سـي آي ايــه أجــرت تـجـارب علـى البشر

الثلاثاء, 23-يناير-2007

مونتريال - د ب أ -
سـي آي ايــه أجــرت تـجـارب علـى البشر
في قضية تبدو مثل واحدة من قصص الخيال العلمي تنظر احدى محاكم مونتريال فيما إذا كان من الممكن رفع قضية ضد الحكومة الكندية نيابة عن أكثر من 250 مريضا نفسيا تعرضوا عن غير علم منهم لتجارب جوهرية في الخمسينات. كانت ما يسمي تجارب ام كي ألترا جزءا من برنامج سري للسيطرة على العقل بتمويل من المخابرات الامريكية والحكومة الكندية في الخمسينات. واشتملت تجارب حقبة الحرب الباردة التي قام بها طبيب اسكتلندي في مونتريال العزلة الاجبارية والغيبوبة الصناعية والعلاج بالصدمات الكهربائية وعقاقير الهلوسة ومنها عقار ال اس دي والمخدرات التي تحدث الشلل.
وابلغ محامون عن جانين هوارد وهي جدة في الثامنة والسبعين محكمة في مونتريال الاسبوع الماضي أن موكلتهم عانت على مدى سنوات نتيجة التجارب التي أجراها دكتور ايوان كاميرون بمعهد الان ميموريال انستتيوت للصحة النفسية تابع لجامعة مكجيل في مونتريال. وكانت التجارب جزءا من برنامج سري للمخابرات الامريكية يهدف لمعرفة تقنيات السيطرة على العقل بقيادة كاميرون الذي توفي عام 1967. وأطلقت المخابرات الامريكية تجارب ام كي - ألترا عام 1953 بقيادة الكيميائي الامريكي سيدني جوتيب.
ويتردد أنها مولت مشروعات في الداخل والخارج منها دراسة مونتريال وكانت تأمل من ورائها إلى اكتشاف طرق لاستخراج المعلومات من المسجونين والتأثير على القادة الاجانب من خلال عمليات غسيل المخ. وتعرض المشروع للمراجعة عام 1974 عندما كشفت تقارير صحفية أن تجارب ام كي - ألترا أجريت لاشخاص عن غير علم منهم ، حيث أعطيت لهم عقاقير الهلوسة وتم مراقبة تصرفاتهم بشكل سري. وكان تم تفكيك المشروع قبلها بعام وتدمير السجلات التي تتضمن أنشطته. وتمحور بحث كاميرون حول "قوة نفسية" كان يعتقد أنها يمكن أن تكون بمثابة علاج محتمل للاكتئاب والعته وتتضمن محو ذاكرة المريض ثم إعادتها مرة أخرى. وقالت هوارد أنها خضعت بداية لرعاية كاميرون وهو رئيس سابق للجمعية الدولية للامراض النفسية عندما استشارته عام 1951 بخصوص حالة اكتئاب أصيبت بها عقب ولادة الطفل الثاني من أولادها الاربعة. وإنها كانت تحت رعايته الطبية مرتين أخريين حتى عام 1962.
وقيل في جلسة المحكمة أن هوارد ومئات آخرين كانوا بمثابة فئران تجارب لكاميرون ، التي تضمنت تشغيل رسائل مسجلة بشكل متكرر فيما يرقد المريض في حالة شبه غيبوبة صناعية بعد إدخاله فيها عن طريق بعض العقاقير. وقال الان شتين محامي هوارد للمحكمة"إنها لم تكن تعرف البتة أنها تخضع لمثل هذه التجارب وأنها تستغل من قبل دكتور كاميرون ومساعديه كخنازير تجارب". وصرحت للصحفيين بقولها "خرجت من هذا الامر مريضة للغاية إلي حد أن أمي اضطرت للاقامة معي لمدة 10 سنوات. ودفعت المخابرات الامريكية لهوارد وآخرين 67 ألف دولار لكل في إطار تسوية عام 1988 . وفي عام 1994 عوضت الحكومة الكندية 77 شخصا من المرضى السابقين وكانوا الاكثر تضررا ودفعت لكل منهم 100 الف دولار . ويقول محامو هوارد أن قرارا أصدرته المحكمة عام 2004 بحق احد المرضي السابقين في التعويض يمكن أن يفتح الباب أمام قضية موكلتهم