الاحتلال ينسحب من نابلس بعد اعتقال150 فلسطينيا انسحبت صباح اليوم قوات الاحتلال الصهيوني من داخل أحياء مدينة نابلس بعد يومين من اجتياحها، لكن دون الإعلان عن انتهاء هذه الحملة. وخلفت الحملة العدوانية الصهيونية التي أطلق عليها الاحتلال "الشتاء الحار" شهيداً كما أصيب 30 فلسطينيا ، فيما اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 150 من أهالي المدينة ، ولكن حسب المصادر المحلية فان جيش الاحتلال فشل في اعتقال من قال أنهم مطلوبون. وبدأت العملية الصهيونية في نابلس فجر الأحد الماضي، حيث اقتحمت قوات إسرائيلية كبيرة البلدة القديمة لنابلس وعددا من المناطق المحيطة، وشلت الحياة داخل المدينة ، واستولت على منازل المواطنين وحولت المستشفيات والمدارس إلى ثكنات عسكرية. وأعلنت اليوم مصادر أمنية ومحلية فلسطينية وشهود عيان في مدينة نابلس أن جيش الاحتلال سحب آلياته وجنوده من داخل أحياء مدينة نابلس ومحيط البلدة القديمة، ولكن دون الإعلان من قبل الاحتلال عن انتهاء حملتها هذه في نابلس، وهو ما يجعل الأهالي متخوفون من عودة الاحتلال في أية لحظة، نظراً لأن السواتر والمكعبات الأسمنتية ما زالت موجودة في شوارع نابلس، والتي تقسم المدينة إلى قسمين خاصة تلك التي وضعتها قوات الاحتلال أمام مديرية التربية والتعليم في المدينة. وقالت النائبة في المجلس التشريعي " منى منصور " وهي من سكان المدينة : إن جيش الاحتلال انسحب فعليا من أمام المستشفيات الحكومية والخاصة في مدينة نابلس ولم ينسحب من المناطق التي اجتاحها منذ فجر الأحد .. وتابعت منصور : ما جرى هو إعادة انتشار وتمركز لجيش الاحتلال, حيث لا زالوا يقتحمون المنازل بحثا عن المطلوبين أو مخابئ أسلحة كما يزعم جيش الاحتلال؛ لافتة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلدة القديمة جراء الحصار المشدد الذي فرضه الاحتلال . وأكد أهالي نابلس أن حجم الدمار الذي خلفه الإجتياح كبير جدا. وتقوم آليات البلدية بمحاولة إزالة الأنقاض ليتمكن المواطنين من العودة إلى استئناف العمل بعد يومين من الاجتياح. وفي مؤتمر صحافي عقده اليوم في مدينة رام الله ، قال محمود العالول، عضو المجلس التشريعي، محافظ نابلس سابقا : إن الاحتلال الإسرائيلي فشل في تحقيق أي من الأهداف التي أعلنها لعمليته العسكرية في مدينة نابلس سواء من حيث اعتقال المطلوبين الذين أعلن عن أسمائهم عبر الإذاعات والتلفزيونات المحلية أو من خلال العثور على ما يدعي أنها مصانع ومختبرات لصنع المتفجرات. وقال العالول : إن الاحتلال قام بعملية نابلس لتعطيل التوافق الفلسطيني الذي حصل بعد اتفاق مكة المكرمة، متهما الاحتلال الإسرائيلي بتبني سياسة العنف لإزاحة الأضواء عن اتفاق مكة المكرمة وعما يواجهه ايهود أولمرت في الساحة الإسرائيلية، إضافة لأن رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد "" جابي اشكنازي"" يحاول صنع انتصار وهمي في نابلس ليعوض به الخسارة في الجنوب اللبناني . ولم يستبعد العالول قيام الاحتلال الإسرائيلي باجتياح مناطق أخرى في الضفة الغربية، قائلاً:"هم يحاولون صناعة مادتهم في تلك المدن والمواطن والدم الفلسطيني والهدف كسر إرادة المواطنين .. واتهمت الحكومة الفلسطينية المستقيلة التي تقودها حركة حماس في بيان صدر في ختام اجتماعها " "قوات الاحتلال الاسرائيلي بأنها ترتكب جرائمها ضد المدنيين الأبرياء أمام سمع العالم وبصره بدون ان يتحرك المجتمع الدولي لوقف هذا الجرائم التي أصبحت سياسة إسرائيلية ثابتة ممنهجة ".. كما اتهمت الحكومة الاسرائيلية "بالسعي دائما إلى إثارة الأزمات والتصعيد العسكري تحت مبررات واهية وكاذبة, واختلاق الكثير من المعاذير لقتل المزيد من المدنيين الابرياء و ارتكاب جرائم إنسانية. وقال البيان : ان الحكومة الاسرائيلية "سعت أيضا وبكل السبل بما فيها العمليات العدوانية لاجهاض الجهود السياسية والدبلوماسية المحلية والعربية والدولية التي اعقبت اتفاق مكة الذي يهدف الى ترتيب البيت الفلسطيني وتشكيل حكومة الوحدة وطنية ولرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني. وخلال لقاءه أمس بالرئيس المصري حسني مبارك، دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس العملية العسكرية الإسرائيلية في نابلس وطالب الحكومة الاسرائيلية بسحب جيشها من المدينة فورا ، وقال نبيل ابو ردينة المتحدث الرسمي باسم عباس : الرئيس يدين العملية العسكرية الاسرائيلية في نابلس بشدة ويطالب حكومة اسرائيل بسحب جيش الاحتلال فورا من المدينة لان هذه الاحداث توتر المنطقة وتهدف لقطع الطريق على الجهود الدولية لاحياء عملية السلام. وقد بدا الأمر غريبا حتى على الصحافيين الإسرائيليين ، فقد بدأ مسئول الديسك العربي في التلفزيون الإسرائيلي- القناة العاشرة- تقريره حول نابلس تحت عنوان " بين نابلس وموسكو"، وقد ربط بين الهجوم الإسرائيلي العسكري على مدينة نابلس وبين استقبال موسكو للسيد حالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس . |
| إقرأ في المؤتمر نت |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2003-2024 