المؤتمر نت - مشروع الغاز الطبيعي المسال في بلحاف شبوة

التحقيقات: خلاف شخصي وليس القرآن وراء الشغب في شبوة

الإثنين, 26-مارس-2007

المؤتمرنت - محمد طاهر -
التحقيقات: خلاف شخصي وليس القرآن وراء الشغب في شبوة
أكد العميد على المقدشي محافظ شبوة أن التحقيقات في أحدث الشغب التي جرت أمس بشبوة متواصلة اليوم إثر استجواب طرفي النزاع حول ظروف وملابسات تلك الاحداث المؤسفة.
وأضاف المقدشي لـالمؤتمرنت أن اللجنة استجوبت المهندس الفرنسي وعامل يمني تسببا في تصعيد الموقف ويجري التحفظ عليهما، والاستماع للشهود لمعرفة سبب الخلاف الذي تحول إلى أعمال شغب نتج عنه خسائر عديدة ، مضيفاً أنه من المبكر إعلان أي معلومات خصوصاً وأن الرؤية حول الحادثة لا تزال قاتمة .

وقال المقدشي إن جهات حكومية عديدة تتواجد حالياً في بلحاف بشبوة لمتابعة سير التحقيقات على رأسها أعضاء في اللجنة الأمنية العليا ومسئولين في وزارة الداخلية والدفاع ووزير النفط إلى جانب السلطات التنفيذية والمحلية في المحافظة التي ترابط في المكان حتى الانتهاء من معرفة كافة التفاصيل وما ستسفر عنه التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية حيال ذلك .

من جهته قال مصدر مسئول في الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسيل أن التحقيقات الأولية في واقعة أعمال الشغب بينت بشكل أولي أن السبب خلاف شخصي بين مهندس فرنسي وأحد العمال اليمنيين ولا علاقة له بالإساءة للقرآن الكريم .

وأضاف المصدر في تصريح لـالمؤتمرنت أن السلطات اليمنية التي باشرت التحقيق في أحداث الشغب أبلغت مسئولي الشركة بناء على استجواب المهندس الفرنسي التابع للشركة ألام " يمدا " وأحد عمال إحدى شركات المقاولات في الباطن المتفرعة عنها أن الحادثة بدأت بخلافٍ شخصي ليتطور بسبب سوء فهم في أوساط بعض العاملين والمبالغة في التحريض بمزاعم الإساءة إلى القرآن الكريم نتج عنه اندفاع ما بين (300- 400) عامل لارتكاب أعمال شغب ألحقت أضرارا بسيطة ببعض المركبات والمباني الخدمية ، وإشعال أحد المتظاهرين النار في الطائرة المروحية المكرّسة لأعمال المشروع.

مؤكداً أن الأسباب الحقيقة جرى تضخيمها بشكل كبير عبر محاولة عدد من العمال إثارة وتوسيع هوة الخلاف بحشر قضية الإساءة للمصحف الشريف ، موضحاً أنه من المستحيل أن يقدم أحد على هذا العمل المشين نظراً للعواقب الوخيمة التي قد يخلفها مثل هذا العمل ليس على مستوى اليمن فحسب وإنما على مستوى العالم ، حيث ما تزال بعض القضايا في هذا الإطار تثير ردود أفعال عنيفة لم تهدأ منذ أكثر من عام .

مشدداً أن هذه المعلومات هي حصيلة أولية للتحقيقات التي ما تزال جارية لمعرفة بداية الخلاف الذي تراكم بين الطرفين ، نافياً بشدة أن تكون مزاعم الاساءة للقرآن صحيحة ، معرباً في ذات السياق عن أسف الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال لهذا الحدث الجلل.

وأضاف المصدر أن الجهات المختصة في الحكومة سيطرت تماماً على الوضع بسرعة بعد اندلاع أعمال الشغب، وعاد بعدها العاملون في الموقع إلى أعمالهم ابتداء من صباح اليوم الاثنين وعادت الأوضاع إلى طبيعتها، مشيراً إلى تواجد مكثف للمسئولين اليمنيين وعلى مستوى رفيع ، مشيداً بالجهود التي بذلتها الجهات الأمنية والعسكرية فور اندلاع أعمال الشغب .

وكان مصدر أمني مسئول أكد السيطرة على أحداث الشغب عقب وقوعها وتشكيل لجنة من الأجهزة الأمنية ومكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بالمحافظة والسلطة المحلية لتتولى مع إدارة المشروع التحقيق في ملابسات الحادث ورفع تقرير مفصل للجهات المعنية ليتم في ضوء ذلك اتخاذ المعالجات المناسبة وفقا للأطر القانونية، مؤكداً وضع الإجراءات الكفيلة بتلافي حدوث مثل هذه الأعمال في المستقبل وتوفير كافة الأجواء التي من شانها ضمان سير تنفيذ هذا المشروع الحيوي الهام بصورة مثلى بما يحقق الأهداف المنشودة منه للاقتصاد الوطني والشركات المساهمة في تنفيذه ، نافياً ما تناولته بعض وسائل الإعلام عن وفاة أحد العمال جراء الحادث.

وبحسب بلاغ صادر عن الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال تلقاه المؤتمرنت مساء اليوم الاثنين فإنها تقوم حالياً بإنشاء محطة لتسييل الغاز الطبيعي على الشاطئ المطل على البحر العربي، بمحافظة شبوة، بالإضافة إلى خط أنبوب طوله 320 كلم يربط وحدات إنتاج ومعالجة الغاز في القطاع 18 بمأرب بمحطة تسييل الغاز الواقعة على بعد 400 كلم شرق مدينة عدن.

وأشار البلاغ إلى أن قوام العمالة القائمة على إنشاء المحطة حالياً حوالي 4 ألاف شخص بالإضافة إلى ما يقارب ألف شخص آخرين على طول خط الأنبوب ، وعينت شركتين مقاولتين رئيستين لإكمال أعمال الإنشاء في المشروع وقام المقاولون بدورهم بتعيين العديد من المقاولين من الباطن وعددهم ( 14) للمساعدة في إتمام أعمال محددة في المشروع.

وتجدر الإشارة إلى أن الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال تتكون من مجموعة ملاك هم ( الحكومة اليمنية ممثلة بشركة الغاز اليمنية ( بحصة 16.73 % ) شركة توتال ( 39.62% ) ، شركة هنت للنفط (17.22% ) ، مؤسسة كوريا الجنوبية SK (9.55%) ، شركة كوجاز (6%)، هيونداي (5.88% )، والهيئة العامة للتأمينات والمعاشات (5%)) .