الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 10:38 ص - آخر تحديث: 04:26 م (26: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
دين
المؤتمر نت -
المؤتمرنت -
تغيير يوم الإجازة يشعل خلافاً فقهياً
أثيرت أخيرا في بعض البلدان الإسلامية مسألة تغيير يوميّ الإجازة الأسبوعية من يومي الخميس والجمعة الى يومي الجمعة والسبت، فقد رأى بعض الإسلاميين ان في ذلك تشبها باليهود والنصارى وتخليا عن «خصوصية» اسلامية، في حين رأى آخرون ان ذلك ليس صحيحا، وان الجمعة، هو يوم العطلة الاسلامية، واما يوم الخميس فليس له خصوصية دينية، وأن هناك مصلحة اقتصادية وادارية عالمية في جعل يوم السبت يوم اجازة. في السياق التالي، نستعرض جانباً من هذا الجدل في مصر والكويت والسعودية:

اتفق علماء أزهريون على أن تحديد أيام معينة للاجازة الأسبوعية أمر تنظيمي لا يخضع لأوامر دينية باعتبار أن الأيام كلها أيام الله، وإنما يخضع لأجهزة ونظم الإدارة في المجتمع، خاصة فيما يتعلق بالتواصل بين المؤسسات والمصالح الحكومية في دولة ما مع العالم الخارجي. وأكد العلماء أن هذا لا يمنع من وجود يوم اختص الله به كل أصحاب شريعة من الشرائع السماوية لأداء بعض الشعائر والصلوات، فكما اختص الله المسلمين بيوم الجمعة ليجتمعوا فيه لأداء صلاة الجمعة، جعل أيضا يوم السبت لليهود والأحد للنصارى. وحول هذا الموضوع يرى الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وكيل لجنة الشؤون الدينية بالبرلمان المصري سابقا، أن مسألة تحديد أيام معينة ما عدا يوم الجمعة للعطلات الرسمية في البلاد الإسلامية أمر جائز من الناحية الدينية لأن المسألة تتعلق بشقين؛ الأول أن مسألة المعتقد الإسلامي بأن الأيام كلها أيام الله عز وجل، وان جميع ايام الله واحدة؛ وبالتالي فإن الجمعة مثل السبت والأحد لا فرق مطلقا في ذلك. والشق الثاني في رأي الدكتور بيومي يتعلق بشخصية الأمة وثقافتها وما درجت عليه من أعراف وعادات وتقاليد متوارثة وهو ما جعل المسلمين في أغلب البلاد الإسلامية يخصصون الجمعة يوما للعطلة الرسمية، وذلك لارتباط هذا اليوم بصلاة الجمعة التي يجتمع فيها المسلمون لسماع خطبة الجمعة والتهيؤ لها باللباس النظيف والتطيب، وهذا يستدعي وقتا من المسلم كي يعد نفسه لأداء صلاة الجمعة. وقال الدكتور بيومي إن تخصيص يوم غير يوم الجمعة للعطلات الرسمية مثل يوم السبت أو الأحد في بعض البلاد الإسلامية لأسباب اقتصادية مثلا أمر جائز من الناحية الدينية لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول «أنتم أعلم بشؤون دنياكم». ولكي يشعر العالم بأن المسلمين متواصلون معه، ولكن في الوقت نفسه لنا شخصيتنا المستقلة التي تميز هويتنا وثقافتنا، مشيرا إلى أنه عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وجد أن اليهود يعظمون يوم عاشوراء، فسأل عن سر صيام اليهود لهذا اليوم، فقالوا يوم أن نجَّى الله فيه موسى عليه السلام وأغرق فرعون، فقال صلى الله عليه وسلم: «نحن أحق بموسى، والله لو عشت لعام قادم لأصومنَّ يوم تاسوعاء وعاشوراء». وأراد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بمخالفة اليهود كي تكون لأمته هويتها وشخصيتها المستقلة وفي الوقت نفسه لم يمنع التواصل مع غير المسلمين.

أما الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق عضو مجمع البحوث الإسلامية، فيؤكد أن اتخاذ أيام للعطلات الأسبوعية الرسمية في بعض الدول الإسلامية إضافة إلى يوم الجمعة أمر جائز ولا حرج فيه من الناحية الشرعية لأن الأيام كلها أيام الله. وقال الشيخ عاشور: إن فلسفة اتخاذ المسلمين ليوم الجمعة كعطلة رسمية تكمن في أن هذا اليوم بالذات يحتاج من المسلم وقتا كي يعد نفسه لأداء صلاة الجمعة وسماع خطبتها حتى ان البعض يطلق عليه يوم عيد المسلمين، حيث يلتقي فيه المسلمون في المساجد وبعد انتهائهم من أداء صلاة الجمعة.

وأكد الشيخ عاشور ان اتخاذ المسلمين لأيام أخرى غير يوم الجمعة كعطلة رسمية هدفه تحقيق التواصل والتعاون الذي أمرنا به الإسلام مع العالم وليس معناه أن المسلمين تخلوا عن دينهم، مشيرا إلى أن كثيرا من المؤسسات والمصالح الرسمية والقطاعات الاقتصادية كالبنوك مثلا تأخذ يومي الجمعة والسبت إجازة. كما أن هذه المنظمات والبنوك في كثير من دولنا العربية والإسلامية مرتبطة بهذه البنوك في معاملاتها وأنشطتها اليومية؛ وبالتالي فمن المصلحة أن تتوحد أيام الإجازات بين هذه المؤسسات وما تدعو إليه الضرورة، فإن الإسلام يرحب به.

وخلص الشيخ عاشور انه في ظل العولمة وارتباط الأنشطة والأعمال في كثير من دول العالم ببعضها، فان المسلمين لا بد أن يعملوا على تحقيق التواصل والتعارف مع العالم الخارجي مع الاحتفاظ بهويتهم وعروبتهم لأن مسألة اتخاذ المسلمين لأيام غير يوم الجمعة كإجازات رسمية ليس مسألة اعتقادية وإنما مسألة شكلية لأننا لابد أن نوائم أنفسنا مع العالم ولا نجعل الفرض كالمباح مثلا. وفي الكويت، أخذت الصورة شكلا آخر، التبس فيه الفقه بالسياسة. فقد شهدت الكويت خلال الأسبوعيين الماضيين جدلا شرعيا وفقهيا إثر قرار الحكومة تحويل عطلة نهاية الأسبوع من يوم الخميس والجمعة إلى يومي الجمعة والسبت، وأثار هذا القرار حفيظة أساتذة الشريعة وبعض الأئمة الذين حفلت الصحف بآرائهم وأسانيدهم التي تبين صحة وجهة نظرهم.

وأوصى البرلمانُ بناءً على رغبة عدد من النواب الإسلاميين والمقربين من التيار الإسلامي، الحكومة ضرورة دراسة قرارها قبل تطبيقه من عدة زوايا شرعية واقتصادية ومرورية واجتماعية.

ومن جملة ما نشر، يمكن تلخيص ما دار بأننا أمام وجهتي نظر شرعيتين؛ الأولى يدعمها أستاذ الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت، الدكتور بسام الشطي (من التيار السلفي)، والتي تؤكد صواب قرار الحكومة من منطلق قياس المصالح والمفاسد؛ والثانية يعبر عنها الدكتور سعد العنزي (من الإخوان المسلمين) والتي يرى فيها أن الإسلام حرم التشبه باليهود والنصارى في أفعالهم وتصرفاتهم وعاداتهم وتقاليدهم؛ ومن بينها موضوع عطلة نهاية الأسبوع. وبداية مع الدكتور الشطي الذي نقلت عنه «الوطن» الكويتية أن «تحويل العطلة الأسبوعية إلى يومي الجمعة والسبت يجنب الدولة تعطيل مصالحها الاقتصادية؛ ومنها بيع النفط وشراؤه، إذ تعطل الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال يومي السبت والأحد، الأمر الذي يطيل الإجازة مدة أربعة أيام، وبالتالي تتعطل خلالها كثير من التعاملات الاقتصادية، وهذا يضعنا داخل إطار المفاسد. وشدد الدكتور الشطي على ضرورة الاهتمام بقياس المصالح والمفاسد، «خصوصا في ظل ما نعيشه من وفرة في البترول بدول الخليج العربي وما يمكن أن يتم من تأخير ومفاسد في حال عدم تغيير عطلة يومي الخميس بالسبت، مبينا أن القياس يجب أن يكون واضحاً حتى يبنى عليه الحكم الشرعي داعيا إلى طاعة ولي الأمر فيما يراه في صالح البلاد ولا يخالف شريعة رب العباد». أما المحامي الدكتور العنزي فأكد في تصريح مماثل أن «الإسلام حرم التشبه باليهود والنصارى في أفعالهم وتصرفاتهم وعاداتهم وتقاليدهم، مدللا بما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم حين سأل عن اليوم الذي يصومه اليهود يوم عاشوراء، فأخبروه صلى الله عليه وسلم أنه اليوم الذي نصر الله فيه موسى، فقال نحن أولى بموسى منكم فصامه، وقال لو كان في القابل لأصوم التاسع، مبينا أن هذا دلالة على عظم ووجوب مخالفة اليهود في أعيادهم وغيرها».

واعتبر الدكتور العنزي أن «هناك محاذير شرعية في ذلك؛ ومنها تحذير النبي من التشبه وتقليد اليهود»، مشيرا إلى أن التحريم في ذلك عام، ولا يختص بمقاليد معينة أو عادات وغيرها مما ليس فيه استثمار للعقل ولا يكون على أسس سليمة وموافقة للشريعة الإسلامية، وإذا كانت إجازة يوم السبت من أعياد اليهود فلا يجوز التشبه بهم وجعله عطلة رسمية للمؤسسات الحكومية والأهلية في الكويت، خصوصا في ظل عدم وجود حاجة لجعل هذا اليوم عطلة بوجود يوم الخميس كعطلة ويليه الجمعة».

ونيابياً، نبه النائب جابر المحيلبي (مقرب من السلفية) مجلس الوزراء من «ترحيل عطلة الخميس إلى السبت، لما في ذلك من تبعات سلبية اجتماعية ومرورية ودينية، فالمواطنون لهم في عطلة الخميس عدة فوائد ولن يجلب ترحيل الراحة إلى يوم السبت إلا العديد من المشاكل».

وأضاف المحيلبي أن «الخميس يوم صوم وعبادة، وكثيرون يصومونه حاليا اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويمكنهم من ذلك كونه عطلة تريحهم وتعينهم على اتباع السنة، بينما لا يمكن ذلك في حال ترحيل إلى السبت».

وتوقع المحيلبي أن «يخلق قرار ترحيل العطلة ربكة مرورية وازدحاما في البلاد، لأن هناك بنوكا وشركات استثمارية ومحلات لا تعمل يوم السبت، بينما الدوائر الحكومية تعمل في هذا اليوم، وهو ما سيكون ذا أثر سلبي وله تبعات كثيرة».

كما وجد تجمع ثوابت الأمة المقرب من الحركة السلفية «تغيير الإجازة إلى يوم السبت من المحرمات القطعية شرعا، فهو إحياء لنوع من شعائر اليهود وعقائدهم، وفيه طمس لمعالم الدين والملة، وعلى الحكومة والبرلمان تجنب اتخاذ مثل هذه القرارات التي تمس ثوابت الأمة وعقيدتها».

ونبه التجمع في بيان له إلى خطورة «إقرار عطلة السبت بدلا من الخميس دون النظر في سياقها الشرعي والاجتماعي، فلا يمكن اختزال قضية الإجازة في مسمى الأيام فقط، إذ يتعلق الموضوع بقضايا شرعية يعتبرها العلماء مهمة وتمس العقيدة، حيث يجب عدم التعجل في اتخاذ قرار مثل هذا من دون النظر فيه من ناحية شرعية».

وأكد التجمع أن «اتخاذ يوم السبت أو الأحد أو كليهما إجازة أسبوعية داخل لا ريب في دائرة التشبه بالكفار، لأن هذه الأيام ليست أياما عادية عند اليهود والنصارى، تستوي عندهم كبقية أيام الأسبوع، بل هي أيام مقدسة يعطلون فيها من أجل التفرغ لأداء العبادة».

يذكر أن الحكومة الكويتية قررت نهاية مايو (أيار) الماضي ترحيل موعد إجازة نهاية الأسبوع من يومي الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت، بدءا من أول سبتمبر (أيلول) المقبل وتماشيا مع ما هو معمول به في عدد من الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي.

واعتمدت الحكومة في قرارها على أن «تحويل موعد عطلة نهاية الأسبوع من شأنه معالجة كثير من المشكلات الناجمة عن الاختلاف في العطل الأسبوعية بين الكويت ودول العالم التي تعتمد يومي السبت والأحد عطلة أسبوعية، لاسيما فيما يتعلق بالمسائل الاقتصادية».
*المصدر: (الشرق الاوسط)








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "دين"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024