الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 12:33 م - آخر تحديث: 11:21 ص (21: 08) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - بلير
أندي رويل * -
بلير والقوة النووية
نطق المؤرخ البريطاني، اللورد اكتون بملاحظة شهيرة فقال قبل نحو مائة عام: “السلطة مدعاة للفساد، والسلطة المطلقة فساد مطلق. ويكاد أن يكون عظماء الرجال دائماً فاسدين سيئين”. ويزخر التاريخ بأمثلة على إساءة استخدام السلطة والفساد المتفشي في أوساط الأقوياء والمتنفذين. ولو أتيحت لنا أدنى فرصة لهرعنا جميعاً لسرد أمثلة عن زعماء عظام انحرف بهم الدرب فتحولوا إلى أناس سيئين.

وليس ثمة من شك في أن من يتولون السلطة سرعان ما يألفون مسألة إنجاز الأمور (وتلفيقها) وفق ما يشتهون، إذ يستخدمون ما بحوزتهم من صلاحيات خوّلهم إياها النظام السياسي ليتجاوزوا الاعتراضات على حكمهم، وأحياناً يصل هؤلاء إلى مآربهم باستخدام القوة، ويلجأون في أحيان أخرى إلى الحيلة والمكر. وغالباً ما ينفذون إلى مبتغاهم عبر سراديب خفية دون أن يراهم أحد، لذا نظل نحن، الشعب، نرتع في دياجير التعتيم فلا نعرف الحقيقة ولا ندري بما يدبر.

ونشهد بين الفينة والأخرى جيشانا لذاك الازدراء والاستخفاف الذي يكنه الساسة للشعب الذي يحكمون. ومن بين الأمثلة التي ما فتئ الناس يستشهدون بها تلك المسيرة اللندنية التي خرج فيها مليون شخص في بريطانيا ليعبروا عن شجبهم ومعارضتهم للغزو الأنجلو أمريكي للعراق. لكن ذاك التحرك الجماهيري لم يجد نفعاً، وألقى بلير بكل ثقله السياسي فدعم الغزو، وأما باقي الحكاية فيقولون إنه تاريخ يتكفل الدهر بمحو آثاره فينساه الناس.

وكان هناك مثال آخر الأسبوع الماضي حيث أظهر بلير مرة أخرى احتقاره للشعب البريطاني واستهانته به.

كي نفهم ما حدث علينا أن نعود بالذاكرة القهقرى إلى يناير/ كانون الثاني عام 2006 عندما أطلقت الحكومة البريطانية حملة مشاورات شعبية عامة حول سياسة الطاقة، لا سيما حين يثور الجدل بشأن ما إذا كان التفويض الرسمي للجهات المعنية بالشروع ببناء جيل جديد من محطات توليد الكهرباء بالطاقة النووية يعتبر سياسة صائبة رشيدة. ونظراً إلى أن جيلاً قد انصرم ولم تبن بريطانيا محطة نووية جديدة فإن القرار بهذا الشأن يتسم بأهمية قصوى، بل هو تاريخي في المقام الأول.

وانبرت الحكومة تطمئن الرأي العام بأن “أوسع مشاورات جماهيرية عامة وأشملها وأعمقها” سوف تجرى قبل اتخاذ أي قرار ببناء المزيد من محطات الطاقة النووية.

وعندما أعلنت الحكومة في يناير عام 2006 عن “مشاوراتها العامة”، سخر معظم الناس من هذه الخطوة ونعتوها بأنها تمثيلية لذر الرماد في العيون لأن توني بلير كان قد حزم أمره واتخذ قراره. وكان الثقاة المطلعون قد أوردوا أن بلير كان “مقتنعاً” قبلها بشهرين بوجهة النظر المحبذة للاتجاه إلى الخيار النووي في ميدان توليد الطاقة. وشاع حتى صار معروفاً للقاصي والداني أنه عقد اجتماعاً سرياً في تشيكرز، محل إقامة رئيس الوزراء الرسمية الريفي في باكينكها مشاير حيث أعطى الضوء الأخضر لمشروع الطاقة النووية. وحدث هذا حتى قبل انطلاق “تمثيلية” المشاورات.

لربما كانت السلطة هي التي تحوّل الناس إلى مجانين وتحدث لديهم هذا الاختلال حتى قبل أن تفسدهم وتجعلهم رموزاً للفساد، إلا أن الجنون المتعلق بالنووي لا يطال بلير وبريطانيا فحسب، إذ لا يمكن عزل رغبة بلير بالمضي قدماً بالخيار النووي عما يحدث في أمكنة أخرى من العالم. فإذا كانت بريطانيا وأمريكا، ومن لف لفهما قد قرّ قرارهما على إنتاج جيل جديد من محطات الطاقة النووية فلماذا لا يحذو الآخرون حذوهما؟

ودعنا نتدبر في الأزمة الحالية مع إيران حيث يجادل الإيرانيون قائلين “إذا كانت الدول الأخرى تمتلك القوة النووية فلماذا يحرّم علينا ما هو حل لغيرنا؟” ولوجهة نظرهم هذه وجاهتها بلا ريب، إلا أنه مع القوة النووية تأتي المخاطر الحقيقية. فبعد أيام قليلة من إحراز النصر القانوني التشريعي في بريطانيا كانت إحدى سفن منظمة السلام الأخضر في الشرق الأوسط تحاول تسليط الضوء وتركيز الاهتمام بمخاطر الانتشار النووي. وكنت قد كتبت من قبل عن تلك الطبيعة المعقدة والمتداخلة بين القوة النووية المدنية والعسكرية، إذ لا يمكن للمرء الفصل بينهما.

ورغم ما يباهي به عالمنا من إمكانات هائلة مخبوءة من الطاقة النظيفة المتجددة فإن جل الاهتمام ينصب في الحقيقة على تطوير الطاقة النووية. وها هي إيران تبدو مصممة على المضي قدماً ببرنامجها النووي رغم تهديدات الأمم المتحدة و”إسرائيل” وأمريكا. وليس ثمة من شك في أن مواقف كل من الولايات المتحدة و”إسرائيل” المتعلقة بهذا الموضوع هي مواقف منافقة وخطرة، غير أن توجيه ضربة عسكرية لإيران يبدو مستبعداً حالياً.

وكان ائتلاف من حشد من المنظمات البريطانية قد نشر أوائل هذا الشهر تقريراً عن الأضرار الكارثية التي يمكن أن تخلفها أي ضربة عسكرية توجه لمنشآت إيران النووية. وأيدت التقرير، الذي كتبه “مركز السياسة الخارجية” النقابات العمالية والاتحادات التجارية والجماعات الإسلامية والنصرانية، إضافة إلى “أوكسفام”.

وباختصار فإن من الجنون توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، إلا أنه قال إنها خطة يتملاها ويفكر جدياً باعتمادها حليف بلير، جورج بوش، ويقال أيضاً إن الولايات المتحدة تعكف على دراسة كيفية تدمير البنية التحتية العسكرية الإيرانية بقضها وقضيضها.

وظلت إيران في هذه الأثناء تتجاهل موعد الأمم المتحدة النهائي، ومضت قدماً في نشاطات التخصيب، ويمكن لحكومة بلير أن تدعم بوش في انتهاج سياسة متشددة ضد إيران، أو لربما كان بمقدورها الاضطلاع بدور ريادي في شق طريق يفضي إلى حل دبلوماسي لأزمة إيران النووية.

إلا أن ما ينسف أسس أي مصداقية لبريطانيا بخصوص هذه القضية هو محاولة بلير سلوك الدربين معاً. فهو يسعى لدعم برنامج الطاقة النووية في بريطانيا لكنه يحرّم على البلدان الأخرى انتهاج هذا السبيل ويحول بينها وبين حيازة القوة النووية. وهو موقف ينم عن جنون مطبق وازدواجية خرقاء تهدم دعائم المنطق. إنه موقف زعيم تحوّل إلى شخص سيئ فاسد.


* كاتب صحافي وناقد سياسي ومحلل يتناول قضايا البيئة والعولمة والإعلام ويشارك في تحرير موقع “سبين ووتش لرصد التضليل الإعلامي”









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024