المؤتمرنت -
بريطانيا: خلية أطباء وراء الاعتداءات
فيما تتوالى الانذارات وعمليات تفجير عبوات مشبوهة في بريطانيا، أمس، لليوم الخامس على التوالي، عبرت الرابطة الطبية البريطانية، أمس، عن صدمتها بعد ان تبين من تحقيقات الشرطة حول اعتداءات لندن وغلاسكو باسكتلندا، ان 7 من الموقوفين من بين 8، هم من العاملين في القطاع الصحي ببريطانيا، 5 أطباء وطالب في كلية الطب وسيدة تعمل فنية في أحد المختبرات وطبيبان من الهند والبقية من الشرق الاوسط. ولم تؤكد شرطة سكوتلنديارد هذه التقارير التي وردت في وسائل اعلام وصحف بريطانية أمس، بشكل رسمي. واتخذت التحقيقات أمس بعدا دوليا بعد إعلان استراليا عن توقيف شخص ثامن وهو طبيب هندي، اسمه محمد حنيف يبلغ من العمر 27 عاما في مطار بريسبان عاصمة ولاية كوينزلاند شرق استراليا بطلب بريطاني، فيما كان يستعد لمغادرة استراليا ببطاقة سفر ذهابا فقط. وكان هذا الطبيب يعمل منذ سبتمبر(ايلول) 2006 في منطقة غولد كوست قرب بريسبان ووصفه زملاؤه بانه «مواطن نموذجي» وطبيب جيد. وعمل حنيف طبيبا متدربا في الهند وأقام في ليفربول بشمال غربي انجلترا، حيث استجاب لاعلان في بريتيش ميديكال جورنال للعمل في استراليا. وأعلنت متحدثة باسم مستشفيات نورث شيشر، أمس، لوكالة الصحافة الفرنسية أن الطبيب الذي اوقف مساء اول من أمس في استراليا عمل في المستشفى البريطاني نفسه مع احد الموقوفين في اطار التحقيقات. وأضافت ان حنيف عمل ايضا في مستشفى هالتون في رانكورن (شيشر شمال غرب). وذكرت وسائل اعلام بريطانية أن الرجل يتحدر من بنغالور في الهند، حيث تخرج في 2002 من جامعة راجيف غاندي.
وقال رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد للصحافيين، أمس، إن السلطات لم توجه أي اتهامات للطبيب الهندي. وقال مسؤولون محليون ان حنيف والذي كان مسجلا للعمل كطبيب في استراليا له صلات ما بالحوادث في المملكة المتحدة. وقالت الشرطة البريطانية انه من المبكر جدا معرفة ان كان أي من ضباطها سيذهبون الى استراليا لاستجوابه أو اذا كانت خطوات ستتخذ لإحضاره الى لندن. وقالت الشرطة الاسترالية انها تستجوب طبيبا آخر اقام في ليفربول، لكنها لم تقم حتى الآن اي رابط بينه وبين الانشطة الارهابية. وقال مصدر أمن بريطاني لرويترز، ان اثنين من الثمانية المشتبه فيهم هنديان والآخرين من الشرق الاوسط. وأضاف المصدر أن اشارة وسائل الاعلام الى أن الثمانية شكلوا خلية كامنة لـ«القاعدة» وتسللوا الى بريطانيا تحت ستار أنهم أطباء، مجرد «تكهن صرف». وتابع قائلا «لا توجد لدينا معلومات كافية لمعرفة ان كانوا قد تحولوا الى التطرف هنا أم في الخارج وكيف تقابلوا».
واعتقل جراح الأعصاب الاردني محمد جميل عبد القادر عشا (26 سنة) العامل في مستشفى شمال ستافوردشاير في ستروك ـ اون ـ ترنت (وسط غرب) وزوجته مروة دعنا (27 عاما) المتخصصة في المختبر الطبي مساء السبت قرب ليفربول. وذكر مسؤولون اردنيون انه قد يكون العقل المدبر للاعتداءات الفاشلة. كما اعتقل طبيب ثان عراقي عرفت عنه مصادر في الشرطة باسم بلال عبد الله، اعتقل السبت وقد يكون احد منفذي الاعتداء على مطار غلاسكو. ونفت الجمعية الطبية العراقية في بريطانيا، أمس، معرفتها بالطبيب بلال عبد الله، وقال الطبيب فواز راجي حلمي لـ«الشرق الاوسط» متحدثا نيابة عن الجمعية، ان «بلال عبد الله غير مقيد في سجلات الجمعية، كما انه لم يحضر أيا من اجتماعاتها المفتوحة عادة حتى لغير الاعضاء»، وعبر حلمي عن صدمته لدى سماع اسم الطبيب العراقي، مشيرا الى ان جمعيتهم التي تأسست في بداية التسعينات، «مهنية بحتة لا تتدخل في الشأن السياسي ولا الشأن الديني، ومهمتها إلقاء المحاضرات العلمية وتطوير المهارات العلمية لدى الأطباء».
وحاز عبد الله شهادته في بغداد عام 2004، وعمل في مستشفى رويال الكسندرا في بايسلي غرب غلاسكو، حيث نقل سائق السيارة التي استخدمت في الاعتداء في حال الخطر الى المستشفى اثر اصابته بحروق بالغة. وقالت وكالة الاسوشييتد بريس ان اسمه خالد احمد، لكن الشرطة لم تؤكد ذلك. واعلن متحدث باسم شرطة لانكشر، أمس، اعتقال رجلين في بلاكبرن في شمال غربي بريطانيا في اطار قانون مكافحة الارهاب. ورفض المتحدث ان يقيم في هذه المرحلة من التحقيق رابطا بين هذه الاعتقالات والاعتداءات الفاشلة في لندن وغلاسكو (اسكتلندا) الاسبوع الماضي. ولا تزال الشرطة تبحث عن مشتبه فيهم آخرين للتأكد من اعتقال كل من يحتمل تورطهم. وقال المصدر «انه لا يزال تحقيقا نشطا. مستوى التهديد لا يزال شديدا ومن المرجح أنه سيظل هكذا الى أن نعرف على وجه اليقين». وجرت الاعتقالات في وقت تعيش بريطانيا في هاجس وقوع اعتداء جديد وقد وضعت البلاد في حالة التأهب القصوى منذ السبت. وقام خبراء الغام بريطانيون أمس بتفجير سيارة مشبوهة متوقفة قرب مسجد فورث ستريت في ضاحية بولوكشيلدز جنوب غلاسكو وعلى علاقة بالتحقيق الجاري. كما فجرت الشرطة البريطانية طردا مشبوها على مقربة من محطة هامرسميث للمترو غرب لندن. وأفاد مصدر في الشرطة البريطانية بأنه تم اخلاء احد المباني التابعة لمطار هيثرو في لندن صباح أمس، بعد العثور على «طرد مشبوه». وقال المصدر ان الشرطة أخلت المبنى رقم 4 في مطار هيثرو الدولي بسبب وجود «طرد مشبوه». من جهته، قال متحدث باسم شركة «بريتش ايرويز» لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «ثمة تأخيرا في رحلات المبنى الرقم 4».
*الشرق الاوسط
| 
2003-2024 