المفوضية الأوروبية:اليمن شريك والقربي :هذه ثمار الديمقراطية

من المقرر أن تبدأ المفوضة الأوروبية المكلفة بالعلاقات الخارجية وسياسة الجوار في الإتحاد الأوروبي، بينيتا فيريرو فالدنر اليوم زيارة رسمية على راس وفد من الاتحاد الأوروبي إلى اليمن تستغرق يومين حيث ستلتقي خلالها بالمسئولين في الحكومة اليمنية وتبحث معهم العديد من القضايا المرتبطة بالعلاقات بين اليمن والاتحاد الاوروبي ،بالإضافة إلى قضايا الشرق الأوسط والمنطقة .

وتعد زيارة فالدنر هي الأولى الى اليمن  لمسئول أوروبي بهذا المستوى وهو ما اعتبره وزير الخارجية الدكتور ابوبكر القربي دليلاً واضحا بان الأوروبيين وجدوا  مصداقية لدى اليمن في تنفيذ الإصلاحات، خصوصاً فيما يتعلق بالانتخابات المحلية والرئاسية.

وفالدنر هي مفوضة العلاقات الخارجية وسياسة الجوار في الاتحاد الأوروبي وهي المسئولة عن أهم الأقسام بالمفوضية والتي تشمل سياسة الجوار مع الدول العربية والدول المطلة على البحر المتوسط.

وقال وزير الخارجية في حديث لـ"المؤتمرنت" ان  الأوروبيين  باتوا على قناعة بأن الديمقراطية في اليمن ليست ديكوراً كما يحاول البعض تصويرها؛ إضافة إلى ذلك أن الاتحاد الأوروبي حريص على أن تخرج اليمن من وضع النمو الاقتصادي الضعيف إلى نمو اقتصادي تستطيع من خلاله مواجهة التحديات وتعزيز دورها في المنطقة.

وتابع الدكتور القربي : الزيارة تأتي لتعزيز العلاقات بين اليمن والاتحاد الأوروبي والإطلاع على العديد من الإنجازات التي تحققت في اليمن خلال السنة والنصف الماضية  في مجال الإصلاحات، وهي الإصلاحات التي تضمنها البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية والتي بدأت الحكومة بتنفيذها.

وفي رده على سؤال لـ"المؤتمرنت" حول إمكانية طرح موضوع المبادرة العربية في إطار المباحثات مع الوفد الأوربي قال وزير الخارجية ان  المباحثات  ستشمل جانبين الأول يتعلق بالعلاقات اليمنية الأوروبية حيث سيتم مناقشة  دور الاتحاد الأوروبي والدعم الاقتصادي الذي سيقدمه لليمن.
مضيفا : ان موضوع المبادرة العربية سيتم طرحه في إطار بحث القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط.

من جانبها أكدت المفوضة الأوروبية أن "الإتحاد الأوروبي مهتم بإقامة شراكة قوية مع اليمن"، واصفة اليمن بـ"الشريك الهام لأوروبا".
 وأشارت المفوضة في تصريحاتها أمس أن الدعم الأوروبي لليمن سيركز " على دعم حسن الإدارة، وتنشيط القطاع الخاص، ومكافحة الفقر، ومساعدة الاقتصاد اليمني على التأقلم مع الاقتصاد العالمي".

وأضافت المفوضة أن اليمن يواجه اليوم تحديات كبيرة، "ونحن على استعداد لمرافقته للنهوض بها، خاصة في مجال دعم الديمقراطية، الأمر الذي يساهم في تسريع وتيرة الإصلاحات وتعزيز الثقة بالاقتصاد الوطني".

واعتبرت المفوضية أن الحكومة اليمنية، قد اعتمدت أجندة إصلاحات طموحة قد حققت الكثير من الخطوات الإيجابية، "ومن هنا رغبة المفوضية في تركيز مساعداتها القادمة، على دعم المؤسسات الدستورية والمجموعات البرلمانية والأحزاب السياسية، وكذلك تفعيل سيادة القانون وحقوق الإنسان ودعم قطاع الصحة"، حسب ما جاء في بيان صادر بهذا الشأن.

ويؤكد المسئولون في اليمن ان هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة على صعيد علاقات اليمن مع الاتحاد ويقول وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي هشام شرف -في حوار مع "المؤتمرنت"-: إن زيارة " فالدنر" تكتسب أهمية خاصة كونها الزيارة الأولى لمسئول أوروبي رفيع المستوى منذ انعقاد مؤتمري المانحين بلندن واستكشاف فرص الاستثمار بصنعاء .

سفير اليمن في بروكسل،عبد الوهاب محمد الشوكاني قال إن زيارة فالدنر إلى اليمن "تأتي لتؤكد على عمق العلاقات اليمنية الأوروبية المتنامية والدفع بها نحو مجالات أكثر تقدما وبما يلبي التطلعات المشتركة".

وحول اهتمام الإتحاد الأوروبي باليمن، اعتبر الشوكاني أن تنامي هذا الاهتمام مرده "التزام اليمن الحقيقي" بالإصلاحات السياسية و الاقتصادية والإجراءات العملية في تعزيز الديمقراطية وخطوات بناء المجتمع المدني.

وذكرّ سفير اليمن في بروكسل بأن فريق الاتحاد الأوربي لمراقبة الانتخابات قد لاحظ باهتمام مدى التزام بلاده بأجندة الإصلاحات الوطنية.

 واعتبر الدبلوماسي اليمني الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت في سبتمبر من العام الماضي "مقياسا حقيقياً لمدى تقدم اليمن في جوانب المنظومة المتعلقة بالحكم الرشيد وتعزيز الديمقراطية ودعم وتطوير برامج الإصلاح التي تشمل مكافحة الفساد، وإقرار الذمّة المالية للمسؤولين الحكوميين، والشفافية واستقلال السلطة القضائية والمؤسسة العليا للرقابة والمحاسبة".

وأشاد الشوكاني بدور الاتحاد الأوروبي "الهام" في إنجاح مؤتمر المانحين في لندن لدعم اليمن حيث رفع سقف الدعم الإجمالي إلى 72 مليون يورو خلال الأعوام 2007-2010 وذلك لدعم الخطة اليمنية الخمسيه الثالثة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودعم برنامج الإصلاح الاقتصادي والسياسي.

وترسخت العلاقات اليمنية الأوروبية في عام 1997، حيث عقد اتفاق تعاون ثنائي، كان يغطي الجوانب التجارية والتنمية والثقافة وغيرها، "الانتخابات التي شهدت تطوراً ملحوظاً في مجال سير العملية الانتخابية، ومشاركة النساء، وإعلان النتائج"، حسب تقارير أوروبية نشرت في ذلك الوقت.

و علاقة اليمن بالاتحاد الأوروبي تمتد الى السبعينيات من القرن الماضي وتطورت بشكل اكبر بعد توقيع اتفاقية التعاون بين اليمن والاتحاد الأوروبي عام 1984م، واثر نجاح مفاوضات عقدت بين الطرفين عام 1997 تم فيها وضع إطار متقدم وموسع لاتفاق تعاون تجاري وتنموي واقتصادي تم التوقيع عليه في 25 نوفمبر 1997 وبذلك حل مكان اتفاق 1984 وسرى مفعول هذا الاتفاق في 1 يوليو 1998".

وشهد عام 2004 تحولاً جيداً  في مسار علاقات اليمن بالاتحاد الاوروبي حيث تم افتتاح مقر لبعثة الإتحاد في صنعاء،فضلا عن إنشاء لجنة الحوار السياسي واللجنة الاقتصادية المشتركة.

وشارك الإتحاد الأوروبي  في الرقابة على الانتخابات الرئاسية والمحلية في اليمن في 20 أيلول/سبتمبر 2006.

 وحسب بلاغ صحفي صادر عن بعثة الاتحاد في صنعاء تلقى "المؤتمرنت" نسخة منه فان البعثة ستنظم بعد غد الإثنين محاضرة بجامعة صنعاء عن " الإتحاد الأوربي واليمن نظرة نحو المستقبل".