السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 08:52 ص - آخر تحديث: 02:02 ص (02: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - .
محمد مصطفى علوش -
ايران وحلمها الإمبرطوري!
وسط ما نشهده هذه الأيام من سباق محموم بين الدبلوماسية الامريكية والدبلوماسية الإيرانية في اطار لعبة "عض الأصابع" ، القائمة بين ايران والولايات المتحدة حيث يستعمل كل فريق ما لديه من اوراق ضغط على الفريق الآخر لكسب المزيد من النقاط ، يتكشف لنا حلم ايراني دفين بدا يطفو للسطح ليصبح واقعاً بين ليلة وضحاها وسط ضجبج وصخب من حوله، وان كان الكثير من العرب يصرون حتى الآن على انه حلم لم ولن يكتب له القبول يوماً، هذا الحلم المتمثل في الحضور الثقيل لإيران اقليميا ودوليا وبالتالي نفوذ وشبه وصاية على بعض الأنظمة العربية وبعض الأحزاب التي فيها.

ففي الوقت الذي تعلن الولايات المتحدة الأمريكية عن اتفاق بين الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني حول العقوبات على ايران ، يزداد النظام الإيراني تشدداً بل يضرب نجاد بعرض الحائط جميع التهديدات الغربية معتبرا العقوبات الدولية لن تؤثر على ايران وان جل ما تستطيع فعله اثارة استياء الناس ، وفي محاولة منه لإثبات صحة نظره يقول نجاد "ان لغة العقوبات باتت من الماضي"...وان العقوبات لن تؤثر على امة كبيرة. فلدينا علاقات تجارية متنامية"

وهو إذ يقول ذلك فإنه يكشف عن شعور قومي دفين في أعماق الشعب الإيراني لا سيما العرق الفرسي منه حين يقول " ايران لاتعتمد على السلاح ولا حتى على العلاقات و القدرات الاقتصادية بل نحن دولة عظمى ثقافيا و انسانيا نؤثر في روح البشر حيث هم (الاعداء) يخشون ذلك و لهذا يواجهوننا" ، مؤكداً ان ايران تتحول و بسرعة الى دولة عظمى

وفي ظني ، ان ايران لا تسعى الى امتلاك التكنولوجيا النووية فقط لحاجتها اليها مستقبلا، ولا لتردع به اسرائيل او تهاجم به أحد ، بل ان ذلك يعود لإشباع شعور قومي بالتفوق، فإيران تعتقد أنها دولة عظمى والدول العظمى من صفاتها اليوم امتلاك السلاح النووي ، بل ما تملكه من الموروث الثقافي والعمق التاريخي فضلاً عن الثراء الديموغرافي ووفرة الموارد والطاقة لا بد أن يجعلها في مصاف الدول الكبرى كفرنسا وبريطانيا والمانيا واليابان والصين وغيرها من الدول.

ايران طالما ظنت أنها تستحق أن تكون دولة عظمى منذ الحكام الصفويين مروراً بالشاه وانتهاء بالثورة الخمينية التي عززت هذا الشعور لدى جميع فئات الشعب الإيراني بكافة تنوعاته. فأحمدي نجاد المتشبع بالفكر الخميني والمتأثر بأفكاره يترجم هذا الشعور في سلسلة من التصريحات يطلقها هنا وهناك ، بل بشر العالم المتحضر قبل العالم الثالث بالسعادة إن هو اعتنق القيم التي وفرتها الثورة الخمينة لما فيها من موروث ثقافي ونظام سياسي ، خلال زيارته الأخيرة للسودان حين هاجم الليبرالية السائدة في العالم اليوم قائلاً "مثلما التحقت الماركسية الى التاريخ فان الليبرالية ايضا وصلت اليوم الى طريق مسدود على الساحة الدولية حيث لاوظيفة لهذه المدرسة حاليا، لا في العائلة و لا في الاقتصاد و لا في مجال الثقافة. فأينما جاءت الليبرالية تنحت الانسانية و الاخلاق.  فقد سئم البشر اليوم هذه المدارس ويرغب في اختيار الطريق القائم على الحقائق و القيم حيث تعد الثورة الاسلامية نبراسا لمثل هذه القيم". 

وما يعتقده القادة الإيرانيون بـ"اصلاحهم" و"محافظيهم" بأن الوصول لـ" إيران العظمى" هي مسألة وقت وأنه أوشكت على التحقق تماما كما ظهور المهدي في "الفكر الشيعي" هو مسألة وقت وأن الأمور تتجه لظهوره يؤكده الباحثون المتخصصون في الشأن الإيراني حيث يقول أحدهم " سوف تتطور إيران مثل الصين، ساعية لتقديم نفسها في الإقليم كشريك دبلوماسي وقطب جـاذب للاستثمـارات الخارجية المباشرة" ،

ويذهب آخر الى أن "حقائق الجغرافيا السياسية تشير إلى أن القوة الإيرانية الحالية إذا ما أرادت أن تتجه فإن مسارها لن يكون الشمال أو الشرق، ففي الشرق هناك القوى النووية الآسيوية الكبرى الهند وباكستان والصين، وفى الشمال هناك روسيا، وبالتالي فإن إمكانية التمدد المتاحة لإيران هي في الغرب أي منطقة الخليج حيث يمثل الخليج منطقة رخوة على حيويتها ولذلك لم تتوقف المحاولات الإيرانية للتمدد غربا والسيطرة الجغرافية والسياسية بل وحتى الدينية على منطقة الخليج"

بل ان ايران تزداد نفوذا يوما بعد يوم وخصوصاً بعد انهيار العراق واحتلال أفغانستان ، ففي التقرير الذي صدر عن المعهد الملكي للشؤون الدولية (لندن) يؤكد أن إيران أضحت أكثر تأثيرا في العراق من واشنطن بل أنها باتت المنافس الوحيد لواشنطن في المنطقة بأسرها. حيث ان ايران استفادت من العمليات العسكرية التي خاضتها واشنطن بكلفة عالية، ضد نظامين "منافسين" في المنطقة، هما نظامي صدام حسين في العراق، وطالبان في أفغانستان.

وبحسب بعض الخبراء فإن إيران قد وضعت لنفسها هدفاً بأن تصبح القوة الأكبر في الاقتصاد والطاقة في منطقة غرب آسيا خلال العشرين عاماً المقبلة، وها هي تحاول ان تترجم هذا الهدف بجدية ، ولو أخذنا المجال العسكري كمثال على التطور التي تعيشه ايران ، نرى أن ايران اصبحت ذات تصنيع عسكري لا بأس به ، حيث أكد الجيش الإيراني مؤخرا عن تصنيعه طائرة مقاتلة انضمت إلي سلاحه الجوي‏،‏ بعد اختبارها بنجاح خلال مناورات " ضربة ذي الفقار" العسكرية‏،‏ وأوضح أن هذه المقاتلة أطلق عليها اسم الصاعقة وهي تشبه المقاتلة الأمريكية‏(‏ إف ـ‏18)،‏ قادرة علي إطلاق القنابل والصواريخ‏،‏ ويقودها طيار واحد وبها قمرة قيادة صغيرة وقد تم تصميمها وتصنيعها وتطويرها على أيدي خبراء إيرانيين‏.

وفي هذا الإتجاه يبين تقرير صدر حديثا عن مركز الدراسات الإستراتجية العالمية CSIS بالولايات المتحدة، أن واردات إيران من الأسلحة العسكرية انخفض في السنوات الأخيرة وذلك نتيجة الاعتماد على صناعة السلاح محليا ، ويقول إنه "بالرغم من زيادة الإنفاق العسكري الإيراني في السنوات الماضية نتيجة ارتفاع صادرات النفط (23 مليار دولار عام 2000 إلى 33,6 مليار عام 2003 إلى 62 مليار عام 2006)، نجد أن الواردات العسكرية الإيرانية في هبوط مستمر

أما عن التكنولوجيا النووية العسكرية فإن جميع التقارير تفيد ان ايران ليس أمامها أكثر من عشر سنوات كحد أقصى لتصبح دولة نووية.بل ان مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جون مايكل ماكونال،يعتقد إيران، ستكون بحلول أوائل أو منتصف العقد المقبل، قادرة على إنتاج سلاح نووي .

وعلى الرغم من انصباب الإهتمام الإيراني على المجال العسكري على حساب المجالات الإجتماعية والإقتصادية الأخرى والتي تعاني من أزمات ومشاكل عديدة، وفي ظل هذا الشعور القومي المتنامي لدى الشعب الإيراني بأن ايران دولة عظمى ولا بد ان تكون كذلك ، نتساءل ماذا سيكون مصير العرب مع ولادة دولة نووية على تخومهم الشرقية وكيف سيكون أداؤهم تجاهها ، ونتساءل أيضاً ، وبحسرة هذه المرة ، ماذا قدم العرب لمستقبلهم ، بل ماذا لديهم من تصورأو برنامج للتطور والعالم من حولهم يواكب التغيرات العالمية بل ويستفيد من هذا التغيرات ليوظفها في صالحه؟

*(كاتب ومحلل سياسي)








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024