الأحد, 08-يونيو-2025 الساعة: 06:02 م - آخر تحديث: 03:33 م (33: 12) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
بالوحدة تسقط كل الرهانات
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الزواج المبكر.. أسبابه وأضراره وطرق الحد منه
د. جميل حسن شروف
آن أوان تحرير العقول
أحمد أحمد الجابر*
الوحدة امتداد طبيعي لهويتنا اليمنية الوحدوية
قاسم محمد لبوزة*
لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة
غازي أحمد علي محسن*
الذكرى السنوية ليوم الوحدة اليمنية المباركة
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
الوحدة.. الحدث العظيم
محمد حسين العيدروس*
مايو.. عيد العِزَّة والكرامة
عبيد بن ضبيع*
في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر
إياد فاضل*
الوحدة التي يخافونها..!!
د. عبدالوهاب الروحاني
الوحدة اليمنية عهد لا ينكسر وأمل لا يموت
عبد السلام الدباء*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
فنون ومنوعات
بقلم : نـزار العبادي -
كَــــلام مُعارضَــــة..!

كثير ما تستوقفنا لقطات صغيرة من مفردات حياتنا، لكنها تعلمنا دروساً كبيرة لا يُخيّل للمرء أنه كان سيتعلمها بغير تلك المواقف.. فقد لفت انتباهي حديث دار بين اثنين من ركاب الباص الذي كان يقلّني إلى منزلي، إذ كان أحدهما ينقل لصاحبه خبراً عن قيام الأجهزة الأمنية بالتحقيق مع أناس – ذكر أسمائهم- بتُهمة تحصيل الزكاة بغير تخويل قانوني.. فاندهش الشخص الآخر وباغت صاحبه بالسؤال: "مَنْ أخبرك بهذه الحكاية ؟"
فردّ عليه: "قرأته في صحيفة – الصحوة "
فما كان من الآخر إلا أن أعاد ظهره مسترخيا من جديد، ورسم ابتسامة عريضة ، وهو يقول: "فجَعْتني قُلت إنه وقع صدق.. هذا مجرد كلام معارضة!" ثم أخذ يسرد لصاحبه جملة من الأكاذيب التي سبق أن تناقلتها وسائل إعلام المعارضة، كاشفاً وجوه حقائقها التي بانت عليها بعد حين من الزمن.
وفي الحقيقة، أنها لم تكن المرَّة الأولى التي تتوارد فيها إلى مسامعي عبارة (كـلام معارضـة) حتى غلبني الظن أنها ستتحول في بلادنا إلى مثل شعبي تتناقله الأجيال على غرار: (مَكْوى جُمْعَة) ، (قَطْرَة في بَحَر) ، (عَمْياء تخَضِّب مَجْنونة) و (كُلّهُم حَطَب سالمَة).. وغيرها.
فالغريب في هذا العصر أن ثورة المعلومات والانفتاح الواسع جداً على شعوب العالم وتجاربها لم يعلِّم الكثير من أحزاب المُعارضة في بلادنا معنى أن يكون في صف المعارضة، وماهي المسئوليات الوطنية المُلقاة على عاتق الحزب أو التنظيم المعارض.. فهم ما زالوا حتى الساعة يتصوّرون أن مهمتهم الأساسية التي شكلوا أحزابهم لأجلها هي معارضة ورفض كل ما يصدر عن السلطة أو الحزب الحاكم، وتجنيد كل الطاقات لتشويه سياساته وبرامجه وإنجازاته، حتى لو رأوها بأُمِّ أعينهم تدُرّ على الشعب خيراً.
لا أظن أن أحداً منا سبق له أن قرأ في صحيفة معارضة خبراً واحداً، أو حتى مقالاً صغيراً منزوياً يتحدث عن عمل إيجابي قامت به الدولة. فكلام المعارضة في كل آنٍ وزمان يفوح بالسُّوء والحقد على كل ما تتفوّه به رموز السلطة.. فصار مألوفاً للقاصي والداني أن تلعن المعارضة الثورة السبتمبرية ما دام الحزب الحاكم يُفاخر بها، وأن تُشوِّه مسيرة الوحدة و الديمقراطية لأنهما من منجزات الحزب الحاكم، وأن ترفض أية خطوة نحو البناء المؤسسي الحديث للدولة ما دامت تقع ضمن البرامج التي يتطلع لتحقيقها المؤتمر الشعبي العام.
ومن عجائب الزمان أن بعض المعارضة أقام الدنيا ولم يعقدها لمجرد أن تبنَّت الدولة مشروع توحيد التعليم ومناهجه، حتى أنهم تحدثوا عنه بلغة التجريم بالخيانة العظمى،وأنها خطوة على طريق تصفية الحركة الاسلامية..الخ . وهو الموقف ذاته الذي تعيد نسخه مع قرار تنظيم أعمال تحصيل الزكاة ضمن أطرها الشرعية التي لا يختلف عليها اثنان من علماء اليمن أو غيرها من البقاع الإسلامية.. لكن بعض المعارضة ترى في ترك الأمر مفتوحاً للفوضى والاجتهادات وكل من هبَّ ودبَّ هي عمل وطني مشرِّف يستحق النضال ، ويدخل في نطاق جهود بناء الدولة الحديثة.
ولعل مثل هذا السلوك الطائش لا يمكن أن نجده في معارضة أي بلد يمارس التعددية الحزبية، لأن الجميع يدرك أهمية سيادة النظام والقانون، وأنهما من فضائل الدول الحديثة الناهضة، وإحدى أهم ركائزها.
كلام المعارضة اليمنية أمسى قائماً على شريعة (المخالفة والنقض) وما سواهما يعد فساداً وتآمراً.. فإذا سمعتم المؤتمر يوماً يقول : أن اليمن بلاد جبلية ، فلا تصدّقوه ، وبإمكان المعارضة أن تتحدث لساعات عن - الرُّبع الخالي- لإثبات العكس، بل ولإثبات عدم وجود تعليم في اليمن بدليل خلو الصحراء من المدارس، وربما سيؤكد التجمع اليمني للإصلاح أن المؤتمر يتآمر على وجوده (الإسلامي) بدليل عدم وجود حياة بشرية في المناطق الصحراوية التي تسطع عليها (الشمس) بقوة نكاية برمز الإصلاح الانتخابي، ولا أظن أحداً منهم سيتردد في اتهام المؤتمر بتجفيف الصحراء وأنه أهمل واجبه الوطني في إحيائها وزراعتها.. وما عليكم في النهاية إلاّ أن تبتسموا لكل مايقولونه.. لأنه مجرّد.. كــلام معارضـــة.











أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "فنون ومنوعات"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025