الخميس, 23-مايو-2024 الساعة: 05:15 ص - آخر تحديث: 02:11 ص (11: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المستقبل للوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الوحدة اليمنية.. بين مصير وجودها الحتمي والمؤامرات التي تستهدفها
إبراهيم الحجاجي
الوحدة.. طريق العبور الآمن إلى يمن حُر ومستقر
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬ قاسم‮ ‬لبوزة‮*
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - ايران وسوريا
بقلم / نقولا ناصر -
"الفزاعتان" السورية - الإيرانية: سيناريو مكرر
تبالغ الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل في حملتهما الإعلامية على الدورين الإقليميين لسوريا وإيران حد التهويل بالثبور وعظائم الأمور في سيناريو مألوف وممجوج ومكرر تعي الذاكرة العربية والإسلامية سوايق ليست بعيدة له مما يثير العديد من القضايا المتناقضة والتساؤلات المستهجنة الخاصة بالأدوار القومية للدول العربية والأدوار التضامنية للدول الإسلامية في محيطها الجيوبوليتيكي المكتظ بمئات الملايين من العرب والمسلمين الذين ما زالوا في غالبيتهم الساحقة يرفضون تجزئة الأمة الواحدة إلى كيانات سياسية بعضها يمتلك مقومات الدولة ومعظمها دويلات تستمد مقومات بقائها من الدعم الأجنبي كما من إفتعال المعارك الصغيرة أو الوهمية فيما بينها .

وإذا كان المراقب لا يسعه أن يجادل في وجود مآخذ ومخاوف إقليمية حكومية وشعبية جادة من الدورين لا يفوته في الوقت نفسه أن يلاحظ كيف سارعت القوى الغريبة عن المنطقة والطامعة فيها إلى إستغلال هذه المآخذ والمخاوف وتحويلها إلى فزاعة لإبتزاز المنطقة لمآربها واهدافها الخاصة واستخدامها كساتر دخاني للتعتيم على التناقضات الرئيسية للمنطقة مع النافخين الأميركان والإسرائيليين في رماد هذه المخاوف بقصد تأجيجها ، مما يرتب على الإيرانيين والسوريين مسؤوليات بحثها خارج عن سياق هذا الموضوع .

وإذا كانت المقتضيات السياسية الضاغطة تفرض على حكومات المنطقة الإصغاء الدبلوماسي المهذب لما تقوله الحرب الإعلامية للحليفين الإستراتيجين أو مجاراتهما في حملاتهما الدبلوماسية المرادفة لأسباب وطنية أو لخلافات جادة مع البلدين المستهدفين لكنها لا ترقى إلى حد التحريض للتعبئة الحربية ضدهما ، كما هو حال خلاف ايران مع شريكها التجاري الأول الإماراتي حول الجزر العربية الثلاث المحتلة ، فإن الرأي العام الشعبي في العالم العربي لا يرى في إيران وسوريا تهديدا رئيسيا للمنطقة بل يرى في إسرائيل التهديد الأكبر (85%) تليها أميركا (72%) حسب الإستطلاع السنوي الذي أجرته مؤخرا جامعة مريلاند/جيمس زغبي انترناشونال في ست دول حليفة أو صديقة للولايات المتحدة منها الأردن ومصر الموقعتين على معاهدتي سلام مع إسرائيل .

وليس الضجيج الحالي حول الدورين الإيراني والسوري إلا فصلا جديدا لنمط سياسي لا تزال الذاكرة الشعبية العربية تعي فصولا سابقة له أثيرت ضد عراق صدام حسين ومصر جمال عبد الناصر وجزائر الثورة وفلسطين الكفاح المسلح وإيران محمد مصدق . وفي تاريخ حديث أقدم قليلا ، عندما لم تكن القوة الأميركية قد ورثت بعد الهيمنة على العالم العربي وجواره الإسلامي ، أثارت الإمبراطوريتان البريطانية والفرنسية ضجيجا مماثلا انتهى بإجهاض الطموحات القومية للثورة العربية الكبرى ورجالاتها .

وفي خضم الضجيج حول إرهاب القاعدة والخطر الإيراني و"الإحتلال السوري" يجري تغييب تناقضات أساسية والتعتيم على الأهداف الحقيقية لهذه المبالغة والتهويل ، إذ يجري التعتيم أولا على تمكين الدور الإقليمي للولايات المتحدة القادمة بأساطيلها وجنودها عبر البحار والمحيطات لكي تكون القوة الإقليمية الأوحد التي تقرر مصير المنطقة ومستقبل شعوبها وشكل الأنظمة التي تحكمها ونوعية التفسير الفقهي الذي يتعبد بموجبه أهلها لخالقهم والثقافة والمناهج الدراسية التي يربون أولادهم وبناتهم من خلالها .

وثانيا يجري التعتيم على الإحتلال الأميركي للعراق منذ عام 2003 وعلىخطط بقائه إلى أمد غير منظور ، مثلما هو الحال في اليابان وألمانيا ، كما أبلغ وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إحدى لجان الكونغرس يوم الأربعاء الماضي.

وثالثا يجري التعتيم على تمكين الحليف الإسرائيلي الإقليمي الأهم للولايات المتحدة ليس لكي يكون فقط الوكيل الإقليمي المفوض ، كما تبين في الحرب ألإسرائيلية على لبنان الصيف الماضي ، بل لكي يمارس كل شكل يستطيعه من ألأدوار الإقليمية في المنطقة والإحتفاظ بمكاسبه السياسة والعسكرية منها . ألم تقدم واشنطن ضماناتها العسكرية والمالية لأهم فتوحات إسرائيل السياسية المتمثلة بمعاهدات السلام الثلاثة المعلنة بينما تفتح القنوات المتزايدة لعلاقات السلام المتنامية المعلنة وغير المعلنة ؟

ألم تحم واشنطن مكاسب التوسع العسكري الإحتلالي والإستيطاني الإسرائيلي منذ عام 1967 ! ومن لم يعد يتذكر رسالة الضمانات التي بعثها الرئيس جورج دبليو. بوش لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق الغائب عن الوعي أرييل شارون في نيسان / ابريل 2004 وأعلن فيها أنه لم يعد من "الواقعية" أن تعود إسرائيل إلى حدودها في ذلك العام بسبب الحقائق الي خلقها إحتلالها على الأرض طوال الأربعين عاما المنصرمة فإن وزيرة خارجية إسرائيل تسيبي ليفني حرصت يوم الخميس الماضي على التذكير بتلك الرسالة ، التي وصفها الإعلام العربي الغاضب في حينه ب "وعد بلفور الثاني" ، عندما رفضت مبادرة السلام العربية لسببين أولهما نصها على حل قضية اللاجئين طبقا للقرار 194 وثانيهما لنصها على ما وصفته ب"حلم العودة إلى حدود 1967" .

واللافت للنظر أن جامعة الدول العربية تجمع على خطر القاعدة لكنها تنقسم حول "الخطر الإيراني" و"الإحتلال السوري" إنقساما يعطل أي دور جمعي فاعل لها في حل القضايا العربية الشائكة الي تتطلب منها موقفا موحدا ، خصوصا الصراع العربي - الفلسطيني مع إسرائيل واحتلال العراق والأزمة اللبنانية حيث تتداخل الأدوار الإقليمية لسوريا وإيران تداخلا متصادما مع الدورين الإقليميين للولايات المتحدة وإسرائيل .

لذلك يجري رابعا التعتيم على دور الولايات المتحدة في تعطيل أي عمل عربي مشترك من خلال الجامعة بإجهاض كل مبادراتها للقيام بدورها باعتبارها المنظمة الإقليمية المختصة منذ عقدت قمة قادتها في بغداد عام 1979 لإستيعاب صدمة الإنفراد المصري بالتعاهد على السلم مع لإسرائيل ، ثم بعد ذلك تتالى إجهاض مبادراتها لحل المنازعات العربية البينية والداخلية منذ الإجتياح العراقي للكويت مرورا بمشكلة الصحراء الغربية فقضية العراق الراهنة واخيرا الأزمات السودانية واللبنانية والصومالية .

ومن الواضح أن واشنطن لم تعد عمليا تعترف بالجامعة كمنظمة إقليمية وهي تريد إستبدالها بأخرى "شرق أوسطية" يمكنها أن تضم إسرائيل إليها كجزء لا يتجزأ من المنطقة المجزأة التي تسعى للإمعان في تفتيتها على أسس عرقية وطائفية تحت عنوان التعددية الديموقراطية التي تمكن الأقليات من الوصول إلى مواقع صنع القرار فيها ليكون رئيس العراق كرديا والسودان إفريقيا والجزائر أمازيغيا ومصر قبطيا ولكي يبقى الرئيس في لبنان قصرا على الأقلية المارونية ،إلخ ، لأن نظاما إقليميا كهذا هو الوحيد القادر على إستيعاب إسرائيل وضمان مكاسب الإحتلال الأميركي للعراق وأفغانستان .

أليس من المفارقة أن تفتقد الدول العربية وجوارها الإسلامي رؤية وفعلا استراتيجيا موحدا في نطاق سياداتها مجتمعة بينما الولايات المتحدة تخطط للشرق الأوسط الجديد أو الكبير للمنطقة برمتها وتعين لها قيادة عسكرية واحدة هي "القيادة الوسطى" التي تشمل ولايتها ونطاق عملياتها منطقة قلبها العراق وجزيرة العرب وبلاد الشام والصومال وتمتد من حدود الهند والصين وآسيا الوسطى مرورا بأفغانستان وباكستان وإيران إلى حدود مصر والسودان واثيوبيا مع الدول الواقعة إلى غربها ؟ وفي هذا السياق ، ألا تبدو إيران وسوريا موقعين شاذين في قلب نطاق عمليات القيادة الوسطى الأميركية مثلما كانت يوغوسلافيا السابقة في قلب ولاية حلف الناتو ؟ ألا يفسر ذلك التهويل في الحملة على البلدين ؟

إن نظرة سريعة إلى موقع القيادة الوسطى الأميركية على شبكة الإنترنت يبين ولايتها حيث أكبر احتياطيات للنفط والغاز في العالم وحيث توجد حربان مستعرتان في أفغانستان والعراق وأطول حالة حرب في فلسطين وجوارها وحيث يوجد أيضا الإحتلال الإسرائيلي والأميركي المباشر أو بالوكالة كما في الصومال . ألا يكشف ذلك دون أي ظلال من الشك الأهداف الحقيقية للولايات المتحدة التي تعتم واشنطن عليها بمظلة الحرب العالمية التي تديرها ضد الإرهاب في منطقة غالبية أهلها الساحقة من العرب والمسلمين ، الذين يجري التعتيم على انسحاقهم تحت الوطأة الثقيلة لتفوق تقنيتها العسكرية وإنفرادها كالقوة الأعظم الوحيدة في العالم بعد انهيار القوة الموازنة والرادعة للإتحاد السوفياتي السابق ؟

لقد أقام العرب الدولة الإسلامية ثم ارتضوا طواعية أن يكونوا رعاياها عندما تسلم قيادتها الفرس والأكراد والمماليك والسلاجقة والأتراك في إطار حضارة عربية إسلامية عاش في كنفها المسلمون والمسيحيون واليهود وحتى عبدة النار أول تعددية عرقية ودينية في عصور امبراطوريات أقامت محاكم التفتيش وارتكبت المذابح ومحارق الغاز لأنها لم تحتمل حتى تعددية المذاهب ضمن الدين الواحد . إن صلاح الدين الأيوبي "الكردي" وطبيبه موسى بن ميمون "الحاخام اليهودي" وطارق بن زياد "الأمازيغي" ليسوا إلا حوافز تختزنها الذاكرة العربية والإسلامية في العصر الحديث معتزة بتراثها من أجل المحافظة على وحدتها ثقافة وتاريخا وجغرافيا وديموغرافيا .

إن التجريد التعسفي للمنطقة من هويتها العربية الإسلامية كان هو المدخل إلى تجزئتها وسيظل هو المدخل لمنع وحدتها ومع أن كل دول الجامعة العربية تنص في دساتيرها على عروبتها وإسلاميتها ، بما في ذلك " القانون الأساسي" للسلطة الفلسطينية ، فإن حكوماتها تحاول بالوسائل كافة ترسيخ هويات قطرية وإقليمية لا يمكنها بحكم الأمر الواقع أن تكون بديلا للهوية القومية على أساس مقومات الحضارة العربية الإسلامية ، وهي في أحسن الأحوال قد تساهم في تأجيل قيام الدولة القومية مستفيدة من الهيمنة الأجنبية الراهنة لكنها لن تنجح في منع قيام هذه الدولة بهذا الشكل أوذاك عندما تتوفر الظروف المناسبة ، إذ ليس من منطق التاريخ أن تظل القومية العربية هي الوحيدة في العالم المحرومة من إقامة دولتها .

وقد كان تحييد الأدوار القومية لدول الجامعة العربية ومنعها من أي عمل عربي مشترك بعزل البعد القومي عن علاقاتها البينية شرطا مسبقا لإضعافها جميعا . إن التدمير الأميركي الإسرائيلي للبنى التحتية للدولة القطرية في العراق ولبنان والصومال ، وحتى البنى التحتية التي أقامها الحليفان الإستراتيجيان لسلطة الحكم الذاتي الفلسطينية بعد عجزها عن ردع المقاومة الوطنية ، قد خلق حالة هجينة غريبة لا مثيل لها في العالم حيث توجد حكومات لا دول لها ولا تتعدى سلطاتها جدران الحصون المرتهنة داخلها لكن الحليفين بالرغم من ذلك يعترفان بها ممثلا شرعيا لشعوبها !

وبسبب الوحدة الجيوبوليتيكية للمنطقة فإن إفراغ دولة قطرية واحدة من مقومات الدولة له فعل الأواني المستطرقة في بقية المجموعة الإقليمية . إن تفعيل الدور القومي للدول العربية كمجموعة والأدوار القومية لكل منها على حدة هو وحده الكفيل ببقاء الدولة القطرية نفسها وباحتواء المضاعفات القاتلة للوجود الأجنبي إلى أن تتحرر المنطقة من هذا الوجود لتلحق بركب الدول القومية الموحدة في العالم . أما الإستمرار في استبدال "العدو" الأجنبي والإسرائيلي بأعداء "محليين" يخلقهم ويهول من أمرهم هذا العدو نفسه فأنه وصفة مناسبة تماما للإنتحار الذاتي .








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024