السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 07:52 ص - آخر تحديث: 02:02 ص (02: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - .
محمد حسين العيدروس -
العصبية الجاهلية والحصانة العلمية
بقدر التعصب يتولد العنف.. وبحجم ذلك العنف يتولد الخراب والدمار، لذلك كان من مضامين ما حملته رسالة نبيناً محمد بن عبدالله «صلى الله عليه وسلم»، هو «إعمار الأرض» ـ وهو المعنى القرآني الذي رادف به سبحانه وتعالى مدلول السلام والمحبة والتآخي باعتبار ذلك أساساً لكل بناء.. ومن هنا جعلت أمة الإسلام تحيتها تبدأ بالسلام، ترسيخاً لقيمه النبيلة، وتأكيداً على كونه فاتحة كل أمر..
ولعل الجميع يعلم أن هذه القيم التي أرساها سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم»، مثلت في حينها انقلاباً جذرياً على مفاهيم العصر الجاهلي الذي كانت تسوده العصبيات، والصراعات، وكثير من الأعراف التي نراها اليوم جزءاً من شرائع الغاب كونها جردت الفرد من إنسانيته، وحتى من أحاسيسه.. وهذا هو نفسه ما يفسر لنا في الوقت الحاضر بشاعة الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون، في مختلف أرجاء العالم..
إلا أن الحقيقة التي ينبغي ألاّ نتجاهلها هي أن نزعة الإرهاب لا تولد مع البشر، وإنما تكتسب من محيط الإنسان بفعل ظروف مختلفة ـ في مقدمتها التعبئة الفكرية الخاطئة التي تنمي العداء للآخر لمجرد الاختلاف معه بعقيدة، أو فكر، أو بوجهة نظر معنية، أو سلوك ما ـ رغم أن شأن البشرية التباين والاختلاف، والجدل، والتنافس وما إلى ذلك..
اليوم عندما نسمع عن جماعة معينة موصوفة بالتطرف علينا أن ندرك أنها صنيعة مناهج متشددة، ومنابر غذتها بالأحقاد على ما سواها، ومدارس تلغي خصوصيات الآخر، وأشخاص صبوا كل اهتمامهم في الترويج للممارسات المتطرفة، وترسيخها في الثقافة الاجتماعية للفرد أو لهذه الفئة أو تلك.. فكانوا أن ابتعدوا كل البعد عن الجوهر الحقيقي للعقائد الإنسانية، وعن رسالة السلام والإخاء والمحبة التي سنها الله تعالى لعباده من أجل أن يتعايشوا بأمان، ويتكافلوا في ما بينهم بأحاسيس متبادلة..
إن هذا الانحراف عن الطريق القويم جر على البشرية الويلات.. وفي عالمنا الإسلامي هبط بنا إلى ميادين الصراعات البينية، وثقافة الشعوذة، والتخلف، والفقر، فجعل الكثير من بلداننا في بعض حقبها التاريخية تفقد عناصر قوتها، وتتحول إلى لقيمات سهلة يلتهمها أعداؤها التاريخيون.
وعندما نتأمل اليوم في بلادنا ما أقدمت عليه جماعة عبدالملك الحوثي الارهابية من جرائم، واعتداءات لم يسلم منها حتى الأطفال والنساء، والموقف المتعنت الرافض بشدة لفرص العفو التي وهبها اياهم فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ـ ندرك في الحال أن ما يفتقر إليه هؤلاء هو ثقافة السلام، ومشاعر المودة والتآخي التي استبدلوها بالرصاص والبنادق والهاونات، ونزعات القتل والتخريب.. لذلك كان لا بد من التصدي لهم بقوة، واستئصال هذا النهج الذي يتعاملون وفقه قبل أن يتمكنوا من ترسيخه في ثقافة الأجيال، وجرهم إلى البلاء، والخراب والتدمير..
وفي الوقت الذي يتبنى أبناؤنا في القوات المسلحة والأمن مثل هذه المهمة ضد العنف والإرهاب، فإن ثمة مهمة أخرى يجب أن تتزامن معها، وتناط بعاتق شريحة كبيرة من أبناء شعبنا ممن يشار إليهم بالبنان كعلماء دين، ومثقفين، وإعلاميين وغيرهم من فئات المجتمع الواعية، والتي هي مواجهة الفكر المتطرف بفكر معتدل، وثقافة مسالمة ترسخ حق الآخر في الحياة الآمنة، المستقرة، وتعمق في نفسه المثل الإنسانية النببيلة التي هي في الأصل جوهر العقيدة الإنسانية.
ولاشك أن مهمة كهذه ليست بسيطة، وأنها تستدعي كثيراً من الجهد، والتوعية والإرشاد التي تقع مسؤوليتها على عاتق علمائنا الأفاضل، وأئمة مساجدنا، وأساتذة مدارسنا المختلفة ـ فهم قادة الرأي المناط بهم بناء ثقافة المجتمع على أساس متين محور ارتكازه مبادئ الإنسانية السمحاء.. فقد عرفنا التاريخ أننا يمن الإيمان والحكمة.. وإن بلدنا هو ملاذ كل من اشتدت عليه الفتن، وطلب الأمن والسلام..
إن تعاملاتنا في ما بيننا البين يجب أن تنطلق من نفس واقعنا الذي يفتح ذراعيه للأشقاء الفلسطينيين الذين نهب الاحتلال بيوتهم وشردهم، وللصوماليين بعد أن نكبت بلادهم بالصراعات، وللعراقيين بعد أن غزت قوات الاحتلال ديارهم وأججت بينهم الفتن المذهبية، وللسودانيين عندما نشبت المواجهات في دارفور.. ومن مختلف البلدان الذين هم يعيشون اليوم بيننا بسلام وأمان دون أن يفكر أي منا بأن هذا من بلد آخر، أو من مذهب مختلف، أو حتى من ديانة أخرى..
هذه هي الحكمة اليمانية التي عرف التاريخ بها شعبنا وجسدناها على أرض الواقع، ومطلوب منا اليوم أن نرسخها في ثقافة الأجيال، فننمي في نفوسهم العزة بالمحبة والسلام وبالتعايش الآمن والاعتدال في التفكير والممارسة.
إن هذا الواقع مثل صمام الأمان لبلدنا بالوشائج التي أوجدها لتعزيز الوحدة الوطنية، ونزع الفتن التي كانت تتربص ببلادنا في فترات مختلفة.. وإذا أردنا المحافظة على وتيرة تقدمنا وبنائنا التنموي، وأمننا لا بد أن ينطلق تفكيرنا من مسئوليتنا في تأمين الحصانة الثقافية والفكرية لشبابنا بعيداً عن كل أشكال الغلو والتطرف والعصبيات المختلفة.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024