الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 10:20 م - آخر تحديث: 09:42 م (42: 06) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
دين
المؤتمرنت -
كيف نحفظ آيات القرآن من ابتذال المحمول؟
أفتت لجنة الفتوى في الأزهر بعدم جواز كتابة بعض الآيات القرآنية على أكواب الشاي لأن هذا يعرض آيات الله للتشويه والإزالة والامتهان. هذه الفتوى أثارت تساؤلات شرعية عديدة حول ظاهرة استخدام بعض الآيات على الميداليات والملابس ثم أخيرا “رنات على الموبايل”. هل تعتبر هذه “الرنات” أو المعلقات من مظاهر التدين بين الناس أم أنها تعرض الآيات القرآنية لما لا يجوز؟

وكيف يمكن للأفراد والمؤسسات التجارية أن تحافظ على قدسية كتاب الله عند استخدامها في الزينة أو السماع؟

“الخليج” طرحت هذه التساؤلات على بعض علماء الإسلام في التحقيق التالي:

يقول د. أحمد عمر هاشم أستاذ الحديث وعضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر إن استخدام الآيات القرآنية في رنات الهواتف المحمولة أو على صدور بعض الفتيات أو كعلامات مميزة لبعض الأواني والملابس، هو من الناحية المبدئية علامة من علامات تعلق الإنسان بالله وبكلام الله سبحانه وتعالى، وأعتقد أن الإنسان عندما يرى اسم الله على بعض أدوات الطعام أو بعض الملابس أو يسمع ذكرا عند رنة الهاتف فسوف تذكره كما تذكر السامعين بالله سبحانه وتعالى.

كما أعتقد أن مثل هذه المعلقات أو الرنات سوف تصبح أفعالا بديلة عن بعض الأفعال الأخرى فهناك عشرات الصور وعشرات الرنات الموسيقية التي يستخدمها الشباب وأقل ما يقال فيها أنها رنات أو رسومات لا معنى لها ولا دلالة.

ضوابط شرعية



ولكن هذه الإباحة المبدئية كما يؤكد د. عمر هاشم يجب ألا تعرض آيات الله للابتذال.. ولهذا ينبغي عند استخدامها أن تتوافر ثلاثة ضوابط:

الأول: ألا تتعرض للتحريف أو الامتهان فلو حذفت أو مسحت بعض الحروف أو الآيات من على الأكواب مثلا، ومن ثم ضاعت معانيها، فإن كتابة الآية في هذه الحالة لا يجوز.

الثاني: ألا يسخر منها ساخر عند رؤيتها أو سماعها، فلو حدث أن سخر البعض من وجود آية على الهاتف فإن وضعها لا يجوز لأننا عرضنا كتاب لله للسخرية، ونحن مأمورون بالمحافظة على هيبة كتاب الله وقدسيته وعدم تعريض آيات الله للسخرية، وفي هذا المعنى قال الله تعالى في كتابه الكريم: “ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم” وقال تعالى: “وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم”. إذن لا يجوز أن نعرض آيات الله بأنفسنا للسخرية.

الثالث: أن يكون هدف المسؤول عن هذا الفعل هو ذكر الله وتسبيحه وليس المباهاة أو اللهو كما يفعل بعض الشباب.

آداب سماع القرآن



د. علي جمعة مفتي مصر يرجح من الناحية الشرعية عدم جواز وضع آيات من القرآن الكريم على رنات المحمول بشكل خاص ويقول: التعامل مع آيات الله ينبغي أن يكون بأعلى قدر من الحساسية والفهم وحسن التقدير فاختيار الآية والموقف الذي تسمع فيه وردود فعل السامعين والهدف والكيفية والحالة التي يكون عليها القارئ أو السامع، كلها من الأمور التي ينبغي مراعاتها ولهذا صار عندنا في الفكر الإسلامي ما يعرف بآداب سماع القرآن، ذكر العلماء أن من بينها أن يتطيب القارئ ويلبس أحسن الثياب وأن تكون القراءة في مكان نظيف وأن يستقبل القبلة. وهي آداب تصب في معنى هام وهو الحفاظ المطلق على وقار القرآن.

أيضا فإن الآية الموضوعة على “الموبايل” في الغالب لن تقرأ كلها وسوف تتعرض للقطع والإيقاف وبالتالي سوف يضيع معناها والمعروف في أحكام تلاوة القرآن أن هناك مواقف معينة لا يجوز فيها الوقف، وما يعرف بعلامة الوقف الممنوع (لا)، فما بالنا بوضع آية بشكل غير لائق أو سماعها بشكل غير صحيح؟

وما أراه في هذه المسألة كما يضيف د. علي جمعة هو وضع أعمال دينية تؤدي المعنى المقصود بعيدا عن النص القرآني وذلك مثل موسيقا ذات دلالات دينية أو الأذان أو الدعاء وغيرها من مظاهر الذكر التي تذكرنا بجلال الخالق وجمال الخلق.

تأكيد ثقافة المجتمع



وتتوقف د. نعمة مشهور أستاذة الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر أمام هذه الظواهر من زاويتين الأولى: اعتبار هذه الرسوم والمسامع والنقوش واحدة من مظاهر العادات والثقافات والسلوكيات التي تعكس ثقافة المجتمع وعاداته. والثانية: ما قد يترتب عليها من ترف وإسراف وإنفاق في غير ضروريات المجتمع.

ولا شك أن الأواني ونقوشها أو الأغاني وكلماتها تمثل انعكاسا للمجتمع، ولو نظرنا إلى كثير من هذه العادات لوجدناها غريبة عن ديارنا وسلوكياتنا العربية والإسلامية، ولهذا فإن النقوش أو الأغاني التي تحمل دلالات دينية هي عمل مطلوب لتأكيد ثقافة المجتمع المسلم في الوقت الحالي، وهي رد فعل في مقابل الكثير من النقوش والكلمات الساقطة التي لا تعكس وجدان الإنسان المسلم، وفي تاريخنا الطويل مثلت الفنون والنقوش والعادات تجسيدا حيا لعادات المجتمع وسلوكياته.

ومن الزاوية الثانية تحذر د. نعمة من اعتبار هذه الأمور مظهرا من مظاهر الترف والإسراف وتقول: حالة الفقر والمعاناة الاقتصادية التي يعانيها قطاع واسع من المسلمين تعود إلى أن الفرد ومن ثم المجتمع، لا يستطيع ترتيب أولوياته ولا يعرف كيف ينفق أمواله فيما يفيده ويفيد مجتمعه.

ولهذا أنا أقف أمام جهاز “الموبايل” كله وليس رناته باعتباره في كثير من الأحيان مظهرا من مظاهر الإسراف والترف، ونحن نعرف أن الإسلام حرم مظاهر الترف أو التفاخر حتى في الأمور الحلال فما بالنا إذا كانت موضع شبهة؟ ولهذا قرر القرآن هذا المبدأ العام فقال تعالى: “يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا”، كما حرم الإسلام لبس الذهب والحرير على رجال المسلمين سدا لباب الفتنة والترف، وللمعنى ذاته حرم ديننا آنية الذهب والفضة، مهما كانت نقوشها، وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الذي يأكل ويشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم”.

إذن فلنتنعم بنعم الله، شريطة أن تكون عونا لنا على قضاء مصالحنا وخدمة عاداتنا وثقافتنا، وبعيدا عن الإسراف والتفاخر والترف.

تبجيل كتاب الله



ويؤكد المعنى نفسه د. صبحي عبد الحميد الأستاذ في كلية اللغة العربية في جامعة الأزهر ويقول: من حقنا أن نتبارك بالأذكار أو الأدعية وأن نبدي كل مظاهر الإجلال والتبجيل للقرآن الكريم ولكن أيضا يجب أن نبتعد بكتاب الله عن بعض الأمور التي تخرج القرآن عن كونه دستورا لضبط حركة الحياة في دنيا الناس وفي الكون كله.

ولهذا حذر العلماء قديما من تعليق بعض الآيات أو الأدعية على الصدور وحذروا كما حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من تعليق التمائم التي قد تشغل قلب المؤمن عن الإخلاص لله. وإذا كان الرسول قد قطع بحرمة تعليق الودع أو الخرز وغيرها من التمائم فقال: “من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن علق ودعة فلا أودع الله له” فإن العلماء حذروا من تعليق آيات القرآن حتى لا يوضع القرآن في غير موضعه.

ويضيف: نحن نقدر المشاعر الدينية التي تقف وراء استخدام الأدعية أو الآيات على هذا النحو، ولكن لا نقدر هذا الإسفاف الذي يقع فيه بعض الشباب عندما ينشر العري أو يصور الفتيات في مشاهد فاضحة أو يعلق صورا معيبة هنا أو هناك.

إن واجب الشاب المسلم أن يشغل نفسه بما يفيد دينه ودنياه وألا يتتبع عورات الناس لأن من تتبع العورات تتبع الله عوراته وفضحه بين الخلائق.

عودة إلى الدين



ورغم تحفظه على استخدام آيات القرآن في مثل هذه المواضع فإن د. رشدي شحاتة أستاذ الشريعة في كلية الحقوق في جامعة حلوان يشدد على أهميتها، حيث تعد دلالة على تعلق الناس بدينهم وعودة الكثيرين إلى الارتباط بالمشاعر الدينية.

ويقول: أنا لاحظت أن بعض الكتاب والمثقفين يكتبون عن مثل هذه الظواهر، ليس حفاظا على جلال القرآن بل ضيقا من عند أنفسهم بتعلق بعض الشباب بالأدعية والأذكار، وكأن هؤلاء يرضيهم أن يضع الشاب موسيقا راقصة على هاتفه، ولا يرضيهم أن يضع دعاء أو ذكرا أو أذانا أو أغنية دينية.

ولهذا فأنا مع الاستخدام المنضبط لهذه النقوش والنغمات، ونضع كل مسلم أمام ضميره الإيماني ليرى درجة حسن النية الموجود عنده والهدف من الاستخدام وتداعياته على الناس.

ويشدد د. رشدي على أننا يجب أن نربي الأمة، شبابا وأطفالا وشيوخا، على التعلق بالقرآن، وقراءته وسماعه، ومن قبل ومن بعد على الإيمان به والعمل والسلوك والعمل بمنهاجه.

وأن كثيرا من مظاهر التقدم التكنولوجي الحديث يصب في خانة خدمة الإسلام، وحفظ كتابه تأكيدا لقول الحق: “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” وتأكيدا لأثر القرآن في المشاعر والعواطف والأحاسيس والعقول والأفئدة. الخليج









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "دين"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024