السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 04:41 م - آخر تحديث: 04:27 م (27: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
عربي ودولي
المؤتمر نت -

المؤتمرنت -
ساركوزي.. في الإليزيه
تصلح حياة نيكولا ساركوزي الذي فاز برئاسة فرنسا أول من أمس، أن تتحول الى فيلم سينمائي تجتمع فيه كل عناصر الإثارة من غرام وانتقام وطموح وضرب. فهذا الشاب الذي يماثل امبراطور فرنسا نابليون الأول في قصر القامة، ولد في باريس عام 1955 لأب مهاجر من هنغاريا، وكان اسمه الكامل عند الولادة « نيكولا بول ستيفان دو ناغي بوسكا».

ينتمي والد ساركوزي الى اسرة من ملاك الأرض الصغار، أنعم عليها الامبراطور فرديناند الثاني، ملك بوهيميا وهنغاريا، بلقب نبيل في القرن السابع عشر. وهكذا صار في مقدورهم أن يلحقوا باسم الاسرة اسم قريتهم التي ينتسبون اليها. أما ساركوزي فيعني المستنقع الصغير.

عند وصول الجيش الأحمر السوفياتي الى البلاد عام 1944 وجد بال، والد نيكولا ساركوزي، نفسه مجرداً من أرضه، فسلك دروب المنفى وتنقل ما بين النمسا وألمانيا الى أن التقى بمندوب عن الفرقة الأجنبية للجيش الفرنسي، وانتمى الى تلك الفرقة وسافر للخدمة معها في الجزائر العاصمة وسيدي بلعباس غرباً لكنه اعتبر غير صالح للخدمة العسكرية في الهند الصينية، وجرى تسريحه من الجيش في مرسيليا، فاستقر في فرنسا.

انتقل بال، الهنغاري النبيل والوسيم الذي لا يملك شيئاً، الى باريس حيث تعرف على باندريا ماللا، المعروفة باسم دادو، وهي ابنة جراح يهودي اعتنق الكاثوليكية، فأحبته وتزوجته وتخلت عن دراسة الحقوق لتنجب له ثلاثة أبناء ذكور. لكن الأب هجر الأسرة، والصغير ساركوزي في الرابعة من عمره بعد، فعادت دادو الى الجامعة وربت أبناءها بنفسها بعد العمل محامية.

تقول صحيفة «الديلي تلغراف» أن الدافع الاكبر لساركوزي على تحقيق النجاح في مشواره السياسي، الجملة التي قالها والده له يوما ما، وحاول بها إحباط آمال ابنه العظيمة، فقد قال «بهذا الاسم وتلك الدرجات التي تحصل عليها، فلن يمكنك ابدا ان تحقق النجاح في فرنسا». وهو ما اعاد الزعيم اليميني المتطرف جان ماري لوبن قوله عندما قال ان ساركوزي «ليس فرنسياً بالدرجة الكافية» حتى يدخل سباق الترشيح للرئاسة، ولكن ساركوزي الذي أصرَّ على اثبات خطأ والده درس في معهد العلوم السياسية ونال اجازة في القانون وعمل محامياً ثم دخل ميدان العمل السياسي في سن مبكرة، مناضلاً في صفوف اليمين تحت زعامة جاك شيراك. وفي بداية حملته الانتخابية، أكد عزمه النجاح قائلا «لقد تغيرت، سوف اقابل الناخبين بقصتي وبما تعلمته في حياتي وبأحلام طفولتي التي لم تفارقني لحظة». وأثناء عمله مع شيراك نشأت بينه وبين كلود، ابنة شيراك علاقة عاطفية لم تدم طويلاً. ولعل السياسي الشاب الطموح أدرك أن زواجه منها سيجعل منه صهراً لشيراك، لا أكثر، وقد يقطع عليه مسيرة الصعود الى ما هو أبعد. وفي عام 1982 تزوج من ماري دومينيك كوليولي وأنجب منها ولدين قبل أن يقع في غرام سيدة حسناء من اصول سلافية قريبة من اصوله هي سيسيليا سيغانيه البينيز التي رآها لأول مرة عندما كان عمدة لضاحية «نويي» غرب باريس، وتولى مراسم عقد زواجهما النجم التلفزيوني جاك مارتان. ويبدو أنه وقع أسير قامتها الفارعة وبشرتها الصهباء وعينيها الجميلتين. كانا يتشابهان في الطموح والرغبة في الخروج من خانة أبناء المهاجرين لتصدر أوساط النخبة الباريسية. ولم تمض سوى سنوات وجيزة حتى كانت سيسيليا قد تركت بيت الزوجية وانتقلت لتقيم في شقة من حجرة واحدة تلتقي فيها حبيبها السياسي الصاعد. ثم تطلق كل منهما من جانبه وتزوجا عام 1996. وكان شاهد زواجهما وزير الداخلية الأسبق شارل باسكوا. وبعدها بسنة أنجبا طفلهما لوي.

عاشت سيسيليا مثل الظل الذي لا يفارق ساركوزي. وكانت زوجته ومستشارته ومديرة أعماله وذراعه اليمنى. ولما أصبح وزيراً للداخلية استحدث لها مكتباً ملاصقاً لمكتبه ومنصباً مساعداً بدون مرتب. وكانت تنوب عنه في تفقد مدارس الشرطة وحضور المناورات والاجتماعات. وقيل يومها إنها تتبع خطى الأميركية هيلاري كلينتون التي أوصلت زوجها، بجهدها، الى قصر الرئاسة.

لكن تلك الصورة الجميلة، اصيبت بشرخ كبير حين تركت سيسيليا منزل الزوجية، بدون سابق انذار، وذهبت لتقيم في نيويورك مع صديق يعمل في تنظيم المؤتمرات الدولية هو ريتشارد أتياس. وتلقى الوزير الشاب أقسى ضربة في حياته حين نشرت مجلة «باري ماتش» صورة زوجته وصديقها على غلافها. وقيل إن ساركوزي عمل المستحيل لإيقاف ذلك الغلاف. لا شك أن سفر سيسيليا كان ردة فعل على هفوة كبيرة ارتكبها زوجها في حقها. وهنا تتعدد الروايات حول خصوم سياسيين دقوا اسفيناً بين الزوجين العاشقين وأوحوا لسيسيليا بأن زوجها على علاقة مع غيرها وجاءوها بصور التقطت خلسة.

لا أحد يعرف بالضبط ما جرى. لكن المؤكد أن سيسيليا عادت فجأة الى باريس مثلما كانت قد غادرتها فجأة. وتمت المصالحة بينها وبين ساركوزي في مثل هذه الأيام من العام الماضي بعد قرابة السنة من الافتراق. فهل هو منطق الصعود الذي دفع بالمرشح القوي للرئاسة الى التفاوض مع زوجته وغفران ما أقدمت عليه؟ أم أنها صفقة مؤقتة تنتهي بعد انتهاء المعركة السياسية ودخول ساركوزي «الإليزيه»؟

الأرجح أن الفرنسية الاولى الجديدة ستنسجم في دورها الجديد، وإن حرصت على عدم الظهور أمام الأضواء كعهدها السابق. ومن رآها، أمس، خارجة من فندق باريسي فخم مع زوجها، غداة الفوز الكبير، ترتدي تايوراً أبيض وتحمل باقة من الأزهار البيضاء يظنها عروساً في صباحها.

في أي حال، لا بد أن الرئاسة ستأكل ساركوزي وتمتص كل أوقاته بحيث لا تعود أمامه أية فسحة لمغامرة جديدة. إلا إذا سار على خطى خصمه السياسي فرانسوا ميتران وترك لقلبه حرية العشق حتى الثمانين. الشرق الاوسط








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "عربي ودولي"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024