمهم دفاتر الوظائف في موعدها». الحياة








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "فنون ومنوعات"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024